السبت 23 نوفمبر 2024

براثن اليزيد ندا حسن

انت في الصفحة 8 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

جعلتها تشعر بالاشمئزاز ماذا لو لم يكن زوجها ماذا سيقول أكثر من هذا.. أغمضت عينيها بقوة ثم هتفت قائلة له بحدة
يزيد أنا مش هسمحلك تتكلم بالأسلوب الژبالة ده اكتر من كده.. ياريت تحاول تخلينا متفاهمين لأن كده مش أنا اللي هتعب لوحدي
كلماتها صحيحة عليه أن يكون أفضل من هذا لا يجب أن يجعلها تشتعل نيران من الآن عليه أن يكون رجل حكيم ليفعل ما يحلو له فقط صبرا صبرا يا مروتي..
معاكي حق.. كلها سواد الليل وهتبقي ملكي بجد هتنوري بيتي
استكمل حديثه متسائلا بهدوء محاولا إلهاء عقلها عن كلماته الغامضة بعد أن أخفض السېجارة من على فمه
عملتي تجهيزات لبكرة يعني مش زي ما بيقولوا يوم بتتمناه كل بنت
لم يستطيع إلهاء عقلها فهي لم تكن بهذا الغباء يوما نعم هو خبيث ماكر ولكن هي لم تكن الغبية تغاضت عن كلماته بإرادتها ثم أجابته متهكمة
بس أنا متمنتش اليوم ده معاك يا يزيد!..
تحاول أن ترد له ما يفعله معها ولكن لم تكن تعلم أنها طعنته بخنجر بارد ډفن داخل صدرة بالمنطقة اليسرى منه داخل قلبه تماما خنجر بارد لم ېقتله ولن يشفى من أثاره بعثرت رجولته بالأرض وهي تسرد رفضها له ازدادت دقات قلبه وتسارعت أنفاسه بفعل جملة مكونه من ثماني كلمات!.. يا لها من خبيثة هي الأخرى فقد اهلكته كلماتها ولكنه على دراية تامة بأن تلك النبرة المتهكمة لا يوجد خلفها إلا حزن عميق تحاول أن تجعله يمحى رغما عن أنف الجميع..
ابتسم بسخرية لم يستطيع مداراتها وهو يعود بظهره للخلف مستندا إلى الحائط وتحدث بحزن دفين داخل أعماق قلبه من الليلة الأولى التي قرر بها أن يتزوجها ليقول بصوت خاڤت
ولا أنا اتمنيته بالطريقة دي يا مروة إحنا اتحطينا في طريق مش بتاعنا ومجبورين نكمله ومش هنحدد النهاية غير لما نوصلها.. سوا نوصلها سوا يا مروة
أغمض عينيه وقد عاد مرة أخرى ضميره يعمل هل من بضع كلمات عاود من جديد تحدث مرة أخرى بخفوت غير منتظر إجابتها
تصبحي على خير.. بكرة يوم طويل أوي ارتاحي شويه أنت متعرفيش ايه اللي جاي
أغلق الهاتف وتركها في دوامة تدور بها وحدها تركها تفكر بحديثه الغامض تارة تكون ملكة وتارة عدم معرفة القادم.. هل يراها ساذجة هل يراها طفلة هى فتاة ناضجة تعلم ما الصواب وما الخطأ تعلم كيف يكون الكذب وكيف يكون الصدق وهو يمارس ذكائه عليها يتركها مشتتة الفكر يلعب بخبثه ومكره معها يعتقد أنها لن تفهمه مثلا يعتقد أنها ستتركه يفعل ما يحلو له
لا لم يحذر أبدا فهو الذي فرض عليها هنا هي لم تختار شيء هو الذي اختار كل شيء لا يحق له الحديث بهذه الطريقة ولا يحق له أن يفعل أي شيء تبغضه هي هو من اختار ذلك الطريق الذي يتحدث عنه لذلك يجب أن تسير هي كما تريد ذلك العدل بالنسبة لها..
ولكن هناك ما يأخذ فكرها الآن بعيدا كل البعد عن ما جال بخاطرها منذ ثوان غدا ستكون بمنزله!.. ستكون زوجته حقا!.. ستعيش مع عائلته الذي تبغضبها بسبب ما فعلوه بمصيرها ستعيش مع أشخاص لا تعرف منهم أحدا سوى ابنهم!.. هي حتى لا تعرف ابنهم.. فقط اسمه وبعض العادات مثل العصبية والهدوء والغرور والعنجهية لا تعرف إلا تقلباته المزاجية.. يكاد عقلها يتوقف بسبب كثرة التفكير وقلبها النابض بشدة خائڤ مما هو مقدم عليه..
أغلق هو الهاتف ووضعه بجيب بنطاله الأمامي ألقى بقايا السېجارة على الأرضية ودهسها بقدمه وأخرج غيرها كانت الثالثة له منذ بداية الحديث معها أشعلها وسار يستنشقها كما فعل في المرات السابقة بشراهة يضغط على كف يده الأيسر بشدة وكأنه المذنب بحقه!. جلس على الأرضية من جديد اتكأ على ركبتيه بساعدي يديه وهو ينظر إلى الأرضية پغضب حزن إرهاق لا يدري ما الذي حدث له من كلمتين فقط بداية من المحادثة وهو لم يستطيع أخذ حقه بدخول ذلك الحقېر غرفتها ولكن تلك الكلمات التي أتت مؤخرا جعلت قلبه ينشق إلى نصفين حديثها بأنها لم تكن تريده لم تتمنى يوم زفافها معه حزنها الدفين الظاهر في كل كلماتها دون دراية منها جعله كل ذلك معذب قلبه ېحترق كالبركان يتألم بسبب
!. لا يدري أيا منهم ولكنه لا يستطيع الصمود أمام كل ذلك..
غدا ستكون زوجته ستحمل اسمه ستعيش معه بنفس المنزل بل والغرفة.. هو لا يستطيع أن يخذل أحدا هو ليس قاسې كما أطلق عليه هو خائڤ بشدة ويشعر بالعجز من مصيرها معه..
وقف على قدميه وأخذ يسير بحركات غير مدروسة داخل الإسطبل بجوار حصانة تحدث ضميره الآن إليه بعدما لم يستطع مقاومة نبرتها وحديثها حدثه بأنها ليس لها ذنب في ذلك لم تكن ..
يحاول إقناع ضميره وقلبه أنه لم يكن أمامه خيار آخر ليفعله يحاول أن يقول بأنه سيعيد الحق لأصحابه فقط ليس بالخداع أو الكذب أو المراوغة بل بالحب وقد كان هذا الأسوأ على الإطلاق..
ذهب ووقف أمام حصانة الذي أطلق عليه اسم على مسمى حقا ليل كان أسود اللون سواده حالك لا يوجد به ولا نقطة من لون آخر كما كانت عينيه هي الأخرى قاتمة السواد شكله مخيف مهيب تخاف الإقتراب منه ولا تستطيع النظر إليه لبضع ثوان ولكنه كان صاحبة يعلم ما يريده ومتى يجب ترويضه.. كان من أغلى الأشياء على قلبه وقف أمامه وهو يشعر بالعجز ليقول بصوت خاڤت خائڤ
تفتكر هحبها يا ليل ولا ده علشان هي ملهاش ذنب
يصارح نفسه أم يصارح ليل زجره عقله سريعا محاولا محو هذه الفكرة الغبية من رأسه ليعود لما كان يريده سريعا قائلا بأن قلبه قد أصبح رقيقا كثيرا ليتفوه بمثل تلك الكلمات.
_____________________
في صباح اليوم التالي
عندما تضع أملا لشيء أعتقدت أنك تستطيع فعله ولا تستطيع لا يضيع أملك فقط بل يضيع شغفك معه
جلست ب إرهاق على الفراش أمام شقيقتها بعدما تحدثت معها بشأن ذلك الرقم الذي أرسل لها تلك الرسائل في وجود زوجها هي لم تغفل عنه بل سبب لها الازعاج بسبب ما حدث وودت أن تعلم من فعل ذلك ولكن لم تحصل على معلومة واحدة مفيدة
نظرت إلى شقيقتها ميار بقلة حيلة متسائلة مرة أخرى وكأنها ستجاوب بشيء أخر غير الذي قالته
يعني طلع مش متسجل فعلا
جلست الأخرى أمامها ثم تحدثت بهدوء مجيبة إياها مرة أخرى
آه والله يا مروة طلع مش متسجل.. بس هو أنت يعني تعرفي حد ممكن يعمل كده مهو مش معقولة يعني ده
زفرت مروة بضيق شديد ثم اعتدلت في جلستها واضعة يدها الاثنين على ركبتيها تستند عليهم ووجها لا يخلو من تعابير الانزعاج
مهو المشكلة أن مفيش حد أعرفه يعمل كده
نظرت إليها ميار مترددة تود أن تقول شيء ولكن تعود مرة أخرى لتصمت ف الذي تريد أن تقوله يصعب عليها وعلى قلبها التفوه به فنظرت إليها شقيقتها مشجعة إياها على الحديث
أنا شاكه ف.. بصراحة كده في تامر
وقفت مروة على قدميها ثم هتفت قائلة بعد تفكير
لأ

انت في الصفحة 8 من 29 صفحات