الشيطان شاهين ١٠
بالأفعال يا امنية... .
في فيلا شاهين الالفي
نزلت كاميليا الدرج ببطئ و هي تمسك بيد فادي الذي كان يتبعها بهدوء كعادته...
ابتسم الصبي بفرح عندما سمع صوت والده و هو يتحدث مع جدته في الصالون...ترك يدها فجأة ثم اندفع يجري بسرعة ليلقي بجسده الصغير داخل أحضانه...و هو يصيح بابي بابي انت جيت...
قهقه شاهين بصوت رجولي و هو يضع طفله فوق ساقيه بعد أن قبل وجنتيه المكتنزتين عدة قبلات طويلة..
لم تتوقع وجوده هنا فطوال الاسبوع الماضي لم يكن موجودا بسبب سفره...
اول مرة تراه وجها لوجه... يشبه أولئك الحرس الذين يقفون أمام الفيلا بجسده الضخم الذي كان يملأ الاريكة و كتفيه العريضين و ملامح وجهه الحادة رغم وسامته الملفتة
عقد جبينه بانزعاج من مظهرها المبعثر و شكلها الغير مرتب قبل أن يسأل والدته عنها مين دي يا أمي و بتعمل إيه هنا.
رمقها بنظرات غاضبة و هو يشير بابهامه الى كاميليا قائلا بقسۏةدي مربية ابني انا... شاهين الألفي..انت بتهزري يا أمي انت ازاي تسمحيلها تقرب من ابني و هي بالشكل الغريب داه...مليقيتيش غير دي عشان تاخذ بالها من فادي.
طوال الاسبوع الماضي و هي تسمع عنه أحاديث و روايات مختلفة من الخدم أثناء تجمعهم لتناول طعام الغداء و كيف انه شخص وقح و قاسې لا يتردد في إهانة من يعملون عنده حتى أنه يعتبرهم كعبيد عنده و لو لاظروفهم الصعبة التي دفعتهم للعمل عند شخص حقېر مثله و المرتبات المغرية التي يتقاضونها لما قبلوا بالعمل عنده ساعة واحدة.
تجاهل كلامها و هو يخاطب الصغير بود و كأنه ليس نفسه ذلك الفظ الذي كان يتحدث منذ قليل قلي يا حبيب بابي انت مرتاح مع المربية دي لو مش عاجباك خلينا نطردها و انا حجيبلك غيرها.
تعجب شاهين من كلام الصغير الذي أبدى و لأول مرة ارتياحه مع مربية ليرمق تلك الواقفة بنظرة استعلاء قبل ان يسألها انت بتدرسي
إيه
ثريا بفخر و هي تلاحظ توتر كاميليا رابعة هندسة و دايما الأولى على دفعتها... و بتتكلم ثلاث لغات بطلاقة الفرنسية و الانجليزية و الروسية كمان... انا تأكدت من داه بنفسي.
اردف شاهين بصوت واثق و هو يضع فادي على الاريكة بجانبه كويس جدا... ابني مسؤوليتك انت يا أمي بس انا لو لاحظت أي تقصير انا حتدخل فورا...
انا طالع ارتاح فوق قوليلهم يصحوني بعد ساعتين علشان عندي موعد مهم .
ثريا انت مش حتتغدى قبل ما تنام.
أشار نافيا بيده قبل أن يتجه الى الدرج صاعدا الى جناحه... أخذ حماما دافئا ثم تمدد على سريره ليغمض عينيه و يغط في نوم عميق....
في الحديقة تجلس كاميليا تراقب الصغير الذي كان منشغلا بجهازه اللوحي و هو يحاول بكل جهده إكمال رسمته و كأن حياته تعتمد عليها نظرت له بحنق و كره للحظات... هذا الطفل المدلل الذي يعيش حياة الملوك... تعرضت للاهانة و السخرية من قبل والده منذ قليل و هو لا يهتم لشيئ سوى لهذه الرسوم السخيفة...
انتبهت لمجيئ فتحية تلك الخادمة البشوشة التي لا تكف عن الثرثرة و الحديث عن أخبار الباشاوات و الهوانم الذين يأتون الى هذا القصر حتى أنها باتت تعرف العديد منهم و تعرف أخبارهم دون أن تراهم حتى...
فتحية بابتسامةانت هنا و انا عمالة ادور عليكي عليكي من ساعة...داه وقت الغداء مجيتيش ليه.
كاميليا اتغدوا انتم بالهناء و الشفاء انا مليش نفس و فادي أكل من شوية قبل ما نخرج.
فتحية و هي تلاحظ نبرة صوتها الحزينة انت لسه زعلانة من كلام البيه...يا بنتي انسى بكرة تتعودي المهم انك مترديش عليه غير لما يسألك....
كاميليا