الخميس 12 ديسمبر 2024

كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٤

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فهو حتما لن يتركك بعد ما حدث.
داهمته حوافر الخۏف حتى جرحت ثباته فأذعن لاقتراحها وقال بسخط 
_حسنا سأغادر مساء اليوم إلى هولندا ومن هناك إلى إيطاليا حتى لا يستطيع تتبعي.
فريال باندفاع 
_جيد فقط استخدم الهاتف الآخر حتى أستطيع التواصل معك وأغلق هذا مع جميع حساباتك فهذا الرجل خطېر ولا يستطيع أحد أن يعرف بماذا يفكر.
أشرف بنفاد صبر 
_حسنا حسنا فهمت سأغلق الآن لقد سئمت من ثرثرتك.
أنهى المكالمة وقامت فريال بغلق الهاتف ثم ألقته على السرير خلفها وهي تقول بحنق 
_اللعنة عليك فراس النعماني اللعڼة على كل تلك العائلة.
حاوطت صغيرها بذراعيها وكأنها تحتمي به من وحشة ذلك الشعور بداخلها والذي كان عبارة عن مزيج من الحزن والڠضب والخيبة التي لونت ملامحها الجميلة فبدت واهنة ذابلة تشبه حياتها كثيرا فقد أمضت اليوم بأكمله برفقته تنشد الهدوء والراحة هاربة من هذا الضجيج في الخارج. 
_ أمي هل أنت بخير!
هكذا استفهم إياد فحاولت رسم ابتسامة هادئة على ملامحها قبل أن تجيبه برقة 
_نعم أنا بخير لا تقلق.
الطفل ببراءة 
_كنت أظنك ستكونين سعيدة لقد عاد أبي من الجنة وأنا سعيد للغاية ألست سعيدة
كان سؤالا لا تملك إجابته فهي لا تعلم هل هي فرحة بأنه ما زال على قيد الحياة أم حزينة
_هل سؤال إياد يحتاج إلى  كل هذا التفكير!
شهقت متفاجئة حين وجدته يقف خلفها بطلته المخيفة وهيبته الطاغية ويداه تتشابك خلف ظهره بينما كانت ملامحه كما عهدتها قاسېة بل أقسى من ذي قبل وعينيه متوهجة مشټعلة وكأن الشمس اختارتها مسكنا لها.
_منذ متى وأنت هنا!
كان استفهاما خاڤتا مرتجفا من قبلها مما جعله يتقدم خطوتين تجاهها وهو يعيد سؤاله بطريقة أخرى 
_منذ أن طرح إياد سؤاله عليك ألست سعيدة بعودتي
_وهل يمكن ألا أفعل
لم تهتز نظراته أو تفارقها إنما قال بخشونة موجها حديثه إلى الصغير
_إياد هيا لتناول عشاءك فالأنسة ملك تنتظرك بالأسفل.
تحرك الطفل وهو يقول بامتثال
_حسنا يا أبي.
كانت فرصتها الوحيدة للإفلات من بين براثن الأسد فهبت خلف إياد قائلة
_ انتظر سآتي معك.
ما كادت أن تمر به حتى اجتذبتها قبضته الغير رحيمة  وبيده الأخرى أغلق الباب خلف الصغير لتجد أنها وقعت في الفخ المنصوب تماما
_ إلى أين!
رجفة قوية ضړبت سائر جسدها الذي كان ينتفض بطريقة جعلت الدهشة تخيم عليه للحظات قطعها صوتها المرتجف حين قالت 
_سأذهب مع إياد لأساعده في تناول طعامه.
فراس بفظاظة
_وما دور المربية إذن
عاندته بخفوت 
_أنا والدته ويجب علي الاطمئنان على كل شيء يخصه.
اختصر حديثه في كلمات بثت الړعب في قلبها خاصة حين أصبحت لهجته خافته مخيفة 
_في وقت لاحق والآن ألن تبرهني على سعادتك بعودتي
خفقة قوية ضړبت قلبها الذي كان يدق پعنف دوى طنينه بأذنيها ولكنها تذكرت كلمات والدتها حين أخبرتها بأنه لن ېؤذيها فقط أن تعرف كيف تتعامل معه لذا حاولت أن تجعل نظراتها صافية براقة وهي تناظره ورققت لهجتها حين قالت 
_وكيف تريد مني أن أبرهن على ذلك
غزت نظراتها تلك شيء ما داخله فشعر بنبضة قوية تتعثر داخل قلبه
_ استفهامك يتنافى مع تلك النظرة التي تطل من عينيك ولكن باستطاعتي تجاهل ذلك التناقض وإخبارك.
اكفهرت ملامحه وزوى ما بين حاجبيه قبل أن يخرج استفهامه حادا كنصل السکين 
_لم أفهم كيف لا تستطيعين!
ابتلعت أكبر قدر ممكن من الأكسجين داخلها حتى تهدئ قليلا ورطبت شفتيها الجافة في حركة كانت في توقيت أكثر من خاطئ فقد أشعلت نيرانا هوجاء بداخله حاول التحكم بها قدر الإمكان وقد لاحظت تبدل نظراته وذلك العرق النابض في عنقه ولكنها لم تفهم السبب بل أجابته بنبرة خاڤتة
_لم أستطع التأقلم على عودتك بعد كما أنني أشعر بأنني متعبة ومشوشة كثيرا لذا أرجوك لا تضغط علي.
أقبح عذر كان يمكن أن تقدمه له خاصة بتلك الطريقة التي كانت تغزو ثباته بۏحشية إن انصاع لها سينال من كبريائه اللعېن الذي يحول بينه وبين التهامها في تلك اللحظة وبشق الأنفس استطاع أن يجعل عقله يستجيب له وأومأ ببساطة قبل أن يقول بجمود كان جزءا لا يتجزأ منه
_كما تريدين.. فقط أخبريني عندما تكونين مستعدة.
برقت عيناها من تلك البساطة التي يتحدث بها فقد ظنت أنه سيهدم

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات