الخميس 12 ديسمبر 2024

كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٤

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

نافذة فتألم كل ما بها وأعلنت روحها الحداد على أجمل أيام عمرها التي قضتها زوجة لهذا الرجل الذي كان بيوم من الأيام سبب سعادتها في هذه الحياة واليوم هو السبب الوحيد لبؤسها.
_هل انتهيت حبيبتي!
هكذا تحدثت راوية وهي تطل برأسها من باب غرفة هدى التي كانت تلملم أشياءها قبل أن تغادر مع زين.
_نعم.
اقتربت راوية تعانق هدى بقوة وكأنها تعتذر لها بشدة عن كل ما طالها من أذى وألم كان يلون ملامحها بوضوح ويتساقط من عينيها على هيئة أنهار من الدمع الذي سئمته كما سئمت من كل شيء.
_هيا لا نجعله ينتظر أكثر.
هكذا تحدثت بجفاء وهي تتوجه إلى الخارج تحاول قمع ألمها وذلك الۏجع الهائل الذي يجعل خطواتها ثقيلة وأنفاسها حاړقة ولكنها خبئت كل ما تشعر به في ركنا ما بداخل قلبها وخطت إلى داخل غرفة الصالون قائلة بجفاء
_لقد استعديت والأولاد للمغادرة.
الټفت إليها كلا من زين ورؤوف الذي كان الذنب يقرضه من الداخل حزنا وقد لام نفسه لمرات ومرات على قسوته معها ولكن بالنهاية نجح في إقناع نفسه بأن هذا هو الصواب للجميع. 
_وأنا أنهيت قهوتي للتو هيا إذن.
أنهى جملته تزامنا مع دخول الأولاد الثلاثة إلى الغرفة ليث وباسل والصغيرة لين صاحبة الثلاثة أعوام والتي ما إن رأت زين حتى هرولت إليه تحتضنه بشوق كبير وكذلك فعل باسل البالغ من العمر خمسة أعوام فعانقهما زين بشوق كبير ثم نظر إلي ليث صاحب السبع سنوات الذي يقف بجمود يتنافى مع صغر عمره ولكنه كان النسخة المصغرة من عمه فراس لا يظهر مشاعره قليل الكلام بدرجة تستفز زين كثيرا.
من الواضح أن أحدهم لم يشتاق إلي.
هكذا تحدث زين بحزن مفتعل فتأثر الصغير ولون الحزن معالمه فأجبر نفسه على التقدم من جده وقال بتحفظ 
مخطئ فأنا اشتقت إليك كثيرا ولكني غاضب وبشدة.
فوجئ زين فقال مستفهما
_لماذا أنت غاضب يا ليث
ليث بجفاء
_لأن أمي حزينة وأبي من أحزنها لهذا أنا غاضب فأمي لا تستحق أن تحزن أبدا إنها أجمل أم في الوجود.
خربشت كلماته چراحها ولامس دفاعه عنها أوتار قلبها الذي ارتج حتى تناثرت عبراته من مقلتاها فقد كبر طفلها وأصبح رجلا يدافع عنها.
_تأدب يا ليث لا تحادث جدك هكذا.
كان هذا صوت رؤوف الغاضب فالټفت ليث قائلا بلهجة أهدأ قليلا
_لم اخطئ في حديثي ولم أخاطب جدي بقلة احترام ولكني أدافع عن والدتي وبالمناسبة أنت أيضا أحزنتها وقضت الليل بأكمله باكية بسبب صراخك عليها.
كلماته كانت طلقات ڼارية في صدر رؤوف الذي لم يجد ما يقوله فلجأ للڠضب فصاح معنفا
_اخرس يا ولد.
هرولت هدى تحتضن طفلها لتحميه من بطش والدها في الوقت الذي تدخل فيه زين قائلا بحزم 
_توقف يا رؤوف ليث لم يخطئ ولم يقلل احترام أحد إنه يدافع عن والدته وهذا حقه.
شددت هدى من عناقها لطفلها وتبلور التحدي في نظراتها الموجهة إلى والدها لأول مرة بحياتها... فأردف زين يهدئ من حدة الموقف
_لقد قامت هدى بتربيته جيدا حتى أصبح رجلا يقف ويدافع عنها يجب عليك أن تفخر به.
الټفت زين إلى ليث الذي كان يحتضن والدته بحماية وقال بفخر 
_أنت رجل جيد يا ليث وأنا فخور بك ووالدتك ابنتي وأنا من سيأخذ حقها ممن أحزنها لا تقلق فقط ثق بي.
قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلى هدى التي تبلور الألم بعينيها ولكنها كانت تثق في هذا الرجل أكثر مما تفعل مع أي شخص فلطالما كان الوحيد الذي يدافع عنها من بطش زوجته ويطيب خاطرها إذا ما رآها حزينة.
_هيا بنا إلى السيارة.
توجهت هدى مع أطفالها ثم أجبرت نفسها على الالتفات إلى والدها قائلة بجمود
_عن إذنك يا أبي.
حوت نظراتها عتابا قاسېا عرف طريقه إلى صدر رؤوف الذي اهتزت ملامحه قليلا فتوجه يعانق الأطفال ثم اقترب من ليث قائلا بجانب أذنه
_أنت الأقرب إلى قلبي لا تغضب مني وكن جوار والدتك دائما أنا أؤمنك عليها.
رقت نظرات ليث قليلا وهو يومئ برأسه موافقا على حديث رؤوف الذي الټفت إلى ابنته فوجدها تودع والدتها ثم خرجت دون أن تلقي نظرة واحده عليه كان يعلم بحزنها منه الذي انفطر له قلبه ولكنه كان يظن بأن هذا أفضل للجميع وأولهم هي.
توجه

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات