الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

الشيطان المتملك

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

جفف رئيس الجامعة جبينه و وجهه للمرة
الخامسة على التوالي خلال دقائق قليلة
و هو يستمع لكلام شاهين الذي كان غاضبا بشدةحمد الله في سره
انه إكتفي بتحذيره على الهاتف و لم يأت
إلى الجامعة بنفسه و إلا لكانت العواقب
وخيمة.
تلعثم و هو يحاول تبرير ما حصل قائلا يا شاهين
بيه انا بقدملك إعتذاري بالنيابة على

كل الدكاترة و طلبة قسم الهندسة بس هما
اكيد مكانش قصدهم إنهم يعملوا حاجة
تضايق حضرتك .
قاطعه شاهين بصرامة مراتي طالبة عندكم
في الجامعة و من حقها تعملوها باحترام.. انا مطلبتش حاجة خارجة عن قدرتكم او إنكم
تعاملواها بإستثناء انا بطالب بحقها
الطبيعي و بس.. إمبارح روحت البيت
مڼهارة و النهاردة رفضت تروح الجامعة
عشان الطلبة و الدكاترة اللي عندك محسسينها
و كأنها غريبة عنهم و بيتكلموا عليها في الرايحة
و الجاية و كأنها عاملة حاجة غلط.
العميد بتوتر حضرتك انا مليش علم باللي
حصلبس اوعدك إني ححل المشكلة متقلقش .
شاهين بصوت واثق اصلا داه اللي لازم
تعملهتحل المشكلة دي في أقرب وقت
و لو لزم الأمر إنك تنبه على الأساتذة و الطلبة
كلهم واحد واحد محدش له دعوة بمراتي.. داه تنبيه ليك
و ليهم و المرة الجاية اقسم بالله لكون
مطربق الدنيا فوق دماغكم كلكم..
تن تن تن.. حدق العميد أمامه بفزع و صوت
صړاخ شاهين مازال يرن داخل رأسه كالمنبه..
وضع السماعة مكانها ثم جذب ربطة
عنقه ليرخيها بعد أن إصابته نوبة من الاختناق
لهث قليلا قبل أن يترشف كأس المياه
بارتعاش لتتناثر قطرات الماء على سترته و فوق
المكتب.
مسح وجهه و أصابعه بمنديله و هو بتمتم
بقلة حيلة يا نهار اسود الحمد لله إنه
كلمني بالتلفون بس و مجاليش هنا و إلا كان زماني مرمي في أي مستشفى داه إيه المصېبة
اللي مكانتش على بال و على خاطر دي
حتحلها إزاي يا منيرحتحلها إزاي..
رمى شاهين هاتفه بعد أن أنهى المكالمة
ثم إستقام من جلسته ليقف أمام النافذة
الكبيرة المطلة على حديقة الفيلا
ليشاهد كاميليا تلعب الكرة مع فادي.
إبتسم و هو يتابعها تثبت الكرة أمامها عدة مرات
حتى تقذفها باتجاه الصغير الذي كان
يقف أمامها بمسافة قصيرة و ملامحه تدل
على الضجر.
غادر المكتب في إتجاهها ليخرج للحديقة
إعترضه فادي الذي كان يزم شفتيه بطفولية قائلا بابي تعالى إلعب معايا إنت أحسن
عشان بقالي ساعة واقف هنا مستني الكورة
و مامي مش عارفة تشوطها..
ضحك شاهين و هو يحمل الصغير الغاضب
بين ذراعيه ليهمس في اذنه بصوت خاڤت
جدا حنى لا تسمعه كاميليا وطي صوتك
لأحسن مامي تسمعك و تزعل منناهي متعرفش
تلعب كورة عشان الرجالة بس هما اللي بيحبوا
الكورة.
ضيق فادي عينيه بتفكير قائلا يعني
مامي بتعرف تلعب بالعروسة و يومئ له بالايجاب قبل
إن ينزله على الأرض ليهرول الصبي
نحو الكرة بينما كاميليا كانت واقفة مكانها
و تحدق فيهما توجه نحوها شاهين ليقف
أمامها و يطوق
كتفيها و يمسد بطنها بيده الأخرى
هامسا في اذنها بصوت رخيم واحشاني جدا
ظهرت إبتسامتها السعيدة مزينة شفتيها
الفاتنتين لتبسط أصابعها البيضاء الرقيقة على جزعه قائلة و إنت كمان..
بملامح مصډومة غير مصدقة لما يسمعه
منها تصنم شاهين مكانه محدقا بها
في ذهول تام. لا يصدق ما سمعته أذنيه
للتو قلتي إيه
تساءل و هو يرجوها بعينيه ان تروي
عطش قلبه الذي يناشدها ان تحن عليه
و تمنحه بعض الرضا..
أفاق على دفعة خفيفة منها من يديها
الصغيرتين و صوت قهقهتها الذي ملأ
الأجواء تلاه ضړبة غير قوية على كتفه
من الكرة التي قڈفها نحوه فادي.
ضيق حاجبيه مدعيا الڠضب و يرمقهما
بنظرات تحذيرية مھددة بالاڼتقام
هادرا فيهما بحدة مزيفة بقى
بتتفقوا عليا طيب انا حبقى اوريكم..
أشار الصغير نحو كاميليا التي كانت
تقف خلفه تحتمي به قائلا بابي
دي مامي هي اللي شاورتلي

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات