كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري
كان يعاند كبريائه ويحاول قمع مشاعره العاتية نحوها
فقد وضعتها الحياة أمام مطرقة الاختيار ما بين واجبها تجاه والدها ومشاعرها القوية تجاهه والذي رفضت هي الأخرى تسميتها وتركتها تحت طائلة الرغبة الحسية فقط.
جاء الصباح مشرقا كملامحها التي تأسره للحد الذي يجعل عيناه تنتشي برؤيتها وتتملكه رغبة قوية في إخفائها عن جميع الأعين فهي الوحيدة القادرة على إنهاء تلك الصراعات المحتدمة بقلبه وتلك الحيرة التي تلازمه وضجيج تساؤلاته هل يسحبها إلى عالمه المظلم كما فعل هاديس مع برسيفوني ويخفيها عن الأعين! أم يتركها ويترك نفسه لها تسحبه بنورها إلى عالمها الوردي!
سابقا كانت كلماته تلك تربكها وتبث الذعر إلى صدرها ولكن الآن فهي توقد ألسنة الشغف بقلبها وسائر جسدها الذي أسلم راية الهوى أمام جموح مشاعره تجاهها... فهمست ببحة مٹيرة
غمرت ملامحه بسمة جميلة زينتها لهجته الشغوفة حين قال
_ما رأيك لو أسحبك إلى عالمي كما فعل هاديس مع بريسفوني!
همست تداعبه
_تتفوق على هاديس بنقطة فهو فقد خدعها أما الآن أنت تخيرني أم أنني مخطئة!
ظاهريا كانت تمازحه ولكن هناك استفهاما يطل من عينيها اللتين لا يستطيعا إلا الامتثال أمام طغيانهم وقد كان ذلك هو الخضوع الأول له في الحياة لذا قال بخشونة
قاطعته مصححة
_لم يخبرها ماذا ينتظرها في عالمه وإلى أي درجة يمتد ظلامه.
_وإن أخبرها هل كان ليشكل فارقا في مشاعرها نحوه!
_على الأقل كانت ستشعر بأنها ليست مرغمة على شيء فإن اختارته فسيكون ذلك بملء إرادتها.
أظلمت نظراته لثوان قبل أن يقترب واضعا قب سطحية فوق جبهتها قبل أن تجده يغادر السرير ناصبا عوده متجها إلى باب الغرفة ولكنه الټفت قائلا بفظاظة
أومأت بصمت وهي تشاهده يخرج مغلقا الباب خلفه فشعرت بقلبها الذي كان يئن بداخلها من فرط الخۏف ولكنها حاولت طمأنته وهي تتذكر حديثها مع عمها زين قبل أربعة أيام.
عودة إلى وقت سابق...
_كيف حالك عمي!
هكذا تحدثت بخفوت إلى زين الذي كان يجلس في الحديقة يقرأ أحد الكتب وما إن سمع صوتها حتى الټفت يناظرها بحنان تجلى في نبرته حين قال
نور بهدوء
_بخير هل أزعجتك!
زين بلهفة
_لا أبدا هيا تعالي لنجلس معا فالجو جميل اليوم.
أطاعته وهي تجلس على يمينه بينما ترك هو الكتاب من يده وهو يقول باهتمام
_أخبريني كيف تسير أمورك مع فراس!
فوجئت من السؤال الذي بدا وكأنه يشغل تفكير الجميع فلم يتبق أحد لم يسألها عن أمورها معه.
فطنت إلى ما يرمي إليه فرسمت ابتسامة هادئة على ملامحها وقالت بلهجة شابها التردد
_آه أجل لا تقلق نحن بخير.
شعر بترددها في الإجابة فاحتضن كفوفها التي تبسطها أمامها على الطاولة وهو يناظرها بحنان أبوي
_رجاء أخبريني إن كان هناك شيء.
لامست فعلته جدران قلبها وكذلك نبرته الحانية فحاولت التماسك قدر الإمكان قبل أن تقول بتأكيد
_لا تقلق عمي.
شعر بتأثرها واهتزاز جفونها من فرط ما تحمله من عبرات فحاول صرف انتباهها حين