كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري
ولو بذرة واحدة حتى لو ملأت فراغ جميع سكان العالم.
لأول مرة لم يفلح في قمع ضحكته أمامها خاصة حين التفتت إلى شاهين قائلة بسخرية
_وأنت أيها الظريف لن أضيع وقتي معك لأني على موعد مع زوجتك المصون للاطمئنان عليها خاصة وأن اليوم هو أول يوم عمل لها.
ما أن سمع شاهين جملتها الأخيرة حتى وثب قائما وقد اسودت معالمه وخشنت نبرته حين قال
بطريقة مسرحية ضړبت نور جبهتها بيدها وهي تقول بحزن مفتعل
_ أوبس هل يعقل أنك لا تعلم بأن هدى بدأت بالعمل في السفارة اليوم! أخ يا لهذه المهزلة.
لون التشفي ملامحها وتساقط من بين حروفها حين قالت
_الآن أنا من يشفق عليك فقد أصبحت سمعتك بالوحل.
ابتلعت ريقها بصعوبة بعد أن فرت شجاعتها أمامه ولكنها علمت بأن وقت المواجهة قد حان لذا حاولت استعادة جأشها وهي تقول بجمود
_نعم فعلت.
اشتدت شراسة معالمه وهو يتقدم منها قائلا بجهامة
_كيف تجرؤين على فعل ذلك!
بالكاد استطاعت السيطرة على قدميها التي تتوسل إليها الهرب من أمامه الآن... فهي لأول مرة بحياتها تراه غاضبا إلى هذا الحد... ولكنها لا تملك مفر من الثبات أمامه فهي معها كل الحق بتجاوزه
تجاهل غصة أصقلت جوفه وقال بسخرية تتنافى مع شراسة معالمه
_هل برأيك أن تذهب الزوجة إلى العمل دون أن تعلم زوجها ليس خطأ!
هدرت پغضب يمتزج مع ألمها القاټل الذي تبلور بعينيها وهي تقول
_لقد أخرجتك من حياتي منذ ذلك اليوم لذا لا تنتظر مني أن أعلمك أي شيء يخصني.
_وهل فكرت بتبعيات فعلتك يا ترى!
جاء جوابها مقتضبا حين قالت
_لا يستحق الأمر أن أضيع وقتي بالتفكير فيه.
شيء واحد يمنعه من دق عنقها الآن وهي تلك اللمعة التي تتبلور في عينيها اللتين تهتز جفونهما من فرط ما تحمله من عبرات... فقد كان يعلم أنها تفعل ذلك فقط لتغضبه ولتثأر لكرامتها وقد توقع ذلك بعد رؤيته لها في الحفل بذلك التغيير الهائل في مظهرها
بدلا من أن تثير جنونه فعل هو بلهجته الآمرة وطريقته التي توحي بأنها عبدة عنده خاصة حين وجدته يلتفت ينوي المغادرة... فلم تتمالك نفسها وأخذت تدبدب بقدميها على الأرض كالأطفال وهي تصرخ بانفعال
_كف عن التدخل بحياتي وإلقاء الأوامر فسأفعل ما يحلو لي ولتذهب أنت