الأحد 24 نوفمبر 2024

أنشودة الأقدار نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار ٧

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الجميع يترجل من السيارة أمام منزل عائلة عمران و كان الجميع في انتظارهم و على رأسهم عبد الحميد الذي تحدث بوقار وهو يصافح سالم
_ خطوة عزيزة يا سالم بيه . نورتونا بزيارتكوا الغاليه
سالم بنفس نبرته
_ نيرة بأهلها يا حاج عبد الحميد . و بعدين اشتقنا لأهلنا قولنا نيجي نزورهم
_ طبعا طبعا يا راچل احنا اهل و حبايب بس مكنش فيه لزوم تكلف نفسك كل الحاچات دي .
كان يشير إلى تلك الزيارة الهائلة التي جلبها معه وفقا لعادات اهلهم و أيضا ليزيد من قدر شقيقته أمامهم لذا قال بلهجة ودودة
_ مفيش تعب ولا حاجه يا حاج ميجيش من بعد خيرك .
كان داخله ممتنا لتلك الزيارة كثيرا و لطريقة سالم في حل الأمور لذا ابتسم ببشاشة ثم توجه لمصافحة سليم قائلا بقوة
_ الغالي چوز الغاليه والله اتوحشناك يا سليم .
_ وانتوا وحشتونا يا حاج عبد الحميد و جنة أصرت نيجي عشان نزوركم..
أومأ عبد الحميد بحبور و توالت السلامات لتنتهي عند مفترق الوحوش الذان كانا يتبادلان السلامات بنظرات متوعدة ختمها عمار حين قال بصوت خفيض بجانب إذن سالم 
_ عايزك في المكان اللي اتجابلنا فيه جبل سابج ..
ابتسم سالم ساخرا قبل أن يجيبه
_ ما بلاش المكان دا في ذكريات مش ولا بد .
تعاظم الحنق بداخله و تبلور في عينيه ولكن يد سالم التي ربتت على كتفه فاجأته و كذلك حديثه حين قال 
_ عموما انا عارف انت عايزني في ايه و متقلقش .
رغما عنه تبدلت معالم وجهه إلى الترقب و اللهفة التي سرعان ما أخفاها جيدا قبل أن يقول بلهجة خشنة يشوبها الغرور
_ مش جلجان . اني باخد اللي رايده ولو من خشم السبع ..
ابتسم سالم على جملته و قد ارتاح لإصراره كثيرا فتجاهل ثقته المزعومة قائلا
_ تعجبني . بس متنساش أنه مش سبع واحد . دول كتير . خليك ذكي عشان تكسب ..
في الداخل ما أن رأت حلا قدوم كلا من فرح و جنة حتى اندفعت لا إراديا لمعانقة الأخيرة وسط شهقات لم تفلح في قمعها فأخذت جنة تربت على كتفها في محاولة لتهدئتها و استغرق الأمر عدة دقائق لتهدأ حلا التي ما أن رفعت رأسها حتى همست بخزي
_ أنا اسفه يا جنة.
تلك المرة ارتفعت يد فرح لتربت على كتفيها قائلة 
_ خلاص يا حلا . مالوش لازمة الكلام دا .
_ انا عايزة اقول كلام كتير يا فرح بس مش عارفة اقول ايه ولا ابتدي منين بس انا بجد أسفة . ياريت في أيدي حاجه غير كدا اقولها .
امتدت يد جنة تكفكف عبراتها قبل أن تقول بحنو
_ متقوليش حاجه يا حلا اللي حصل دا مش ذنب حد و بعدين دا قدري و ربنا راضاني بمحمود و سليم ..
عند ذكر الطفل اقتربت تهاني التي كانت تحمله لتضعه بين احضان حلا وهي تقول بقوة مفتعلة 
ابتسمت حلا و قامت باحتوائه بين أحضانها وهي توزع قبلاتها على معالم وجهه الجميل وتوزع نظراتها الممتنة للشقيقتين بينما كان الرجال في الداخل يتحدثون في أمور شتى إلى أن بادر سليم بالسؤال 
_ حلا عامله ايه عايز أشوفها .
تقدم ياسين الذي كان صامتا منذ قدومهم ولكنه قطع صمته مقررا الحديث 
_ حلا موجودة هناديلها تيجي تسلم عليكوا بس قبلها لازم نتكلم ..
تدخل سالم بنبرة حازمة
_ مفيش كلام عشان نقوله يا ياسين . حلا بنتنا مراتك و جنة بنتكوا مرات سليم . و الموضوع منتهي لحد كدا .
ياسين بجفاء
_ و رجوع حازم ..
بتر سالم جملته بحسم
_ دا وضع يخصنا احنا . ميأثرش عليكوا في حاجه .
تدخل عمار مستفهما
_ مش جلة ذوق ولا حاچة بس نفسروا بأيه زيارتكم دي في الوجت ده بالذات 
سالم بجفاء
_ احنا جايين نشوف بنتنا و انتوا تشوفوا بناتكوا اللي هما في الحفظ و الصون عندنا زي ما بنتنا عندكوا في الحفظ و الصون كدا ولا ايه يا حاج عبد الحميد 
فطن عبد الحميد لمحاولات سالم في جعل الأمور في مكانها الصحيح فايده قائلا 
_ عداك العيب يا ولدي . و دلوق شيعوا للبنات ياجوا نطمنوا عليهم .
ما أن ذهبت الفتيات لتخبرهم بالتوجه

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات