للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات

استنادا علي مقوله فاقد الشئ لا يعطيه فإن من أصعب المهمات التي تلقي على عاتق إنسان هو أن يجبر على بث الأمان لأحدهم وهو يفتقده ...
نورهان العشري 
منذ أن رأي علي تلك الصورة و عقله يعمل في جميع الاتجاهات يشعر و كأنه يعرفها أو رآها من قبل و لكن لا يدري أين و متى و ذلك الطفل أيضا ليس بالغريب عليه و لكن ذاكرته لم تسعفه فآثر أن يفكر في الأمر عندما يختلي بنفسه فها هو في طريقه الى القاهرة مع والدته و أختيه للعيش مع جده .. ذلك القرار الذي أخذته والدته رغما عنه و أصرت عليه بطريقه غريبه حتي أنها قطعت كل طرق المناقشة فيه فهو منذ ذلك اليوم لم يحادثها يشعر و كأنها أيضا تتجاهله فهذه المرة الأولى التي تتوتر علاقتهم بهذا الشكل وقد آلمه هذا الشيء و لكن الاكثر ألما هو أن يكون قرارها هذا نابع من اعتقادها بأنه فشل في حماية أختيه هذا الهاجس الذي جعل قلبه ينشق إلى نصفين و لكنه آثر الصمت فما زال صدى كلماتها يتردد في عقله إلى هذا الحين ..

كسر هذا الصمت الخانق في السيارة صوت فاطمه التي طلبت من الفتاتين أن يستقلا سيارة مازن لتستطع هي الحديث براحه مع علي و محاولة تصليح الأمور بينهم فقالت بنبرة معتذرة 
_ علي . خليك عارف اني خدت القرار الصح بأنكوا لازم تروحوا تعيشوا مع جدكوا . دانا كمان أتأخرت اوي في الخطوة دي كان لازم تحصل من زمان .
كان الحزن يأكله من الداخل و لم يستطع الصمت أكثر من لك فقال بمرارة آلمت فاطمه كثيرا 
_ طبعا بما إني مقدرتش احمي إخواتي البنات فلازم يروحوا للي يقدر يحميهم و يعمل اللي انا فشلت اعمله .
استنكرت فاطمه حديثه و قالت بنبرة قاطعة 
_ اوعى تقول كدا تاني يا علي . لو كان عندي شك واحد في الميه انك تقدر تحمي اخواتك مكنتش وافقتك لما فسخت خطوبة غرام من رامي انا حتى مناقشتكش في الموضوع وكون انك عملت كده يبقى دا الصح ليها .
أجابها علي بجمود 
_ غرام طفله و إنفعالتها بتتحكم فيها و مكنش مفروض وافقناها على حوار الخطوبه دا من الأول .
وافقته الرأي قائله 
_ عندك حق . غرام عاطفيه اوي واخده طبع زهرة اختي و ناهد بنت خالي الله يرحمهم .
رفع علي إحدي حاجبيه و قال باستفهام 
_  الله يرحمهم ! اومال ايه قصه ناهد دي مسمعتش عنها قبل كدا .
سحبت فاطمه نفس عميق و قد بدأت تستعيد ذكريات الماضي التي سلبتها الكثير من أحبائها فبدأت بسرد مقتطفات مما مر على ذهنها 
_ ناهد دي بنت خالي عمرو بنته الوحيده و كانت تعتبر التالته بتاعتنا بعد ۏفاة أبويا مكنش لينا حد هناك في روسيا و خالي أصر على أمي أنها تجيبنا و تيجي . هو كمان كان عايش في روسيا بس حب بنت مصريه هناك كانت جايه في بعثة تبع الجامعه . بس أهلها مكنوش موافقين أنها تتغرب بعيد عنهم خصوصا انها بنتهم الوحيده فقرر أنه يجازف و يسيب روسيا و ينزل مصر و يتجوزها . كانت جدتي لسه عايشه و مقدرتش تمنعه عن قراره فاضطرت توافق على وعد أنه على طول ييجي يزورها و فعلا كان بيعمل كدا في الإجازات يا بيكون هو و مراته عندها يا هي بتاخد ماما و تروح تزوره ممتي مكنتش لسه اتجوزت و كانت بتحب مراته دي اوي و حبتها اكتر بعد ما خلفت ناهد كانت وارثه الجمال بتاعنا و كانت شبه جدتي اوي و استمرت الحياه لحد ما ممتي اتجوزت و خلفتني انا و زهرة
رفرفت رموشها تحارب عبرات تهدد بالهطول قبل أن تكمل بنبرة مشجبة
_ ناهد كانت أكبر مننا بأربع سنين و كنا دائما يا بنسافر لهم يا بيجو عندنا حتى بعد ما جدتي توفت فضلنا بردو عالحال دا . لحد ما بابا اتوفى و كنت انا لسه ستاشر سنه و زهرة اربعتاشر وقتها خالي أصر على ماما تجيبنا و نيجي نعيش