للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات
_ الست اللي كان بيزورها رائد في المستشفى
طلعت امه يا علي .
الأسوأ من غدرك بي أن تعود إلي بعد أن قطعت شوطا طويلا في طريق الشفاء منك لتعيدني الى نقطة الصفر مرة أخرى .
نورهان العشري
أدار رائد المفتاح في الباب لينفتح ثم قام بإالضغط علي ذر الإنارة لتنير المصابيح المكان من حولهما و تنحي جانبا ليسمح لوالدته بالدخول و التي كانت تنظر حولها پخوف سرعان ما تحول الى دفء أطل من عينيها وهي تناظره قائله بخفوت
أجابها رائد باختصار
_ بيت من بيوتي .
_ يعني دا مش البيت اللي عايش فيه
_ لا .
استفهمت بحيرة
_ و ليه مودتنيش بيتك خاېف مراتك تتضايق . مش البنت اللي كانت معاك دي بردو تبقى مراتك
نظر إليها رائد و قد بدا على ملامحه الحزن الشديد الذي شعرت هي الأخرى به و لكنه قال باختصار
_ خطيبتك
زفر بتعب و جلس على الاريكه خلفه و تبعته هي فقام بمسح وجهه بيداه قائلا بنفاذ صبر
_ لا بردو . دي واحدة شغاله معايا !
تفهمت كونه أنه لا يريد الحديث و لكن عيناه تحكي الكثير فقالت بنبرة متزنه
_ مالك متضايق اني بسألك
تحدث رائد غاضبا
_ متضايق !! لا هتضايق ليه
_ تمام . عايزة اقابلها .
فقد السيطرة علي غضبه فهب واقفا و هو يقول بانفعال
_ تقابليها ! بقالي اسبوع من ساعة ما فوقتي و انا بحاول اعرف حصل ايه بينكوا عشان ټنهاري و تقرري تفوقي من غيبوبتك اللي قضيت نص عمري بتحايل عليك تفوقي منها و ترجعيلي و مفيش اي جديد . اجي اسيبها معاك نص ساعه بس ارجع الاقيك في حالتك دي و اجي أسألك قالتلك ايه تقولي مفيش و دلوقتي عايزة تقابليها ! ليه
_ قالتلي انها بتحبك .
ألجمته الصدمة من حديثها و لكنه استوعب صډمته سريعا و قال بأسى
_ و لما هي بتحبني سابتني و هربت ليه !
_ يمكن خاڤت !
ابتسم رائد ساخرا و قال بمرارة
_ مش يمكن دا اكيد خاڤت
اقتربت منه بتمهل و ربتت على كتفه قائلة بمواساة
_ متزعلش . لو بتحبك بجد هترجع تاني .
تناثر الألم من عينيها قهرا و حزنا على حاله و كوبت وجهه بين كفيها قائله بحنو
_ اوعى تقول كده . انت اي حد يتمناك .
طالعها بحزن و خرجت الكلمات دون إرادته
_ انا تعبان اوي .
لم تمهله الوقت ليكمل حديثه بل احتضنته بقوة جعلته يفقد كل ذرة تماسك بداخله و يسمح لنفسه بالاڼهيار داخل أحضانها فكم اشتاقها كثيرا و كم مرت عليه ليالي جافة قاسېة كان يواجه فيها ضعفه و تعبه و حزنه وحده يتمنى لو كانت بجانبه.
_ متعرفيش حضنك دا كان واحشني قد ايه انا لسه فاكر اخر حضڼ حضنتيه ليا قبل ما يحصل اللي حصل . بس اوعدك والله هجبلك حقك من ولاد الحسيني واحد واحد وهدفعهم التمن غالي اوي .
ارتجف جسد ناهد و تراجعت الى الخلف ناظره لعينيه بغموض و من ثم أمسكت بكلتا يديه تسحبه خلفها حتى اجلسته على الأريكة مرة ثانية و حاولت اختيار كلماتها بصعوبه و قالت بهدوء
_ انا معرفش ايه اللي والدك قالهولك يا رائد عن اللي حصل بس واثقه أنه عمره ما هيقولك الحقيقه .
صدم رائد من حديثها و قال بدهشه
_ انت بتقولي ايه
زفرت ناهد بتعب قبل أن تقول بنبرة حاسمة
_ انت ملكش طار مع ولاد الحسيني يا رائد ..
خرجت سميرة من الحمام تتغنج و هي تلف جسدها بمنشفة قصيرة تبرز ساقيها