الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جوازة نت منى لطفي

انت في الصفحة 14 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

نفس المجال..
منة وقد بدأت تشعر بالتململ من هذا الحديث واحساسها بالحرج يزداد
معلهش يا باش مهندس انا طبعا مقدرة طلبك بس للاسف أنا مش بفكر في الموضوع دا خالص دلوقتي..
كان هناك سؤال يلح على عقل سيف ولا بد من معرفة جوابه فبناءا على اجابتها سيحدد هو خطوته المقبلة تنحنح سيف قبل ان يتحدث وهو يضع عيناه في عينيها لتأسر نظراتها
تسمحيلي أسألك سؤال. هزت منة رأسها بالموافقة فتابع
فيه حد تاني في حياتك... لفظ السؤال بصعوبة شديدة وكاد قلبه أن يتوقف عن العمل في انتظار سماع اجابتها والتي لم تتأخر عبست منة قائلة
حد تاني.. حد تاني ازاي يعني.. وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فأجابت 
لا طبعا! ولو فيه أول حد هيعرف أحمد أخويا أنا مش بخبي حاجه عليه أبدا..
لم تعلم منة كم كبرت في نظره لدى تصريحها بأنها لا تفعل شيئا في الخفاء وإلى أي مدى هي واضحة وصريحة مع ذويها فاستحقت بالمقابل ثقتهم المطلقة بها وهذا ما يجعله متمسكا بها الى النهاية نظر اليها سيف وقال بهدوء واثق
انا طبعا مقدر صراحتك بس معلهش.. انا مش شايف تعارض بين الجواز وبين تحقيق احلامك! بالعكس بقه الجواز بيبقى حافز للنجاح!..
قطبت منة بتساؤل رآه في عينيها فتابع محاولا اقناعها برأيه
يعني مثلا عندك أنا! من ساعة ما فكرت في الارتباط بيكي وانا بقيت عاوز أنجح أكتر وبقى ارتباطنا هو اللي بيحفزني انى اشتغل اكتر وانى اكون مش بس ناجح... لا ! وابتسم مكملا
ومتميز كمان.... وعلى فكرة.. النجاح والتميز دا مش علشاني أنا لوحدي!...لأ...! دا علشاننا احنا الاتنين! لأني من يوم ما فكرت ارتبط بيكي واحنا الاتنين في نظري بئينا واحد!!..
لم تعلم منة ماذا تقول فهذا الكم من المشاعر الفياضة والتي يغدقها عليها سيف تشعرها بالعجز عن النطق! هي كأية فتاة في مثل سنها تفرح عندما تعلم أن هناك من يحمل لها هذا النوع من الاحاسيس الجميلة التي تستشعر صدقها في نبرة صوته ونظرة عينيه!.. ولكنها لن تخدع نفسها بأنه أحبها فلا يمكن أن يحبها في مثل هذه الفترة القصيرة تخضب وجهها بحمرة الخجل بينما تابع بصوت أجش وقلبه يطرق بين جنبات صدره هولا مما اعترف لنفسه به توا! فهذه الصغيرة التى تقبع أمامه تفرك يديها خجلا بينما حمرة وجهها تجعله راغبا بقطف ثمار وجنتيها اللتان تبدوان أشهى من ثمار الفراولة الطازجة هذه الفاتنة نجحت فيما فشل فيه غيرها! هو لن يخدع نفسه أكثر من هذا فرغبته الشديدة في الارتباط
بمنة ليس لمجرد أنها تناسب متطلباته في شريكة حياته او لأنه معجب بها بل لأنه....يحبها! يحبها كما لم يتصور أن يحب أحدا بهذا الشكل من قبل! بل إنه يعشقها ويحلم باللحظة التي تنتمي فعليا إليه والتى تصبح فيها إمرأته هو.... لم يستطع البوح لها بما يعتمر في قلبه من مشاعر جياشة لها خوفا عليها من طوفان الاحاسيس التى تجيش بداخله مھددة بهدم حصون مقاومته سعل قليلا مزدردا ريقه بصعوبة وتابع بصوت أجش
ممكن ما تجاوبيش دلوقتي خدي وقتك وفكري وبعدين يا ستي لسه فيه خطوبة والخطوبة دى مرحلة للتعارف انت ليه تحكمي على ارتباطنا بالفشل من قبل ما تدي نفسك فرصة انك تعرفيني كويس وتديني فرصة أثبت لك اني صادق فعلا في كل حرف قلتهولك!..
ترددت منة في الاجابة ثم تحدثت بصوت مرتبك
يعني لو ... انا بقول .. لو حصل وما اتفقناش هتقبل ساعتها برأيي.. احتلت نظرة غامضة عينيه وقال 
ماتسبقيش الاحداث يا منة عموما انا عمري ما هجبرك على حاجه انت مش عاوزاها....
ارتاحت أسارير منة فقال سيف بابتسامة
ممكن بقه تنادي عمي علشان عاوزه...
أومأت منة بالايجاب وهمت بالوقوف حينما وضع سيف يده على يدها المستريحة بجوارها هاتفا بلهفة
استني نظرت منة الى أصابعها المستريحة في قبضته فأزاح سيف يده والتي كانت كمن لامس سلكا كهربائيا مكشوفا فلحظة ملامسته لبشرتها سار تيار كهربائي عالي التردد في جسده بأكمله بدءا من أصابع قدميه وحتى منابت شعر رأسه مرورا بعموده الفقري نظر اليها سيف بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها كانت وكأنه يلامسها بعينيه! اضطربت.... ارتبكت.....و.....سكنت!! لم تستطع الابتعاد قيد أنملة! وكأنها تسمرت في مجال مغناطيسي بفعل شعاع عينيه الثاقب كان أول من قطع خيط التواصل الغير مرئي هو... سيف حيث فك أسر عيناها بنظرات خاصة كادت تشعر بأنها تحمل لها رجاءا حار! وقف سيف في حين اعتدلت هى في وقفتها واعتلت عينيها نظرات تائهة مشتتة بينما همس لها بعد أن أجلى حنجرته
هستنى ردك ما تتأخريش عليا.... صمت قليلا ثم تابع بصوت متهدج
أرجوك..
كان كلا منهما يقف يطالع الآخر هو برغبة قوية لشدها اليه وزرعها في صدره ليقفل عليها بأضلعه فلا تبعد عنه ولو أنملة وهي بحرج وخجل تهرب بعينيها منه كلما تلاقت نظراتهما......
دخل احمد بمرحه المعهود وهو يمزح قائلا
ايه يا باش مهندس انت لو بتعمل مقابلة شغل مش هتاخد الوقت دا كله!!.
نظر اليه سيف بحنق قائلا
عارف هادم اللذات أهو إنت!!..
قال أحمد بجدية مصطنعه
بقه كدا! أنا هادم لذات! نظر الى منة مصطنعا الصرامة وقال
منون التفتت اليه منة ناظرة اليه بتساؤل فتابع وهو يلاعب حواجبه الكثيفة لسيف بإغاظة
روحي انت حبيبتي ارتاحي شوية خلاص البيه أكل ودانك بما فيه الكفاية وبلغي بابا ان سعادته عاوز يمشي!!..
تلعثمت منة قليلا ونقلت نظراتها من شقيقها الواقف يطالع سيف بإستفزاز مرح وسيف الذي يكاد ينفث ڼارا من أنفه وفمه على حد سواء غيظا وكمدا من أحمد ألم يحذره قبلا ألا يناديها بأي من ألفاظ التحبب! من حبيبته! انها حبيبته هو وحده وسيعمل على إفهام الجميع هذا!!....
أجابت منة ولم يفارقها بعد خجلها الواضح
حاضر عن إذنكم...
لم يستطع سيف كبح جماح نفسه وهتف بها أثناء انصرافها
مش تسلمي طيب!..
التفتت اليه وما ان وقعت نظراتها عليه حتى سارعت بإشاحة عينيها جانبا وقالت بخفوت
انت عارف انى ما بسلمش!..
قال سيف بمرح خفيف
مش لازم سلام بالإيد يعني كفاية انك تقوليلي مع السلامة..
نظرت اليه منة بطرف عين وكتمت ابتسامتها بصعوبة في حين كان احمد يراقب المشهد أمامه بفكاهة قالت منة وهي تخفض نظراتها أرضا
مع السلامة ثم سارعت بالمغادرة تاركة خلفها قلبا يدوي عاليا حتى كاد صاحبه يقسم أن من معه يستطيع سماع صوت نبضاته!!..
قال أحمد ساخرا مقلدا سيف
كفاية انك تقوليلي مع السلامة!! ثم عدل نبرة صوته متابعا بامتعاض زائف
ايه يا عم النحنوح!! ايه النحنحة دي كلها!..
اغمض سيف عينيه وزفر عميقا وعد في سره من 1 إلى 10 ثم فتح عينيه مطالعا أحمد وتحدث من بين أسنانه
عارف أسوأ حاجه ايه انك هتبقى أخو مراتي!!... هم احمد بمجادلته عندما قاطعه دخول والده فاعتدل كلا منهما وكفا عن المزاح احتراما له أخبر سيف عبد العظيم أنه في انتظار جواب منة على طلبه وقام بإعطائه ورقة بها كل البيانات الشخصية الخاصة به وبعائلته واستأذن منه أن يحضر والده معه في المرة القادمة للتعارف فرحب عبد العظيم بالزيارة واخبره انه مهما كان جواب منة فسيظل مرحب به
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 61 صفحات