جوازة نت منى لطفي
كتب الكتاب... ليعلو صوت سيف مرحا
طيب أنا بقول نكتب من بكرة ايه رأيكم التفتت اليه منة شاهقة بدهشة في حين غمز أحمد قائلا بخبث
ايه يا عريس هو سلق بيض مش على طول كدا!!..
نظر سيف اليه من تحت جفونه بنصف عين وقال بمرح مفتعل
مش الكبار اتفقوا!...يبقى خلاص!! وعموما ريح نفسك أنا ومنة هنحدد سوا المعاد ما تشغلش بالك انت!!...
جلس الجميع في غرفة الجلوس بعد الانتهاء من تناول الطعام وجلس العروسان في جلسة منزوية عن الجميع في أقصى طرف الغرفة بينما تجمع الباقيين في الطرف المقابل منها!!...
نظر سيف الى منة بنظرات هائمة وقال بصوت به بحة خفيفة من فرط سعادته
أجابت منة وقد تخضب وجهها باللون الأحمر الشديد وهى تشيح ببصرها جانبا
الله يبارك فيك قطب سيف بحزن مصطنع وقال
يا ... إيه! مش معقولة يا منة... لغاية دلوقتي ما سمعتش اسمي منك لوحده كدا! انت بئيتي خطيبتي فهمي نظمي رسمي وقريب أووي هتبقى مراتي ولسه مش بتكلميني الا رسمي !!..
صحيح ... كويس انك فكرتني! احنا مش اتفقنا ان فترة الخطوبة دي تعارف ولو حسينا اننا مش متفقين يبقى نبعد في هدوء! أقدر افهم ليه موضوع كتب الكتاب اللي انت فاجئتني بيه دا
كاد سيف أن يعض على أسنانه غيظا وقال بصوت حاول اخراجه هادئا بصعوبة ونجح الى حد ما وإن كان حمل بعضا من غضبه المكتوم
انا مش فاهم ايه اللي مضايقك! كتب الكتاب دا علشان تبقى خطوبتنا شرعية ما نحسش بأي احراج واحنا بنتكلم علشان نقدر نقرب من بعض من غير خوف وخجل وبعدين انت بنفسك سمعت بابا وهو بيقول ان سميحة اختي سبق واتكتب كتابها وما حصلش نصيب وفكت وهى دلوقتي متجوزة وعندها طفلين وبعدين كتب الكتاب دا هو الخطوبة الشرعية غير كدا أنا معرفوش ومش مؤمن بيه!!...
معلهش يا سيف أرجوك ما تزعلش مني كل الحكاية انى اټخضيت لما لاقيت الكلام على كتب كتابنا وانا ماكنش عندي فكرة خالص ان باباك هيفتح الموضوع دا مع بابا وانت ما قولتليش!!...
ياااااه! ما كنتش أعرف ان اسمي حلو أوي كدا! أسدلت منة جفنيها خجلا وكادت أن تتوارى من شدة الحياء فيما تابع سيف بوله زائد
اول مرة أحب اسمي بالشكل دا! ثم استدؤك مجيبا على
الشق الثاني من كلامها
وبعدين...ماجاتش فرصة اقولك على موضوع كتب الكتاب لأني مالقيتش تعارض بينه وبين الخطوبة المهم دلوقتي ايه رأيك عاوز كتب الكتاب يكون في اقرب وقت!..
رفعت منة رأسها شاهقة بدهشة وهى تردد بذهول
ايه في اقرب وقت!! انت مش شايف انك مستعجل اووي.... نظر اليها سيف برجاء واجاب
لو عليا عاوزة بكرة لا ... انهرده! وعموما دا كتب كتاب بس ولو انى نفسي يبقى كتب كتاب وفرح مع بعض!!...
فتحت منة عينيها على وسعهما وقالت بانشداه
كتب كتاب وفرح مع بعض! انت داخل على طمع كدا! شوية شوية هلاقيك بتقولي يبقى بكرة!!..
ضحك سيف ضحكة رجولية عميقة دغدغت بصوتها الرنان قلبها الذي رفرف عاليا بين أضلعها قال سيف من وسط ضحكاته
حلوة حكاية طمع دي! ومالو لما أكون طماع في حقي!..
قطبت منة بحيرة وتساءلت بابتسامة خفيفة تعتلي محياها الجميل
حقك!.. أومأ سيف بالايجاب وأجاب بنظرة ملتهبة وصوت أجش محملا برغبة مكبوتة لاحتوائها بين أحضانه فلا يفلتها بعد ذلك أبدا
أيوة يا منايا....إنت.....حقي!!... لم تجد منة جوابا مناسبا للرد عليه وارتبكت فآثرت السكوت وشكرت الله في سرها عندما تقدم منهما شقيقها يمازحهما بأنه قد طال هذا الهمس الجانبي وآن الأوان لينزل كلا من الملك والملكة من فوق عرشهما وينخرطا مع باقي الرعية !!....
عادت منة من رحلة ذكرياتها لهذا اليوم وهى تتحسس بابهامها خاتم سيف أيقظها من شرودها صوت هاتفها المحمول فحانت منها نظرة اليه لترتسم ابتسامة واسعه على وجهها الوضاء ما أن طالعها اسم المتصل فتحت عليه واجابت بهمس العصافير
السلام عليكم فأجابها سيف بصوت حنون
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نمت هزت منة رأسها رفضا ثم انتبهت لعدم استطاعته رؤيتها فأجابت بخفوت
لأ.... لسه..ثم سكتت و....صمت !! لم تعلم منة ماذا تقول وانتظرته ليبدأ الكلام طال سكوته فأعتقدت أن النوم قد غلبه فنادته همسا
إنت نمت! سمعت صوت أنفاسا عميقا حتى كادت تقسم أنها شعرت بسخونة أنفاسه اللاهبة بينما يقول في صوت هامس دغدغ أوصالها
لا يا منايا ما نمتش بس صوت نفسك خلاني مش قادر أتكلم!
لم تعلم منة بما تجيبه وارتبكت وقالت في دهشة حائرة
صوت نفسي ثم ضحكت ضحكة رقيقة وتابعت
هو النفس ليه صوت اجاب سيف بيقين تام
أكيد! يعني مثلا كنت حاسس بصوته دلوقتي زي ما يكون بيهمس لوداني كفاية أنى أقعد أسمعه كدا وأسرح معاه!! ابتسمت منة وقالت بخفر
واضح انك مش مهندس شاطر وبس لا... وشاعر شاطر كمان!!..
ابتسم سيف وأجابها بهمس محبب
انت اللي خلتيني شاعر من يوم ما شوفتك وحاجات كتير أوي اتغيرت فيا!! ها... مش هتكلميني شوية انا اللي عمال أتكلم!. همست منة
ما انا مش عارفة أتكلم أقول ايه! عموما طمني اخبار عمي وطنط ايه..
أجاب سيف وهو يعتدل فوق فراشه ساندا رأسه الى ظهر الفراش وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه ولم يرد ان يثقل عليها بمشاعره العميقة فهو سيسقيها حبه بالتدريج حتى تتشبع به خلاياها تماما كما تشبعت جميع مسام جسمه عشقها
الحمدلله كويسين فرحانين جدا طبعا وبيقولوا انهم كانوا خايفين من كتر ما كنت رافض موضوع الجواز انى لما آجي أتجوز أختار واحده ما تعجبهموش لكن الحاج عبد الهادي قالي بالحرف وقلد لكنة والده الصعيدية في الكلام
سيف يا ولدي... إنت وجعت واجف! الحمد لله ثم ضحك وتابع
والحاجة أم سيف بقه قالت فيكي قصايد شعر مال وجمال وحسب ونسب كاملة وما كامل الا وجه الله...
لم تستطع منة كبت ضحكاتها أكثر من هذا وهى تستمع الى طريقة سيف في تقليد أمه في الكلام سكون تام حل على سيف ليقول بعد أن هدأت ضحكاتها بصوت أجش من شدة ما يعتمل بداخله من فوران في مشاعره الجياشة
ايه دا دي ضحكة ولا تغريد كروان! خجلت منة بينما تابع هو بلهجة تقرير أمر واقع
إوعي تضحكي الضحكة دي قودام حد! مهما كان! أنا بس المسموح له يسمعها وتضحكيهاله... بس!... غير كدا مرفوووض!
أجبات منة بتساؤل وتقطيبة خفيفة تعتلي