جوازة نت منى لطفي
اللي بنفذها!
منة وقد ازدردت ريقها بصعوبة وقالت
طيب ونروح سوا ليه ما هو ممكن انا اروح في الوقت اللي يناسبني انا!.
شعر سيف بتوترها وقال بهدوء محاولا افهامها
لما نروح سوا احسن اولا انت لسه متعرفيش المنطقة هناك كويس ثانيا... المشورع دا يعتبر بيننا احنا الاتنين يعني لازم ناخد رأي بعض في كل حاجهوبعدين احمد وافقني على رأيي!
المنطقة بعيدة ليه.. هي الفيلا دي فين بالظبط
سيف بتلقائية
في العين السخنة!..
منة پصرخة دهشة
فين العين السخنة واحمد موافق هي العين السخنة دي مش سفر بردو ولا انا غلطانه
سيف بتمهل
ايوة يا منة واحمد مقتنع انك تسافري معايا بدل ما تسافري لوحدك وبعدين انت قلقانه من ايه احنا مش هنكون لوحدنا... فيه اصحاب الفيللا والمشوار كله ساعه رايح وساعه راجع وهنروح ونرجع في نفس اليوم يبقى قلقانه من ايه!..
وانا هقلق من ايه يعني ثم همست بينها وبين نفسها
العين السخنة يا احمد وجالك قلب توافق هتجنن واعرف أقنعك ازاي واذا انت اقتنعت بابا وماما وافقوا ازاي..
سيف مقطبا بتصنع وهو يكبت ضحكته بصعوبة
بتقولي حاجه يا منة.
انتبهت منة من شرودها وقالت وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا بشدة
سيف بجدية مزيفة
تمام ممكن تروحي انهرده بدري شوية علشان ترتاحي و ونص الصبح بإذن الله هكون عندك...
منة وهى تهز راسها بذهول
إن شاء الله... وانصرفت وهى تحدث نفسها غير مصدقة ان أخيها وأبيها بل وأمها قد وافقوا على ذهابها مع سيف الخديوى هذا وبمنتهى السهولة لا بد أن في الأمر سر... لعلهم فهموا الموضوع خطأ وظنوا أنها ستذهب معه الى عين الصيرة وليس العين السخنة!!...
ما تستعجليش يا منة بكرة تعرفي ازاي وافقوا وليه! علشان تصدقيني أنه مافيش حاجه اسمها صعب عندي وان اقدر اتحدى المستحيل.....علشان تكوني بين ايديا!!...
الحلقة الثالثة
انضمت الى أمها في المطبخ وكانت تقوم باعداد الفطور مع ام محمود والتي تأتي مع نسمات الفجر وتعود الى بيتها بعد العشاء..
تقدمت من امها وقبلت رأسها ملقية تحيه الصباح عليها وكانت الاخيرة واقفة امام الطاهي تصنع قرص البيض المقلي الذي يحبه افراد عائلتها ابتسمت الأم وقالت
صباح النور يا منونتي التفتت منة الى ام محمود ملقية تحية الصباح والتي ردتها بصوتها الحنون..
سألت منة أمها
هو احمد لسه نايم يا ماما
الأم
لا بيتهيالي يا حبيبتي صاحي من ساعة ما رجع من صلاة الفجر مع باباكي ما نمش...
قالت منة بابتسامة
طيب هروح احضر السفرة علشان ما اتأخرش انت عارفة مشواري طويل انهرده..
حاولت منة التلميح لأمها عل وعسى يصدر منها أى اشارة تجعلها تعرف الاجابة عن سؤالها ولكن امها لم يصدر منها أي شيء وتابعت تحضير الفطور بشكل طبيعي...
تجمعت العائلة حول مائدة الطعام يتناولون إفطارهم وسط مشاغبات منة واحمد المرحة وان كانت منة تكاد تتحرق غيظا للانفراد بأخيها فاحساسها يخبرها انه يتعمد الهروب من سؤالها الظاهر في عينيها وكلما بادرت بالحديث في موضوع سفرها يقوم بتغيير الكلام فورا!!...
انطلقت رنة المحمول الشخصي لأحمد فطالع الرقم ثم نقل نظره الى شقيقته قائلا بابتسامة
اجهزي يا منون دا سيف اتفقت معاه انه يديني رنة لما ييجي تحت...
ابتعلت منة باقي الطعام في فمها بصعوبة ثم شربت جرعة ماء كبيرة كادت تسعل على أثرها انها اول مرة ترافق رجلا غريبا عنها لأي مكان! دائما تنقلاتها كانت مع صديقاتها او شقيقها وأبيها حتى عندما كانت تصدف الظروف وتضطر للعودة من كليتها مع صديقة لها وشقيق الأخيرة لم تكن بمفردها كانت برفقة صديقتها كتمت تأفف بداخلها وقامت محاولة عدم الظهور بمظهر المغلوب على أمره....
قبلت رأس والديها قبل ان تستدير منصرفة يتبعها احمد بنظرات شقية تلمع في عينيه وقد ابتسم لذويهما ابتسامة مشاغبة جعلت كلا من الاب والام يبتسمان بالمقابل ملوحين له بالتحية..
خرجت منة من باب العمارة السكنية التي تقطن فيها مع اهلها شاهدت سيف وهو يقف امام سيارته الرياضية مستندا بجذعه على مقدمتها ناظرا الى اللا مكان أمامه وكان يرتدي ملابسا غير رسمية لم يسبق لها وان رأته يرتدي مثلها من قبل فهو دائما ما يرتدي حلل كاملة واحيانا يستغني عن ربطة العنق اما اليوم فهو يرتدي زيا عاديا جالت بنظراتها فيما يرتديه ابتداءا من سرواله الجينز الاسود اللون مرورا ببلوزته القطنية البيضاء اللون والتي تحمل ماركة ثياب معروفة على جانب منها وكان رافعا لنظارته الشمسية اعلى رأسه بينما لحيته الخفيفة قد أكسبته منظرا رجوليا ساحقا اندهشت منة من ألوان ثيابه فهي ذات الالوان التي ترتجيها ودعت الله ألا ينتبه الى هذه المصادفة وسرعان ما نفضت هذه الافكار جانبا وحمدت الله لارتدائها نظارتها الشمسيةلاخفاء نظراتها المشدوهة عنه شدت منة قامتها وخرجت من ظلال بوابة العمارة متجهة حيث كان سيف في انتظارها..
اعتدل سيف واقفا ما ان ابصرها خارجة راسما ابتسامة مرحبة على فمه الحازم وقال
صباح الخير يا منة...
اجابت منة بهدوء
صباح الخير يا باش مهندس...
اخفى سيف امتعاضه من طريقتها الرسمية في الرد عليه وتابع ببشاشة
اتأخرت عليكي
قطبت منة ونفت بهزة من رأسها فتح سيف الباب المجاور للسائق داعيا اياها للدخول وهو يقول
طيب اتفضلي...
تقدمت منة بخطوات بطيئة وما ان همت بالدخول الى سيارته وقد كانت قاب قوسين او أدنى من ان ترفض الركوب بجواره مفضلة الركوب في الخلف ولكنها خجلت فهو ليس سائقها الخاص لتفعل ذلك!!...
دعت الله في سرها أن يخرجها من هذا المأزق وتأففت بداخلها للمرة الألف لاعنة نفسها انها لم ترفض هذا المشوار من الأساس.... وكأن الله استجاب لدعائها فما ان همت بالدخول حتى