حين التقيتك سارة مجدي
انت في الصفحة 1 من 27 صفحات
الفصل الأول
ذات صباح يشبه غيره فتحت عيونها الناعسة .. شديدة الحمره من قلة النوم و الراحة تنظر إلى سقف غرفتها الكئيب كباقى البيت بلونه الرمادى و تلك فتحهم بشكل جيد فالرؤية مشوشة حقا
لم تنم جيدا منذ أكثر هى حقا لا تتذكر
أغلقت باب الحمام و جذبت تلك الستارة لتداري بها تلك الفتحات التى تملىء ذلك الباب و نظرت إلى المرآة المکسورة ليهولها ذلك المنظر
هل هى تلك المرأه التى تنظر إليها من المرآة هل تلك التجاعيد ترتسم حول عيونها و فمها هل تلك الآثار لسنوات طوال لأمرأه عجوز تظهر على وجهها أم أنها تتخيل
أم هذا ما أصبحت عليه روحها جسد شابه وروح عجوز هرمه رأت من الحياة ما يجعلها تزهدها و تتمنى الرحيل منها سريعا
أخذت نفس عميق ببعض الضيق ثم دلفت إلى المطبخ و بدأت فى تحضير صحن الفول و الخبز حتى تخرج للعمل الذي تعود منه لا ترى شىء أمامها من كثرة الإرهاق
وضعت الطعام على الطاولة الأرضيه و دخلت إلى الغرفة أرتدت ملابسها التى أصبحت مهترئه من كثرة لبسها لها و غسيلها
و غادرت بعد أن ألقت نظرة على أخوتها الذين يتصارعون على قطع الخبز
و ككل يوم تصل إلى ذلك المصنع الصغير لصنع الملابس دخلت مباشرة إلى غرفة التبديل و ضعت فوق ملابسها ذلك البالطو الأبيض و توجهت مباشرة إلى الماكينه الخاصة بها
أيوه كده الشمس طلعت و نورت و نقدر نقول نهارنا نادي
لم تنظر إليه و لكنها بدأت فى العمل مباشرة
ليقف أمامها مباشرة و أتكىء على ذراعيه ينظر إلى وجهها الخالى تماما من مساحيق التجميل
و ملامحها التى لا يرى أجمل منها فى عينيه
كان ينظر إلى تفاصيلها و هو يفكر
يعلم جيدا إنها تراه سمج و ثقيل الډم لكنه يعشقها و يشفق عليها مما تحمل فوق كتفيها من مسؤلية لذلك لا يدقق على تأخرها و أحيانا أخطائها فى العمل بسبب أرهاقها و تعبها الواضح لعينيه بوضوح يؤلم قلبه بشده
طرق على الطاولة بأطراف أصابعه لترفع عيونها إليه ليبتسم إبتسامة صغيرة و غادر
عادت إلى ما تفعله و هى تفكر اليوم سوف تأخذ راتبها و تدفع الإيجار المتأخر و أيضا تشترى بعض الطعام الجيد لأخوتها و الحذاء الذى يحتاجه أخيها الصغير
أخذت نفس عميق و هى تلوى فمها بضيق
إذا قامت بدفع كل ذلك المال ماذا تبقى لنهاية الشهر أغمضت عيونها لعدة ثواني ليثقب الدبوس الخاص بماكينه الخياطة أصبعها لتصرخ صړخة صغيرة لكن إنتبه لها ذاك الذى أصبح قلبه ملك لها منذ أول يوم حضرت للعمل هنا وقف أمامها وقال بقلق
رفعت عيونها إليه و قالت بدموع حبيسه داخل عينيها
صابعي
أمسك يديها ينظر إلى أصبعها الذى أغرقته الډماء أمام نظرات الأستهجان من باقى الفتايات و همسات جانبيه عن كم هى مسهوكه
عاد جعفر إلى داخل مكتبه و عاد إليها و بين يديه لاصقه طبيه و بأهتمام واضح و سرعة بداء فى لف أصبعها باللاصقه الطبيه و حين أنتهى نظر إليها و قال بعيون تشع حب
خلي بالك و أنت شغاله حرام صوابعك
لم تعقب على كلماته و لكنها أومئت بنعم و عادت تجلس مكانها من جديد و عادت إلى عملها لينظر هو إلى باقى الفتايات و قال بصوت عالي
كله يرجع لشغله مش عايزين عطله
ساعات و ساعات مرت عليها وحالها كحال جميع الفتايات ظهرهم منحني
فوق ماكينة الخياطة حتى خرج جعفر من مكتبه و هو يقول
يلا ساعة الغدا
توقفت جميع الماكينات ماعدا واحدة و خرجت جميع الفتايات إلا هى
ليس معها مال و لم تحضر طعام من المنزل فلا تستطيع مشاركة باقى الفتايات الغداء
كان قلبه يؤلمه من أجلها لكنه يعلم جيدا أنها سترفض أن تتناول معه الغداء أو أن تأخذ منه المال
ظل واقف عند باب غرفة مكتبه ينظر إليها و هى تعمل بقوة و سرعة
لم يكن فى يده شىء يفعله سوى أن يظل هو الآخر دون غداء و لكنها لم تتناول أيضا الإفطار و هذا اليوم الثالث لها و لم يدخل جوفها سوى بضع لقيمات لذلك هى لا ترى بشكل سليم و لذلك جرحت أصبعها
و كأن القدر و جسدها أتفقا عليها لم تشعر بنفسها إلا حين فتحت عيونها تنظر إلى ذلك السقف الأبيض الذى يختلف تماما عن سقف بيتها
نظرت حولها لتجد جعفر يقف أمام النافذة يعطيها ظهره قالت بصوت هامس
أسطى جعفر
ألتفت إليها سريعا و القلق و بعض الضيق يرتسموا بوضوح على ملامحه
و أقترب منها بهدوء ثم جذب الكرسي و