تمرد عاشقة ياسمين هجرسي
حاجة أنا ولا مامي يعني على الساعة تسعة هنكون هنا متتأخرش أنت بس
رفعت فيروز حاجبها ونظرت إليه نظرة تسلية تريد أن تثير غضبه باستمتاع راق لها وهي ترد على حديثه بسخرية
للأسف أنا عندي ميتنج برة الشركة يعني هرجع متأخرة وهجهز في الشركة ومش هرجع على الغداء فيا ريت تاخد بالك من الولاد لما ترجع من النادي
خلي بالك من أختك ومن أخواتك وبطل تغلس عليهم وخصوصا تاج
تذمر علي
ماما أنا مش بغلس عليهم لو هما سمعوا كلامي مش هغلس عليهم
نظرت إلى نيرة
اسمعي كلام أخوكي وقولي لتاج تسمع الكلام وطبعت قبلة على جبهتم وودعتهم وانتظرتهم حتى انصرفوا
مين قالك إن الميتنج هيبقى برة الشركة وليه أنا ما أعرفش فين ومع مين
نزعت فيروز ذراعها بعصبية من يده ورفعت حقيبتها في وجهه تهزها وتحدثه پغضب من تهوره معها
مين قال إن الميتنج برة الشركة أنا قلت وأنا اللي حددت الميعاد لأن المندوب الفرنسي اللي هيشرف على
وأكملت بسخرية وضحكت باستهزاء وهي تضم شفتيها بيأس
بس مش مشكلتي إنك مش شايف شغلك ومش بتهتم باللي ببعتهولك
وأعطته ظهرها وهي تعلم أنها لو وقعت في براثنه سيفترسها بلا تردد حاولت أن تتظاهر بقوة ونادت على مديرة المنزل وتحدثت بعصبية وصوت عال
وتركته في ذروة غضبه وانصرفت مسرعة لا تريد صداما بينهما أكثر من ذلك أسرع لكي يلحق بها وجدها استقلت سيارتها وقف ويده في خصره ينظر إليها بيأس استقل هو الآخر سيارته وكل منهما أدار محرك سيارته بعصبية كادت السيارتان يصطدما ببعضهما
نظرت إليه بتذمر طفولي
ابتسم وهو ينظر إليها بيأس إشارة لها أن تسير هي وظل يستغفر ربه من أفعالها الطفولية والعصبية
في نفس الصباح في قصر العائلة هبطت الحاجة سيدة من جناحها وتوجهت إلى غرفة المطبخ فأمرت مديرة المنزل بتجهيز طعام الإفطار من أجل أبنائها دلفت حجرة الاستقبال فوجدتهم يجلسون مع الحاج علي الكبير يخبرونه
بسير العمل وتقدمت منهم وقالت
وابتسمت
صباح الخير
ربع ساعة الفطار هيكون جاهز
أقبلت عليهم سلوى
نظر الأطفال إلى بعضهم وقال كريم
طيب أنا مش بحب الأكل ده في حد لسة بياخد لانش بوكس معاه المدرسة في حد هنا هياخد لانش بتاعته
اللي مش موافق يرفع إيده رفع جميعهم أيديهم وهم يضحكون صاح كريم
اعتراض بالأغلبية
استقام يوسف وهو يضع الملف الذي بيده على المنضدة وهو يقول
لما أنت تقول كدة وأنت أكبر واحد فيهم سبت ليهم إيه
قال كريم بمرح
ما إحنا كبرنا يا حاج وحضرتها مش قادرة تستوعب طيب إحنا نعمل تصويت اللي هياخد لانش بتاعته اللي مش موافق يرفع أيده
رفع جميعهم أيديهم وهم يضحكون قال كريم
اعتراض أغلبية
وضربه يوسف بخفة على مؤخرة رأسه
يلا على المطبخ تاخدوا اللانش بتاعتكم وعلى العربية واعمل حسابك اللي مش هيخلص أكله أنت اللي هتشیل یا كيمو وهتتحاسب
هتف كريم بعصبية
لا أحاسب إيه وأنا مالي ونظر إليهم
اللي مش هيخلص أكله هعلقه وإنتي يا حلوة منك ليها خلصوا أكلكم بدل ما أنا هذنبكم
قالت سلوى
بس یا كريم أنا مخصماك النهاردة عشان أسلوبك في الكلام معايا يلا على العربية من غير ولا كلمة وتركته وذهبت من أمامه
قالت تاج وهي تضع لانش بوكس في حقيبتها
أنت غلطت في طنط سلوى على فكرة ولازم تصالحها
نظرت إليهم قسمت بتوتر
يلا السواق عمال يكلكس يلا بسرعة
خرجوا وهم يتحدثون مع بعضهم ضحك مالك وهو يتحدث بصوت عالي ويرفع يده وينظر إلى السماء
الحمد الله يا رب إني أصغر منه بسنة شيل يا كبير وذهب إلى الأطفال وجمعهم حوله
محدش ياكل أكله عشان كريم يتعاقب
اقترب منه كريم لضربه ضحك الجميع وتحدثت مليكة
إجري يا مجدي وهي تضحك
ضحك كريم وهو يجري
اللي يحصلني يكسرني
نظر إليه مالك
تستاهل عشان تفضل تقاوحهم في الكلام
رد عليه كريم
مكنش قصدي على فكرة إنها تزعل مني بس هي حبيبتي وهتصالحني واستقلوا السيارة وذهبوا إلى المدرسة
في الإسكندرية
كانت الأجواء في ظهر اليوم في عروس البحر المتوسط يملؤها الحقد والغل والشړ الذي سيطر على العقول وملأ القلوب
كان طارق يصيح بصوت عال وهو يحدثها في الهاتف
إنتي يا زفتة فين بقالك يومين مختفية وقافلة تليفونك انطقي
ردت عليه أميرة بغل وحقد وهي نائمة بجوار رجل يظهر نصف جسده عاريا مستغرقا في النوم نظرت إليه بحب وأكملت كلامها
وأنت مالك أكون مكان ما أكون مش أخذت ثمن الليلة اللي كنت متفق عليها يبقى ملكش دعوة بيا ومن هنا ورايح إبعد عني خالص أكون فين ومع مين هي مش ناقصه قرف
وأغلقت الهاتف في وجهه وابتسمت وأكملت نومها
كان طارق يسب ويلعن بأبشع الألفاظ النائية ويحدث
نفسه
ماشي يا أميرة هتروحي مني فين إن