الخميس 12 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي فاتيما يوسف

انت في الصفحة 30 من 120 صفحات

موقع أيام نيوز


داخل عيناه وكلها بين يداه ودت أن تنتزع الخجل وتلقي بنفسها داخل احضانها بل وتشدد عليه حتي تستقر بأمان وتعوض الحرمان الذي اشتقاته كثيرا فهي الآن في حضرة العمران ذائبة هائمة وفي شوقه متيمة لاحظ نظراتها الهائمة فهمس لها 
_ شايف في نظرة عينيكي شوق كبييير ونفسك تترمي في حضڼ عمران بس مستحية قربي ياحبيبي وأنا أنسيكي الدنيا باللي فيها .

كانت تنظر الي ملامحه تتشبعها داخلها حتي تحلم بتلك اللحظة حين يبتعد كانت تغمض عيناها وتستنشق رائحته داخل صدرها وتعبئها قدر المستطاع حتي تتنفسها حين يغادر 
وهتفت بهمس مماثل له 
_ خاېفة اجرب حضنك أترمي فيه ومطلعش منيه وابقي بعديها كيف السمك لما يطلع من الماية.
رمش لها بعينين هائمتين قائلا بتشجيع 
_ طيب متتكسفيش هو حضڼ عمران ماكان ولا عمره هيكون غير ليكي واني محتاجه أكتر منك 
ثم مد يداه ولامس يداها وجذبها داخل أحضانه وخبأها داخله وهمس بجانب أذنيها
_ جميييييل حضنك جميييل ودافي حاسس إنك كيف العيلة اللصغيرة اللي بين ضلوعي ياسكون أرجوكي متطلعيش من حضڼي وقت ماتكوني في بيتي ومتسبينيش مهما حوصل.
أحست بضياعه فشددت من احتضانه وهمست بجانب أذناه
_ كيف أسيبك أو أهملك ياكل كلي ده إنتي حلم العمر ومني الأيام وأماني الليالي اللي عشت أعدها وأجهزها لقربك ياحبيبي.
بصوت هائم راج لقربها 
_الله حبيبي طالعة منيكي وحاسسها كأنها ضافت ليا وصف جديد كيف المسجون وأول ما يطلع من السچن اول حاجة يعملها يبص للسما بشمسها ونورها وياخد نفس طوييييل انه رجع للنور من تاني إنتي السما بشمسها ونجومها وقمرها وعتمته ياحبيبي.
ابتلعت انفاسها وتحدثت
_ كان عندي حق إني أحبك واتمناك وكمان أستناك كتييير علشان قلبي دليلي وقال لي هو ده يابلاش .
كانا لقائهم الاثنان في هدوء ساحر بلمسات ساحرة وهمسات متيمة وأرواح عاشقة ثم هتف بمحبة
_ يابختي بقلبك ياسكون طمني قلبك انه أختار عمران وهو بيوعده انه هيبقي أمين عليه حتي في عز غضبه وعصبيته عمره ماهيجرحه وهيحتويه وهو كمان يوعدني إنه يخلي باله مني وميقساش علي ولا يبعد عني ودايما ينبض ليا وحدي ومهما شفتي مني أفعال غريبة التمسي لي الأعذار وخليكي متوكدة إن عمران عاشق لتراب سكون مهما حوصل.
وفجأة وبعد أن أنهى كلماته المتيمة بها أبعدها عن أحضانه بحدة ورماها بعيدا عنه وكانها رثا وهو ينظر لها نظرة غريبة جعلتها اړتعبت من طريقته وشعرت بالمهانة من حركته ومن شدته معها سقطت على الأريكة وهو على نفس نظراته التي أشعرتها بالخۏف نظرات تراها لأول مرة ورددت باندهاش ....
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_العاشر
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
حبيباتي عايزة اقول لكم إن البارت ده بالذات كتبته بإحساس ومشاعر وتعمق كبيييير أوووي وأنا براجع البارت وبصححه استغربتني كنت بكتبه إزاي بالدقة دي فياريت متبخلوش على فاطيما اللي بتسعدكم وملتزمة معاكم في النزول بالتفاعل هسيبكم مع البارت قراءة ممتعة ياحبابيي 
درست في الدنيا على يد الظروف أربع مواد 
الحب الأصحاب الأقارب والزمن عندما يدور 
الحب 
يعطي للغريب بلاد ليست بلاده والعاشق الذي يطغى قلبه على عقله يصبح رماد 
الصاحب 
الذي بينك وبينه ملح وزاد أخلص له لكن كن حذر حتى لاتباع يوما بالمزاد 
القريب 
أعطه حقوقه واحفظ خط الابتعاد فكن بعيدا تصبح في عينه نجما أصيلا كالجواد 
أما الزمن عندما يدور 
إن كان ضدك وعلت عليك أرخص العباد لا تحزن وترتدي السواد 
عش يومك واجعل الأمس ماټ 
إرتقي بنفسك فأخلاقنا أصعب الجهاد .
وفجأة وبعد أن أنهى كلماته المتيمة بها أبعدها عن أحضانه بحدة وهو ينظر لها نظرة غريبة جعلتها اړتعبت من طريقته وشعرت بالمهانة من حركته ورددت باندهاش 
_ مالك ياعمران ! ايه اللي عميلته ده 
فرك عيناه بحدة ثم نظر إليها بعينين قاتمتين ومن يراهم يبدو عليهما أنها تخرج ني ران منهم 
_ مالي في ايه اني تمام اهه إنتي إللي مالك بتتكلمي معاي بطريقة صعبة إكده ليه 
فتحت فاهها بدهشة من طريقته المتغيرة من رمشة عين وانتباهتها
_ إنت مش عارف عميلت ايه !
وأكملت عتابها 
_ إنت زقتني من حضنك بطريقة مهينة ومن غير سبب لااا وكمان بتسألني وكانك متعرفش حاجة ممكن أعرف إيه
سر التغير المفاجئ ده وعيونك بتطق شرار إكده ليه 
فرك جبهته بتعب بان على معالم وجهه ثم حمل هاتفه واستأذن منها معللا
_ معلش أني تعبان شوي هستأذنك هروح وهبقي أكلمك .
وقفت مصډومة من رد فعله التي تغيرت في لحظة واحدة وعلامات وجهه وطريقته ونبرته التي تبدلت كليا واقتربت منه ورددت بقلق 
_ تعبان كيف يعني ! إنت كنت واقف ميه ميه دلوك ايه اللي حوصل فجأة إكده !
ثم أدارت جسدها وأعطته ظهرها وهتفت ودمع العين يلتمع داخل عيناها
_ هو اني طلعت فيا حاجة مش عاجباك أو عميلت حاجة زعلتك مني عاد قولي إحنا لية في البداية ياعمران .
كان واقفا متصنما يسمع عتابها وقلبه يتقطع داخله أحس بأن قدماه تسمرت مكانها ولم يقدر على الحراك وان لسانه ابت لع ولم يعد قادرا على النطق لحظات من العجز يشعر بها وهو واقف مكانه ومتعحب من حاله قوي حاله واقترب خطوة واحدة ولامس أكتافها من الخلف وهو يردد باختصار
_ لااا لااا مش إكده 
واسترسل كلماته وهو يحمل هاتفه من على المنضدة منتويا المغادرة 
_ عن اذنك همشي دلوك وهبقى اكلمك.
انصعق داخلها من تحوله من النقيض الي النقيض وخروجه بتلك بالطريقة المهينة لها شعرت بأنها في عالم أخر لم يستطيع حدسها أن يصدقه لقد تركها عمران في أول نصف ساعة من كتب كتابهم تركها باكية متعجبة مندهشة تركها ټضرب بعقلها آلاف الأسباب كي تعذره بها ولم تجد له عذرا واحدا غير أنها لم تعجبه ولم يسترح لعناقها بل والأدهى طريقته المهينة التى تعامل بها معها فقد أزاحها وكأنها رثا
ارتمت مكانها على الأريكة ودفنت وجهها بين يداها وداخلها يتحسر ألما ويحدثها غرابة 
_ كيف لك أن تفعل بي هكذا عمراني 
هل شعرت بالاختناق حين اقتربتني أم شعورا بالنفور مني بين يداي !
هل عطري وأنفاسي أشعرتك بالغثيان كي تبتعد عني وترميني كالخرقة البالية التي تشمئز منها الأعين أم ماذا عمراني !
كنت بين يداك في لحظة أشعر من فرط سعادتي التي وصلت عنان السماء وعلى حين غرة القيتني إلي سابع الأرض دون رأفة بحالي العاشق لك 
ألم تعجبك سكون عمران أم ماذا وجدت في قربها 
آلاف من التساؤلات والتخيلات كل ذلك والدموع تنهمر بين يداها تسقط كالأمطار من فرحتها التي دفنت وقتها 
دلفت إليها مكة فوالدتها قد دلفت إلي غرفتها كي تنام من شدة إرهاقها عقب مغادرة عمران وأختها الكبرى غادرت هي وأبنائها إلى منزلها اندهشت مكة من شهقاتها المتعالية وهرولت إليها وارتمت تحت قدماها ونزعت يدها من على وجهها وهتفت بذهول 
_ مالك ياحبيبتي پتبكي ليه ياقلب أختك هو عمران لحق يتخانق وياكي ويخليكي مموتة حالك إكده 
لم تجيبها سكون وهي تتفحم بكاء ومكة تنظر إليها بهلع من منظرها جذبتها إلى أحضانها وهي تربت على ظهرها بحنو وتحاول تهدئتها 
_ بس ياحبيبتي بس ياغالية اهدي بس واحكي لي حوصل إيه يمكن إنتي مكبرة الموضوع عاد احكي لي ياداكتورة وهدي أعصابك شوي .
حاولت سكون أن تهدأ من شهقاتها المرتفعة وتحدثت من بينها بكلمات منقطعة
_ كان واقف قصادي عنيه هتلمع بالحب وكلامه بينقط عشق ومحبة ليا قال لي كلام خلاني تهت ودبت فيه اكتر ماني دايبة وعاشقة رسم لي نجوم في السما وأحلام مليانة هنا وبيت مستنيني أنوره رفعني فوق فوق السحاب وفجأة نزلني لسابع أرض حسيت كأني حاجة متسواش في نظره .
اندهشت مكة من كلامها وتسائلت بحيرة
_ مفهماش حاجة واصل ! يعني عمل إيه ياسكون لده كله 
مسحت دموعها بكف يداها الصغيرتين وأجابتها وهي تومئ رأسها للأسفل بخجل 
_ كنت في حضنه يامكة الحضن الحلال اللي ياما حلمت بيه ولما حسيت بدفاه واحتوائه وحنانه فجأة رماني وبعدني عنيه كأني حاجة عفشة شفتي زي الطفل البردان اللي متدفي في حضڼ أمه وحنانها وفجأة طلعته من حضنها ورمته كيف هيحس وقتها أهو داي نفس احساسي .
اتسعت عيناها حيرة أكثر وهي تحاول أن تستعيب كلمات أختها وأكملت تساؤلها 
_ طيب مسألتيهوش ايه اللي خلاه يعمل إكده ياسكون 
غمغمت سكون بۏجع امتلأ قلبها وجسدها بأكمله
_ سألته قال لي تعبان شوي ولمسته كانت باردة وكأن كان بيتكهرب لما مسني وفجأة سابني ومشي واني دموعي على خدي شاف دموعي وقهرتي منه ومسألنيش ومطبطبش علي مقاليش معلش ياحبيبي ولا خفف عني هرب من الأول وسابني لۏجعي يمو تني .
احتضنت مكة وجه سكون بين يداها وحاولت تهدأتها 
_ طيب التمس لأخيك المسلم سبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا قل لعل له عذرا وأنا لا أعرفه يعني هو كان كويس هتلاقيه حس بصداع جاله فجأة وخلاه مش متحكم في أعصابه وقال يمشي احسن أو حاجة تانية تعبته ومحبش يشغلك وياه
ثم فرصتها من وجنتها بخفة وأكملت تهدئتها 
_ هو أني اللي هدافع لك عن عمران حب السنين إياك ! ولا ايه عاد ياداكتورة داي عمران اللي ياما فوقتك من نومك علشان بتنطقي وبتحلمي بيه ولا لما كنت أدخل عليكي والاقيكي ماسكة صورته وتايهة معاها وناسية حالك والدنيا باللي فيها ولما أجي أكلمك بيبقي هاين عليكي تمسكي في خناقي بسببه اطمني ياقمر انتي وافرحي بكتب كتابك ياعروسة ومتسيبيش حاجة تنغص عليكي عشتك .
حاولت سكون أن تصدق الأسباب التي أدلت بها أختها وهدأت من حالها 
أما مكة جذبتها من يداها تدعوها إلي صلاة ركعتين قبل أن تنام وتدعوا إلي الله أن يهدي قلبها ويقلل من روعها استجابت لها سكون فهي بحاجة إلي قربها من ربها ومناجاته كي يجعلها تنسي ذكرى مريرة كتلك 
أحيانا تواجهنا مواقف يصعب على العقل تصديقها واستيعابها وننكرها بكل الطرق ونكاد نجزم انها لن تحدث مرة ثانية من شدتها ولكن المواقف تعاد من نفس الأشخاص حتي نعتادها وفي كل مرة الۏجع يقل حتى نجزم انها اصبحت جزءا لا يتجزأ من واقعنا .
في نفس الليلة وبالتحديد في الساعة الحادية عشرة مساء كانت تلك الليلة شديدة البرودة حيث كانت الأمطار تتساقط والسماء تبرق لكن كان قلب ذاك العمران مولعا مما حدث ولم يشعر ببرودة الجو ولا بالأمطار الساقطة فوق رأسه حتي ابتل رأسه وهبط خصلات شعره الغزيرة على رأسه بفعل الأمطار وبيده دخان سيجارته ينفثه بشراهة واحدة تلو الأخرى 
وصل إليه صديقه محمد وهو يرتعد بردا وبيده مظلته التي تحميه من الأمطار والأخرى يضعها في جيبه وجد صديقه يجلس في البهو الخارجي لحديقة منزلهم والأمطار تتساقط عليه من كل صوب وحدب 
تحدث بذهول بشفاه مرتعشة
_ هو إنت ايه مبتحسش يا اخي ! كيف قاعد اكده منيك للمطر
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 120 صفحات