الإثنين 06 يناير 2025

مذاق العشق سارة المصري

انت في الصفحة 60 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


ستظل هى الانثى الوحيدة التى سكنت قلبه 
فريدة 
كم لها من اسمها نصيب 
فريدة فى حسنها الأخاذ 
في طباعها الشرسة التى لم يرى انثى عليها من قبل هي أشبه بنمرة صغيرة تخلبك بجمالها فتسقط صريعا لهواها لترقص فى النهاية على اشلائك بعد ان يفترس غرامها كل جزء فيك 
كيف يقبل بالعمل الى جوار ايمن الالفى بعدما علم بزواجها منه 

كيف ينظر اليها 
كيف يواجهها 
هذا لايمكن ان يحتمله 
كور قبضته وهو يتذكر اخر ما كان بينهما تلك الصڤعة التى انتهى بها كل شىء حين ذبحت رجولته بكلماتها 
لن يسامحها فقد سطرت بيدها اخر كلمات فى قصتهما 
ولكن 
ربما كانت هناك حسابات اخرى لم يتم تصفيتها بعد هناك أثمان كثيرة لم تسددها فريدة له 
ابتسم فى صمت وهو ينظر الى الباب الذى اغلقه منذ لحظات على يوسف وايمن 
جلس ايمن فى هدوء وفى المقابل جلس يوسف 
اخبارك واخبار ادهم ايه لسة برضه مقاطعك 
تنهد ايمن فى حزن واضح نادرا ما يراه عليه يوسف فأيمن شخص عملى للغاية ومشاعره قد يعتبرها البعض لاوجود لها من الاساس 
مش مقاطعين بعض اكيد بس مش زى الاول لسة مش قادر يسامح 
واشاح بوجهه مضيفا فى حزن 
انا كنت خاېف عليه 
مال يوسف اليه قائلا 
كان لازم تعرف هوا قد ايه بيحب مراته واللى بيحب مبيفقدش الامل 
وعاد ليستند بظهره الى كرسيه مواصلا فى شرود 
اسئلنى انا 
رفع ايمن حاجبيه وخغضهما 
انا بقا ريحت نفسى من كل الحسابات المعقدة دى كلها صدقنى مفيش اجمل من العقل لما بيمشى كل حاجة 
رد يوسف 
والسعادة 
لوى ايمن ثغره في تهكم 
يعنى ايه سعادة اصلا يا يوسف دى حاجة نسبية 
تمعن به يوسف للحظات واجابه بهدوء 
السعادة يعنى ممكن تكون لحظة من اللى عشتها زمان مع شهد 
ظلت عينا ايمن معلقة بصديقه دون ادنى رد فعل 
نعم يوسف يعلم بتلك القصة القديمة فحين بدأ بادارة كل اعمال والده كان ايمن يعود من نكبته فى حبيبته للعمل مع ابيه من جديد تعرف على يوسف فى هذا الوقت الصعب حين كان مختلفا تماما عن ايمن الذى يجلس امامه الان 
كان حزينا تائها يعيش حدادا طويلا على محبوبته وبالمثل كان يوسف شخصا اخر لا يعطى للمرأة اى اهمية ويحاول ان يهون عليه ويعرفه على غيرها فشتان ما وصل اليها الاثنان الان 
يوسف اصبح يتحدث عن المشاعر والحب والسعادة بينما ايمن هو من كفر بكل هذا والان تحت عصمته حبيبه رجل اخر تتظاهر مثله بأنها كفرت بكل المشاعر بعد تجربتها القاسېة مع فارس ولكن ربما كانت مثل زوجها تماما بداخلها جزءا لازال ينبض بالحياة وتحاول جاهدة ان تجهز عليه تماما 
فارس ايمن وفريدة سقطو جميعا فى دائرة عشق مغلقة لاسبيل ابدا الى الخروج منها 
افاق يوسف على حركة ايمن وهو يهم بالنهوض فأسرع يستوقفه في أسف 
انا اسف يا ايمن مقصدتش 
لوح ايمن بكفه محاولا العودة الى صرامته 
لا لا محصلش حاجة انا بس مرهق شوية ومحتاج ارتاح هاكلمك ونشوف معاد تانى 
وفرار آخر بعد فرار فارس 
فرار اعتاده ايمن الالفى 
فراره الوحيد فهو لايعرف الانسحاب ابدا ولكنه مضطر فدمعته هاهي ټخونه مجددا كما توقع وهو يتستعيد المشهد والصړخة الاخيرة لحبيبته 
لن ينكر انه تغير بل تحول ولكن بداخله جزء لازال هشا للغاية وضعيف ويسهل تحطيمه بطيف بعيد لذكرى مرت وانتهت 
جزء ربما لايريد هو ان يتخلص منه ربما يريد ان يظل دائما على المه وشعوره بالذنب فهذا اقل ما يستحقه على حبيبة اضاعها منذ سنوات طويلة 
دفعت ايلينا باب غرفة ملك التى كانت مشغولة بالقراءة فى احد مراجعها الطبية الضخمة 
انتفضت وهى تنظر الى ايلينا فى توجس فهى لم تعتد منها ابدا ان ټقتحم غرفتها بتلك الطريقة قطبت حاجبيها فى حيرة 
فيه حاجة يا ايلينا 
بسطت ايلينا ورقة كانت فى كفها ووضعتها امام عينيها لتقرأ ما بها فضيقت عينيها وازدردت ريقها للحظات بعد ان انتهت من قراءتها لتعود تطالع مرجعها من جديد ببرود اتضح لايلينا انه مصطنع للغاية حين تلعثمت نبرتها 
هوا حر 
اختطفت ايلينا المرجع من يديها تسألها في جدية 
وحر برضه انه يقدم على طلب هجرة وميرجعش البلد دى تانى 
رفعت ملك رأسها فى بطء وتمتمت فى قلق لم تستطع اخفاءه 
هجرة 
اخذت ايلينا تعبث بالمرجع بين يديها وهي تقول 
قولى بقا انه مش فارق معاكى ده كمان 
نهضت ملك فى عڼف وهي تجىء وتذهب في الغرفة بلاهدف 
انتى عاوزة ايه يا ايلينا عايزة ايه 
القت ايلينا المرجع على المكتب وامسكت بكتفى ملك تخبرها فى جدية 
عايزاكى تواجهى نفسك وكفاية هروب خالد مش اسامة ولا جوزك الاولانى الدنيا فيها الحلو والۏحش خالد بيحبك فعلا بجد وانتى كمان بتحبيه كفاية عند بقا 
ضغطت ملك على شفتيها وتخلصت من كفى ايلينا لتمرر يدها فى شعرها لحظات قبل ان تلتقط مفاتيح سيارتها وتهم بالخروج وهى تسألها 
هوا فين دلوقتى 
ردت
ايلينا وهى تتابعها فى قلق 
فى الشركة بيجمع حاجته رايحة فين 
ضغطت ملك بقوة على المفاتيح فى كفها حتى كادت ان ټجرح جلدها الرقيق 
هثبت لنفسى وليكى ان فينا اكيد واحدة غبية 
فتحت باب مكتبه في عڼف فالټفت لها في هدوء دون ان ينطق قبل ان يعود ليجمع حاجياته فى صندوق من الكارتون 
اقتربت لتقف امامه وهي تحاول ضبط سرعة انفاسها فخرجت جملتها في حسم بدا مهتزا للغاية 
انا موافقة على الجواز 
واضافت وهى تزدرد ريقها وتعبث فى خاتم ماسى رقيق فى بنصرها 
المجموعة محتاجالك ولو ده اللى هيخليك تفضل هنا فانا موافقة على الجواز 
توقف عما يفعله واغمض عينيه للحظة وهو يتنهد في عمق مبتلعا اهاناتها المعتادة قبل ان يرفع رأسه لها فى حزم 
وانا مش موافق 
تراجعت خطوة للخلف ورفضه الذي لم تتوقعه يخترق اذنيها بكلمات واضحة لاتقبل معنا اخر ومع هذا فقد وجدت ثغرة حاولت أن تنفذ منها اليه 
مش موافق على الجواز ولا مش موافق انك تفضل فى المجموعة 
رد وهو يعود الى ما كان يفعله 
الاتنين 
وابتسم فى حزن وهو يلتفت لها مجددا يجيبها عما تريد معرفته وتخشى من طرحه 
عشان انا تعبت يا ملك تعبت من اھانتك ليا واستهتارك بمشاعرى طول الوقت انا عارف انك عارفة اني بحبك ومن زمان واتجاهلتى ده مرة واتنين وعشرة وانا فضلت هنا فى المجموعة عشان افضل طول الوقت قريب منك وانتى قابلتى كل ده بايه فكرتى فى وجعى لما حبيتى حد تانى وروحتى اتجوزتيه 
فكرتى وقتها انا كنت حاسس بايه وانتى بتطلبى منى كل حاجة يوميها فى فرحك عشان اعملهالك بنفسى 
ازدرد لعابه كأنه يزدرد معه حړقة تلك الذكرى اللعېنة التى رأها تزف فيها الى رجل غيره بينما تطلب منه أن يشرف على كل شىء بنفسه ليواصل في حړقة 
وعملتهالك يا ملك واتمنتلك السعادة حتى لو مع راجل تانى ويوم ما اتطلقتى انا اكتر حد شال ذنب ده اتبصلى على انى حرامى دخيل زيى زى اللى قبلى كل يوم عينيكى كانت بتقولهالى وتهينى وانا اصبر واقول اصلها مچروحة لحد انا كمان مبقاش فى قلبى جزء سليم 
واستند على المكتب بكفيه وهو يردد في اصرار ونبرته تتشبث بكرامته لتبدو أكثر حسما وصرامة 
كفاية لحد كدة ذل بقا كفاية ذل 
وضغط شفتيه وهو يغلق صندوقه ويغلق معه الحوار بأكمله 
لو المجموعة احتاجتنى فى اى وقت انا هكون موجود ومش هتأخر عنها 
لم تستمع الى جملته الأخيرة توقفت أذنيها عن التقاط أي صوت بعد وصفه لها معاناته انصال حادة وجهها اليها هل كانت بلا أدنى احساس الى هذا الحد !! 
ام انها كانت تشعر به وتبالغ في عقابه باظهار عشقها لاخر تعاقبه فقط على ذنب أبيه كما عاقبته بعدها على ذنب عشق مهتريء أثبت فشله مع أول اختبار كم وجهت له دائما اصابع الاتهام دون چريمة تذكر حملته وزره وذنبه ونفست فيه فشلها 
والان هاهو يلقى بكل شىء خلف ظهره فارا بما تبقى من مشاعره التي امتهنتها مرارا 
عيناه هذه المرة تحمل ذهابا بلا عودة انقبض قلبها من هذا الخاطر فوضعت يدها على صدرها وجلست على كرسى مجاور لتبدأ دموعها تنساب فى صمت مرير موجع 
انت ليه مش مقدر اني خاېفة انا خاېفة خاېفة خاېفة من نفسى لاظلمك وخاېفة من الماضى اللى مقيد الحاضر ومش مخلينى عارفة اعيش 
بئس للقلب الضعيف هذا 
كيف له ان يسيطر على كل الجوارح هكذا وهو بهذا الضعف 
رؤيتها تبكى امامه وهى تخبره بخۏفها جعلته يذهب ليجثو على ركبتيه امامها هامسا فى حنان 
انتى بتعيطى يا ملك 
شهقت بقوة وبنبرة ممزقة واصلت 
المواجهة اللى جوايا انا مش قدها يا خالد مجرد ما حسيت انك فعلا هتمشى حسيت پخوف كبير كنت عاوزاك تفضل بأي تمن بس تفضل جنبي 
التقط كفها لتقف امامه 
يا ملك انا حبيتك من قبل ما اعرف يعنى ايه حب اصلا ومش عارف اثبتلك ده ازاى لو بعدت وسبت كل حاجة يمكن ده يثبتلك 
هزت رأسها فى عڼف 
انت مش محتاج تثبت حاجة انا بغالط نفسى وبخترع وهم بعيش فيه قټلت حبك جوايا بس فضل يعافر ويقاوم وبمجرد ماخدت قرار البعد قام وصړخ جوايا بكل قوته 
وطأطأت رأسها لترفعها من جديد قائلة فى رجاء 
متسافرش يا خالد انا بجد محتاجالك عشان اعرف اخرج من الدوامة اللى انا فيها وساعتها مشاعرى هتكون صافيه ليك لوحدك ومفيش اى حاجة تقدر تلوثها 
لم يصدق ما قالته فأجمل احلامه بها لم تشمل اكثر من نظرة رضا اما ان تعترف بحبه هكذا وتتوسل اليه الايذهب فهذا مالم يخطر بباله 
ابتسم لها فى حب هامسا 
خلاص يا ملك مش هسافر 
ابتسمت في رقة بددت غيامة هذا الحزن على وجهها وهي تقول 
وانا كمان موافقة على الجواز 
رفع خالد حاجبه فى خبث 
جواز ايه 
جوازكو اللى هيبقا اخر الشهر الجاى ان شاء الله يا خالد بيه 
ابتسم الاثنان وهما ينظران الى ايلينا التى وقفت عاقدة ساعديها مستندة الى باب الغرفة ليقولا في صوت واحد 
انتى هنا 
ضحكت في سعادة 
لسة جاية متخافوش اصل قولت ميصحش برضه يا موكا تيجى لواحد لوحده الشيطان شاطر لازملكو محرم لحد اخر الشهر كدة 
نظرت ملك الى خالد واطرقت
 

59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 76 صفحات