الإثنين 06 يناير 2025

مذاق العشق سارة المصري

انت في الصفحة 71 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


من قبل بابتسامة تسع الكون بمن فيه 
بعقل لايسع سوى التفاهات والتراهات 
بقلب يسعد لأي شيء ويجتاز حزنه على أهون سبب 
ليتها ما نضجت 
ليتها ظلت تلك المراهقة الساذجة عمرها بأكمله 
قطع تأملها دلوف زين الى غرفتها 
مسحت عبرتها سريعا وهي تشيح بوجهها للاتجاه الاخر 
تنهد زين في عمق وهو يتأملها للحظات قبل أن يسألها 

الدموع دي عشان يوسف ولا عشان حسام 
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تلتفت اليه تجيب تساؤله بتساؤل مماثل 
احنا ايه اللي جرالنا يا زين كل ده ازاي يحصلنا العيب في مين بالظبط في سمر ولا فينا 
وضع يديه في جيب سترته وهو يجيبها في ألم 
محدش فينا بيستحمل يشيل الذنب فكل واحد بيرمي على غيره 
واصلت وكأنها لم تسمع رده 
تفتكر انا استاهل ده كله منه تفتكر اني غلطتي كانت بالبشاعة دي يا زين تفتكر هوا محبنيش من اصله مين فينا ظلم التاني يا زين 
اقترب خطوتين ليمسك بكتفيها في رفق 
حسام الله اعلم بحالته يا ايتن اللي عرفه عن ابوه وامه مش هين مش هيقدر يواجه حد على الاقل دلوقتي حسام بقى انسان تاني او هيبقى انسان تاني التجربة دي صعب انه يرجع منها زي الاول 
همست في حړقة 
وانا 
ربت على شعرها في حنان 
انتي لازم تعيشي يا ايتن لازم تحاولي تتجاوزي وجوده 
ضيقت عينيها وهي تميل اليه 
وانت بعد خمس سنين قدرت تنسى صوفيا ليه بتحاول تقنعني باللي انت مقدرتش عليه 
احتضن وجهها بين كفيه في حب 
عشان مش عاوزك تعيشي ولا تمري باللي مريت بيه ايتن حسام دلوقتي الصدمة توهته والله اعلم هيرجع منها امتى الانتظار صدقيني صعب البعد بېقتل حاجات كتير لما بعدت عن صوفيا رجعت لقتها انسانة تانية وحسام لو في يوم قرر يرجع فبرضه هيلاقيكي بقيتي حد تاني مش بمزاجك بس كل حاجة هتجبرك انك تتغيري 
سالت دمعة من عينها فمسحها باصبعه وهو يباشر 
لو حبك بجد هيرجع يا ايتن مجرد ما يفوق هيرجع صدقيني 
ارتمت وهي تجهش بالبكاء 
انا خاېفة يا زين ارجوك ما تسبنيش خاېفة من كل حاجة جاية خاېفة نخسر يوسف وخاېفة اكون لوحدي 
احتواها في رفق ليطمأنها 
وانا من امتى سيبتك يا ايتن يمكن لما كنت بتعصب وبنفعل عليكي ده كان بيبقى خوف عليكي انتي اختي الصغيرة وهتفضلي طول عمرك حتة من قلبي ويوسف لازم ندعيله ليل نهار غيابه مبقاش مخلي لاي حاجة في عيلة البدري طعم 
فى اليوم التالى كانت ايلينا الى جوار زين فى المشفى بعد ان اقنعا محمود وايتن بالعودة الى المنزل وزعت ايلينا وقتها بين العمل والمشفى بينما عاد زين لادارة المجموعة نظرا لظروف غياب اخيه 
امسكت بصدرها فجأة تقاوم نبضاته الموجعة من جديد نهضت من مكانها بسرعة فهى تعلم جيدا ما اصبحت تعنيه تلك النبضات 
وقفت امام النافذة الزجاجية لغرفة العناية المركزة تراقبه عن بعد ونظرت الى جهاز رسام القلب لتجده يعمل بانتظام 
فتحت ثغرها بشدة حين رأته يفتح عينيه فى بطء فجذبت زين من ذراعه دون ان تدرى ماذا تفعل وهى تهتف 
يوسف فاق 
انتفض زين بسرعة وتبعها للداخل 
ضړبت الجرس ليحضر
ايا من الاطباء مالت اليه تتمتم بصوت دامع 
حمد لله على سلامتك يا يوسف 
رد بعينين نصف مفتوحتين وصوت متحشرج 
انا بمۏت ايلينا حاسس ان روحى بتطلع 
شهقت وهى تقول فى ذعر 
اوعى تقول كدة انت هتعيش يا يوسف هتعيش وهترجعلى ومش هسيبك تانى لاخر العمر 
واقتربت من جبهته وقبلتها لتواصل 
انا بحبك يا يوسف بحبك سامعنى قاوم وارجعلى 
اغلق عينيه وفتحهما من جديد وهو يقول 
ابنى ادم زين ادم لازم يرجع ومحدش غير ايلينا هيربيه سامعنى 
همست بصوت باك فهى لاتتحمل ان تراه هكذا يرثى نفسه ويعطى وصاياه الاخيره 
لن تحتمل ان يحتضر بين يديها هكذا فاطلقت اهة حارة 
ابنك هيرجع يا يوسف وهنربيه سوا بس انت قاوم 
رد فى ضعف 
كان نفسى يكون منك انتى سامحينى حبيبتى 
هتفت به دون ادنى مراعاة لاى شىء 
لا اوعى تسبنى اوعى تتخلى عنى تانى قوم يا يوسف قوم وهنربى ادم سوا وهنجبله كمان اخوات قوم 
اخذت تقبل كفه فى جنون بينما لمحت نظرة فى عينه تجمعها مع زين فهل يعنى يوسف ان 
هل بالفعل تلك هى النهاية 
هزت رأسها فى قوة وهى تشعر بأنفاسه تضعف تدريجيا فصړخت به من جديد 
يوسف لا 
وقطع صوتها صوت جهاز رسام القلب الذى اعلن توقف قلبه عن النبض مع تزايد ضربات قلبها المؤلمة فصړخت اااااااه 
ونظرت الى زين الذى اصابه الهلع وهى تتعلق بذراعه وتواصل الصړاخ 
حد يلحقنا 
وقبل ان تتم جملتها كان هناك طبيب ومعه ممرضة تبعته فى سرعة وقبل ان تدخل كانت قد اصطدمت بمحمود وايتن ولكنها لم تسمح لهما بالدخول ولم يكن هناك متسع من الوقت للتعامل مع ايلينا وزين بنفس الطريقة كانت الاولى تبكى وهى تتوسل يوسف ان يقاوم من اجلها بينما رفع الثاني نظره الى السماء ودموعه تنهمر وهو يضمها دون ان يعى احدهما ما يفعلانه فالمشاعر تعجز عن وصف ما يمران به الان كل منهما يسترجع ذكرياته الخاصة مع يوسف 
رهبة المۏت الذى اصبح يدركه جيدا والطبيب يحاول معه مرة بعد مرة دون جدوى بينما تصرخ فيه ايلينا ان يستمر فى المحاولة وهى تواصل صړاخها بيوسف 
انت وعدتنى متخليش بوعدك 
وانتهى كل شىء مع صړخة طويلة لها وصلت الى اذان محمود وايتن بل كل من فى المشفى فى الخارج سقطت ايتن ارضا لا تصدق ان اخاها وسندها ومثلها الاعلى قد 
خرج الطبيب من غرفة يوسف وخلفه الممرضة ليتقابل مع نظرة محمود التى تريد منه اى امل فأخفض رأسه قائلا كلمة واحدة لا تحتمل المزيد 
كلمة تعنى ان يوسف البدرى لم يعد لاسمه مكان على هذه الأرض 
تعنى ان انفاسه لن تشاركهم الحياة بعد اليوم 
تعنى ان فاجعة المۏت قد حلت بقرة عين عائلة البدرى كلمة واحدة كانت كافية 
البقاء لله 
يتبع
الفصل الخامس والثلاثون
كټفت ذراعيها امام النافذة الزجاجية الضخمة تتأمل حديقة منزل زياد وهى تفكر فى كل ما حدث 
مر شهر كامل منذ وصولها الى باريس بعد ان اتخذت قرارها باستعادة ادم من جينا وبأى ثمن 
سافرت الى هناك مباشرة دون ان تعرف حتى من أين تبدأ 
كل ما خططت له ان جينا حين تعلم بخبر ۏفاة يوسف وان ماله بأكمله انتقل الى ولده ادم واليها ستظهر وتعود بالطفل ووقتها هناك ألف حل 
رفضت ان يرافقها احد فى هذه الرحلة فقد خشيت من مراقبة تلك الأفعى فربما لازالت تستخدم احد الخدم فى قصر البدرى كجاسوس لها 
استعانت بفارس قبل السفر لتغادر بجواز سفر ليس باسمها 
أعدت العدة لكل شىء فهى لا تريد ثغرة واحدة تنفذ منها جينا لتعرف ما تخططه لها وحين وصلت الى باريس كان فى انتظارها صوفيا وزياد الطبيب المعالج لها وصديق العائلة منذ زمن 
استقبلتهما زوجته دارين فى حفاوة واجتمع الكل فى بيته لتخبرهم بما خططت له
طبعا كلكو عارفين انى محتاجة مساعدة منكو كلكو عشان نقدر نوصل لجينا ومنها لادم احنا هنحاول نستعين بمحقق خاص عشان يقدر يوصل لمكانها وهنديله اللى هوا عاوزه كله وبعدها هنفكر نعمل ايه 
وبالفعل بمساعدة المحقق تمكنو من العثور على جينا ولكن الطفل لم يكن برفقتها فكانت الخطوة التالية التى قام بها زياد وهو تقمص دور احد المحاميين الخاصين بيوسف ليذهب اليها ويقنعها ان تستلم ميراثها وميراث ولدها ادم بصفتها الواصى القانونى عليه 
اخبرته ايلينا كيف يتقن دوره جيدا وكيف يغريها بثروة يوسف الطائلة التى ستصبح تحت قدميها بمجرد عودتها الى مصر وهى الان تنتتظره لتعرف هل نجح فى مهمته ام لا 
ايلينا ايلينا 
انتبهت على صوت صوفيا الناعم التى ابتسمت لها مواصلة
مټخافيش ان شاء الله زياد يقدر يقنعها 
تنهدت ايلينا وهى تحتضن نفسها 
خاېفة بعد كل ده وتعبنا يييجى ع الفاضى المفروض كانت ظهرت لوحدها بمجرد ما عرفت جينا مش سهلة وخاېفة تشك فى حاجة 
قطبت صوفيا حاجبيها في قلق
قصدك تشك ان يوسف لسة عايش 
لوت ايلينا فمها فى امتعاض
مستبعدش اى حاجة على حية زيها 
برقت عينا صوفيا وتحركت لتقف في مواجهتها
بس انتى ازاى قدرتى تعملى كدة وتقنعى الكل 
تنهدت ايلينا وهى تضع يدها على صدرها كأنها تستعيد الشعور بتلك الدقات المؤلمة من جديد 
تستعيد تلك اللحظات الصعبة التى مرت بها حين توقف قلب يوسف عن العمل 
كانت تصرخ وهى لا زالت تتشبث بزين دون ادنى وعى منها
قاوم يا يوسف قاوم متسيبنيش ارجوك انا اموت من غيرك حبيبى اموت 
واصل الطبيب محاولاته وسط صرخاتها المذعورة ليعود قلب يوسف للعمل من جديد 
تراجع زين الى الخلف مستندا على الحائط فى انهاك وهو يرفع نظره للسماء متمتما بكل عبارات الشكر والحمد بينما تركت ايلينا ملابسه وظلت تنظر الى يوسف طويلا حتى هتف بها لتفيق
يوسف عايش ايلينا 
لم تنتبه اليه وظلت تحملق فى يوسف كأنها لاتشعر بالعالم 
صدرها يعلو ويهبط فى انفعال دون ان تسبل جفنيها للحظة 
رفعت رأسها الى الطبيب 
هوا انا ممكن اطلب منك خدمة 
لاتدرى كيف استقرت خطة كهذه بأكملها فى رأسها وفى تلك اللحظات الصعبة التى كاد يوسف فيها ان يفارق الحياة 
اقتربت منه وامسكت بكفه هامسة بصوت متحشرج
هتقولهم انه خلاص 
واشاحت بوجهها غير قادرة على نطقها فنظر لها الطبيب فى دهشة 
هل هذه المرأة مخبولة 
دهش زين بدوره من طلبها الغريب ولكنها نظرت اليه قائلة فى حزم محاولة ان تتخلص به من هشاشتها التي تبعت هلعها في اللحظات الماضية
زين دى الطريقة الوحيدة اللى هنرجع بيها ادم ارجوكو ساعدونى لازم رد فعل ايتن وعمو محمود قدام الصحافة اللى برة دى يكون طبيعى وبعدين هبقا اعرفهم على كل حاجة 
الشىء الذى خدمها فى خطتها المچنونة هذه هو صداقة هذا الطبيب بزين الذى طلب منه ان ينفذ ماقالته فهو على ثقة تامة بها كما أنه بدأ يستوعب جزءا من خطتها فى رأسه وتم لها ما ارادت وتداولت كل الصحف خبر ۏفاة يوسف البدري بين صفحاتها 
استعانت بفارس لتخبره بالامر كله ليغطى على وجود يوسف فى المشفى ويعطيه الحماية اللازمة ومن وقتها اصبح الثاني فى عداد المۏتى بالنسبة للجميع عدا عائلته 
وضعت ايلينا يدها على صدرها وهمست دون
 

70  71  72 

انت في الصفحة 71 من 76 صفحات