الإثنين 06 يناير 2025

مذاق العشق سارة المصري

انت في الصفحة 76 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


عينيها للحظات قبل ان تهمس في ألم 
مبقاش ينفع خلاص 
وعضت على شفتها لتطلق سراح دمعتها وهى تواصل في مرارة 
انت عاقبتنى بذنب كل حد غلط فى حقك عاقبتنى بذنب والدتك واختك وذنبى عاقبتنى بكل طريقة يا حسام ولسنين طويلة انت حتى كنت تعرف انك قاسى اوى كدة خلاص يا حسام مبقاش فى قلبى جزء سليم لچرح جديد منك 

اقترب خطوة اخرى المته نبرتها فمد كفه ليحتوى كفها بين يديه 
انا عارف انى قسيت عليكى كتير كان ڠصب عنى جرحتك بنفس حجم الچرح اللى جوايا ايتن انا يوم ماقررت انسى كل حاجة اتفاجئت باللى ميقدرش انسان طبيعى يتحمله اتفاجئت بحقايق مش قادر لحد دلوقتى استوعبها كنت مڼهار كان لازم ابعد لو كنت ارتبطت بيكى باى شكل او حتى فضلت فى البلد دى كان ممكن ااذيكى يا ايتن كان لازم ابعد بعدت لحد ما هديت ومرجعنيش البلد دى غير حبك انتى وبس 
ارتعد كفها بين يديه فسحبته وهي تتمعن بعينيه تسأله بوضوح
وحبك ده هيقدر يقاوم الحړب اللى جواك ولا هفضل انا طول عمرى ضحېة لصراعك مع نفسك ده 
أشاح بوجهه يحاول أن يبحث عن رد مناسب ليتنهد بعدها 
مش عارف بس اللى متأكد منه دلوقتى انى مش هقدر
ابعد تانى خليكى جنبى يا ايتن خلينا نجرب من جديد انا بحبك ومحتاجلك 
اشاحت بوجهها عنه تخفى ترددها هى 
تريده ولكنها تخشى صراعه هذا الذى لن يكون احد سواها الخاسر فيه 
ناداها فى رقة لتلتفت اليه وتراه يعبث بين أصبعيه بدبلة ذهبية ويبتسم 
الدبلة دى بتاعتك عمى الله يرحمه ادهالى بعد مافسخنا الخطوبة وقالى خليها معاك مين عالم ورغم وقتها قرار الرجوع ليكى كان حاجة مستحيلة ومش ممكن تحصل بس مش عارف ليه احتفظت بيها يمكن زى ماعمى قال وقتها خلى الباب موارب وبلاش تقفله خالص 
ووضع الدبلة على بداية اصبعها ليسألها لأول مرة 
ايه رأيك نخلى الباب موارب نجرب المرة دى بس بارادتنا وقرارنا احنا الاتنين 
تسارعت انفاسها تريد ان تحسم الأمر كل ما مضى بينهما طيلة سنوات يتجسد أمامها الان بوضوح ذاقت من مرارة العشق ما يكفي 
الم يئن الوقت بعد ل 
ولكن حسام لم يخرج من كل ما حدث بعد 
هزت رأسها پعنف محاولة ان تتوقف عن التفكير الذى لن يكن فى صالحه تماما 
اقنعت نفسها انها تجربة جديدة ولكن تلك المرة بمحض ارادتها 
تلك المرة ستخوضها ايتن الفتاة الناضجة التى شارفت على التاسعة والعشرين من العمر لا تلك الطفلة التافهة التى ډمرت كل شىء فى السابق 
سيخوضها حسام جديد يعرف كم تحبه ايتن وتقدره 
سيحاولا تجاوز كل ما بينهما محاولة يستحقها عشقهما الذي امتهنه كل منهما بطريقته لسنوات 
اطرقت برأسها تهمس في خجل
موافقة 
ابتسم الاثنان وهما ينظران تجاه باب القصر حيث يصلهما صوت على وهو يشدو
عارفة 
فرحة كبيرة وصوت مزيكا فى قلبى 
وكأننا حبيبن اتقابلو بعد غياب 
ليه فجأة بقيت مستنى لوحدى 
بدى اتكلم واحكيلك واشكيلك همى 
مش عارف ليه 
جذب ادم ذراع ابيه فنظر له فى ملل 
عايز ايه يا واد انت 
نظر له الصغير فى خبث وهو يعطيه علبة صغيره ويغمز بعينه 
هدية مامى 
قطب يوسف حاجبيه وهو ينظر الى العلبة الصغيرة الانيقة فى كفه بينما ابتسم ادم وعاد ليلعب مع ليلى ابنة زين من جديد 
نظر يوسف فى اتجاهها فابتسمت له من بعيد تشجعه على فتحها 
تنهد وهو يقلب النظر بينها وبين العلبة فى تحذير مازح وكأنه يخبرها انهما بين الناس ولا داعى لمقالبها الطفولية هنا 
ابتسمت وهى تفهم ما عناه بنظراته 
هزت رأسها تطمأنه انها لن تفعلها 
عض على شفته وهو يفتح العلبة فى بطء حذر ليجد بداخلها شريط بلاستيكى صغير مسمى باختبار حمل يخبره ببساطة ان حبيبته الان تحمل فى داخلها ثمرة حب جديدة فى طريقها للنضوج 
اتسع ثغره فى سعادة كأنه لم يعش تلك الفرحة من قبل ابدا 
لقد تمنى ذلك الطفل كثيرا بعد ولادة لينا ولكن ايلينا مشاكلها مع الحمل لم تنتهى ابدا فلم يفتح هذا الامر معها مطلقا 
هو يتمنى اطفالا منها وليس مجرد اطفال له 
وقف من بعيد يتأملها للحظات فى حب ولم يستطع الانتظار اكثر فاقترب منها بسرعة غير عابىء بمن حوله ليضمها اليه فى حرارة بينما يتعالى صوت على فى فرحة واضحة 
وانا وياكى بحس بدنيا 
دنيا سلام وامان 
وان العالم مفيهوش ولا نقطة احزان 
ايدى فى ايدك خليكى ده انا طفل كبير وبحس ان انا وانتى لوحدى والكون بستان 
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى 
على راحتى معاكى وكأنك امى 
مش عارف ليه 
الحياة ليست بها نهاية سعيدة بل بها نهاية نحاول جاهدين فيها ان نبحث عن السعادة 
بها حلم وامل نعيش به ان اجمل قصة لم تخطها اناملنا بعد
ان اجمل ذكريات لم نعشها 
ان اجمل كلمات لم ننطقها 
ويبقى الأمل طالما بقيت فى صدورنا انفاس تتردد طالما بقى خافق ينبض بالحب بمقدار ما ينبض بالحياة 
دمتن فى سعادة 
دمتن فى حب 
دمتن فى حفظ الله ورعايته الى ان نلتقى من جديد في الجزء الثالث 
وتاهت بين القلوب حكايا
سارة المصرى
تمت بحمد الله

 

75  76 

انت في الصفحة 76 من 76 صفحات