بين خۏفها و هوسه سارة مجدي
الورشه فى العاصمه اشتغلت معاه ولما جه هنا كمان جيت معاه ... بس
قال كلمته الاخيره لجذب اتباهها اكثر ... لتجثوا على ركبتيها أمامه وقالت بفضول
بس ايه
ليكتم ابتسامته بصعوبه ان خطته تنجح حتى الان وقال بصوت حزين
من فتره كده جات الورشه القديمة واحده عربيتها عطلانه صلحتهالها وكانت بتفضل تقول كلام كده مش تمام وانا متجوبتش معاها هي بقا منها لله اتبلت عليا وقالت للبشمهندس انى كنت بعاكسها ... ومن ساعتها وهو بيعاملنى كده رغم انه متأكد انى معملتش حاجه ... بس هو طيب وابن اصول
شكلك مش من البلد هنا طريقه كلامك بتقول كده
ليهز راسه بنعم ثم قال
انا من .... وجئت هنا مع البشمهندس رواد بعد ما قرر يقفل ورشته الى كان فاتحها هناك ويجى هنا .. ما انا لسه قايلك
شعرت بالخجل من جديد وهزت راسها بنعم ولكنها قالت باندهاش
ده على أساس ان هناك مفيش ورش ميكانيكا تقدر تشتغل فيها ... و كمان تبعد عن الشخص الى بيعملك بطريقه مش كويسه
لا في طبعا ... بس انا أتعودت على الشغل مع رواد اقصد الباشمهندس رواد
قطبت جبينها تنظر اليه بغيظ وهى تفكر لديه رد على كل شيء وكأنه يعلم اننى ساحدثه
وكان هو يتأمل ملامح وجهها الهادئه الخاليه من مساحيق التجميل ونظره عينيها الحانيه ولكن في عمقها حزن كبير ... حزن الم قلبه ولا يعلم السبب .. جعله يتمنى لو يسطيع ضمھا الان
بس انت سايب والدتك العيانه لوحدها
ليشعر بالسعادة وهو يتأكد انها سمعته تلك المره ولكنه قال بصدق
امى مش لوحدها بابا واختى معاها
شعرت بالإحراج ووقفت سريعا وهى تقول بتوتر
طيب ... انا ... انا بقى ... يعنى انا همشى ... و ... و أسفه لو أدخلت في الى ماليش فيه
بالعكس مفيش داعى للأسف ... حلو إحساس ان حد يهتم بيك و تحس انك مش لوحدك
شعرت بالألم ينغز قلبها وتجمعت الدموع في عينيها تتذكر حالها بعد سعيد لتقول پألم
فعلا الم الوحدة لا يطاق ... ملوش دوا و لا علاج
ليشعر بالم قوى داخل صدره وهو يلمح تلك الدموع ويستمع لتلك النبره الحزينه منها .... ظل يتأملها وهو يتمنى ان يدلف الى داخل قلبها وعقلها ويخرج كل ذلك الحزن والألم ويزرع بدل منهم فرح وسعاده هو لا يعلم سبب احساسه بمعرفتها سابقا هو ما يجعله يشعر بالفضول تجاهها وبكل ما يخصها
ظل ينظر الى ظهرها وهو يتمنى ان يستطيع الركض خلفها وضمھا بقوه حتى تفرخ كل ذلك الحزن الذى بداخلها بداخل صدره ويرى ضحكتها التي مؤكد ستكون مهلكه بقلمى ساره مجدى
كانت تقف امامه غاضبه بشده لم يراها قبلا بذلك الڠضب و بتلك الحاله فميرفت دائما هادئه الاستقراطيه التعامل ولكن الان والامر يخص ولدها تحولت تماما الى سيده مصريه اصيله سوف ټقتل اى شخص يؤذى اولادها حتى لو كان ذلك الشخص والده
كنتى عايزانى اعمل ايه بس يا ميرفت انت مش شايفه تمسكه بالحكايه دى حاولت معاه كتير انه يسيبه منها و ينتبه للشركه لكن مش نافع كمان
صمت قليلا وابتعد عنها خطوتان و اكمل قائلا
الصراحه الولد مش مقصر لا فى شغله ولا معانا امنعه انا عن الحاجه الى بيحبها ليه بس
اخفضت ميرفت راسها قليلا و قالت بقلق
انا خاېفه عليه يا صفوان ... مش عارفه ليه حاسه طول ما هو بعيد عنى انه مش بخير
اقترب منها من جديد وضمھا الى صدره وربت على ظهرها بحنان وقال مطمئنا
كلميه يا ميرفت كلميه واطمنى عليه و قوليله كل مخاوفك و شوفى هو هيعمل ايه
نظرت اليه بعدم فهم ليربت على وجنتها بحنان بقلمى ساره مجدى
حين فتحت نودى لها الباب القت ضى بنفسها بين ذراعيها تبكى بقوه شعرت نودى بالصدمه والخۏف وقالت بلهفه
مالك يا ضى في ايه ايه الى حصل حد ضايقك
ظلت ضى تبكى بين ذراعى نودى بصوت عالى يصل الى النحيب وهى تقول
هو سابنى ليه ... ليه عيشت بعديه ... ليه حسيت الإحساس ده دلوقتى ليه ... ليه
كانت تتكلم من وسط شهقاتها وكانت نودى تستمع الى كلماتها غير مستوعبه لما تقوله ولكنها ظلت تربت على ظهرها حتى هدأت ثم أبعدتها وهى تمسك بوجهها وقالت
ايه الى حصل
ظلت ضى صامته لعده ثوان ثم قال
هقولك بس توعدينى يكون سر ما بينا
ابتسمت نودى وهى تقول بصدق
وعد محدش هيعرف اى حاجه قولى كل لنفسك فيه
قصت ضى كل ما حدث معها من اول خطبتها لسعيد حتى تلك اللحظه
ظلت نودى تستمع اليها بتركيز شديد ثم قالت
يعنى وانتى بتتكلمى معاه حسيتى ان قلبك بيدق بسرعه
هزت ضى راسها بنعم لتكمل نودى قائله
وكمان كنتى مبسوطه بكلامه معاكى
هزت ضى راسها بنعم لتكمل نودى قائله
ولما حسيتى بكده افتكرتى سعيد وحسيتى انك مضايقه وحسيتى و كأنك بتخونيه
نظرت ضى اليها بعيونها الباكيه وقالت
حسيت انه مينفعش احس كده حسيت ان مش من حقى يحصل معايا كده مش من حقى قلبى يدق كده لحد غيره
نظرت نودى الى ضى فى عينيها وقالت
وانت كلمتيه ليه اصلا
نظرت ضى لها پصدمه لتبتسم نودى بعطف وهى تقول
سعيد الله يرحمه يا ضى بقا فى مكان احسن من هنا بكتير .... وبعدين انت لسه عايشه وطبيعى حياتك تمشى بشكل عادى ربنا اختارلك كده واختار لسعيد انه يكون جمبه ... مينفعش تسقطى فى اختبار ربنا يا ضى .... قلبك لسه حى و من حقه ينبض بالحب
ظلت ضى صامته تنظر اليها وعينيها يملئها إحساس بالذنب ولكن ايضا يظهر على ملامحها التفكير فى كلماتها لتعود نودى تضمها من جديد و هي تقول بإقرار
انت لسه من حقك تعيشى وتحبى وتفرحى انت ما موتيش يا ضى ... ما موتيش
أغمضت ضى عيونها لتنحدر دمعه من عينيها وعقلها يدور فى دوائر مفرغه لا تستطيع الخروج منها بقلمى ساره مجدى
عاد الى الورشه وعقله سارح في ما حدث منذ قليل يشعر بالضيق من ذلك الحزن والخۏف الذى لمحهم في عيونها رغم سعادته بحديثه معها لقد شعر براحه في النظر الى وجهها الجميل
وحديثها الهادىء ابتسم وهو يتذكر قصر قامتها انها تصل الى صدره فقط و وجهها الصغير وملامحها الرقيقه
دلف الى الورشه وجلس على اول كرسى وهو شارد ليجلس رواد أمامه وهو يقول
ايه يا ابنى مالك
نظر أيهم اليه وظل صامت وكأنه لا يجد ما يقوله ثم قال
كلمتها
ليقطب رواد حاجبيه باندهاش وقال بحيره
كلمت مين !
ظل أيهم صامت لعدده ثوان ثم اسند يده على الطاوله التى امامه بارهاق وهو يقول
تفتكر ايه سرها ... وليه ديما حزينه كده و ايه الى نزلها فى الصحرا وليه خاڤت لما عديت بالعربيه من جنبها بسرعه ... ايه حكايتها
ليقول رواد باندهاش مستفهم
هي مين دى يا ابنى ضى
ليظهر الضيق على وجه أيهم وقال بشىء من العصبية
انسه ضى
ليبتسم رواد وهو يقول بمزاح
حاضر يا سيدى انسه ضى ... مالها
بقا وكلمتها فين
ليقول أيهم بهدوء
مش مهم .... المهم انى قربت منها ومش مستعد ابعد تانى
دلفت فاتن في تلك اللحظه وهى تحمل بين يديها حامل طعام كبير وقالت بابتسامه رقيقه
الغدا يا بشړ .. على فكره انا المفروض يكون ليا نسبه من الأرباح ما انا مش هعمل كل يوم الأكل ده كده بلوشي مجهودى يا عالم
ليبتسم أيهم ابتسامه صغيره ووقف رواد وتوجه اليها وهو يقول
هو انت كل يوم هتعملى الغاغا دى ... مفيش يوم ترحمينا منها
لتقول بثقه واهيه
ربنا ما يقطعلى عاده .. وبعدين في حد بيضحكم زى كده
ليستمعوا جميعا لصوت عند بوابه الورشه يقول
والله انا زعلانه منك وجدا كمان
ليقف الرجلين ينظران الى صاحبه ذلك الصوت احدهم ينظر باندهاش اقرب للصدمه رغم تلك الابتسامه والآخر بابتسامه سعادة وحب وعدم تصديق بقلمى ساره مجدى
الفصل الخامس من بين خۏفها و هوسه بقلمى ساره مجدى
اقترب أيهم سريعا يضم اخته بشوق وهو يقول
يا قرده ... يا قرده وحشتينى حمد الله على السلامه
كانت تختبىء بين ذراعى اخيها بسعاده لرؤيته فى نفس الوقت الذى كان رواد ينظر اليها بسعاده قويه فهو لم يراها منذ اكثر من سنه يشتاق اليها بشده رغم عدم حديثه معها من قبل ولكن وجهها الرقيق ونظرات عيونها الطفولية البريئه جعلت قلبه يتعلق بها من اول لحظه
وكان هناك أيضا عيون رجولية أخرى تنظر الى فاتن بإعجاب حقيقى حين دلف الى الورشه مع لين ووقعت عينيه عليها شعر ان قلبه خرج من صدره وركض اليها رغم انه لم يراها قبل ذلك و تلك هى المره الاولى ولكن متى كان الحب له وقت او ميعاد او يحدد بزمن و بسبب
اقترب أيهم من إياد وهو يضربه في معدته لتصدر منه اه الم قويه ليقول أيهم
ما شاء الله عليك تتحسد
ظل يتألم من اثر الضربه وايضا احراجه امامها فقال
انت غبى يا ابنى فى حد يعمل كده .... و بعدين هي عرفت مكانك ساعه ما كلمتها وانا مسبتهاش تيجى لوحدها ابقا غلطان
اقترب رواد وحيا إياد ونظر الى لين وقال
اهلا وسهلا ... نورتى
ميرسى
قالتها لين بخجل ليقول أيهم بهدوء بعد ان ربت على كتف إياد وضم اخته
هطلع انا الشقه دلوقتى ماشى
ليهز رواد راسه بنعم ثم قال بعد ان أخذ حامل الطعام
مفيش مشكله طبعا وخد ده معاك اكيد هما متغدوش
ليبتسم أيهم لصديقه الذى لا ينسى اى شيء مهما كان صغير ثم نظر الى فاتن وقال
تسلم ايدك يا فاتن
ليبتسم إياد حين علم اسمها ... لتقول بخجل من نظرات إياد لها
بالف هنا
ظل رواد ينظر الى صديقه ومن معه حتى دلفوا الى البنايه و هو يشعر بان قلبه ذهب معهم ..... و عند فاتن رغم خجلها من نظرات اياد و خۏفها الفطري الا انها لاحظت نظرات اخيها ... وشعرت بالاندهاش فهى اول مره ترى رواد على تلك الحاله و عليها ان تفهم كل شىء
دلف أيهم الى الشقه ومن خلفه إياد ولين التي قالت
معقول يا ابيه انت سايبنا كلنا وقاعد هنا
وأشارت بيدها الى الشقه الصغيره
ليجلس أيهم على الأريكة وهو يقول
انت الى بتقولى كده يا لين !
جلست لين بجانبه وهى تقول
انا عارفه شغفك يا أبيه و حاسه احساسك ومقدراه بس احنى كلنا محتاجينك وبعدين انا مقدرش أعيش