للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
يا ابني و أحيانا كتير مبيبقاش لينا سلطة علي القدر اللي اتفرض علينا
صحح علي حديثها قائلا
قصدك فرضته الناس علينا يا طنط
صفيه بحزن دفين
مش هتفرق يا علي كتير في النهاية هو مقدر و مكتوب حتى لو كان ظلم
لا يا طنط هتفرق عشان ربنا مش ظالم البشر هما اللي ظلمه و بيفتروا دايما على الضعيف
تدخلت روفان في الحديث فهي تعلم أن الحديث يدور حول عائلتها و بالأخص حول جدها و هي لن تسمح أبدا لأحد بإهانته حتى لو كلفها الأمر الكثير فقالت بحدة
أجابها علي بفظاظة
لا دا قانون الغابة يا آنسه روفان مش قانون البني آدمين اللي ربنا ميزهم بالعقل عشان يعرفوا الفرق بين الحلال و الحړام الظلم و العدل الغلط و الصح
شدد علي على كلماته الأخيره فقد ڠضب داخليا من انحيازها الواضح في حديثها لظلم جدها لخالته فعلت مدافعة عن رأيها
فقط ارادت مجادلته فهي اغتاظت من مناداته لها بهذا اللقب و كأنه اختار ان يبعدها و يضع الحدود بينهم ولكنها لم تحسب أنه خصما ليس سهلا بالمرة
موضوع ايه اللي نسبي الحلال بين والحرام بين و الغلط معروف و الصح معروف بس الإنسان بيحب يقاوح عشان يبرر لنفسه أخطاؤه و أخطاء اللي بيحبهم مع إنه في الحاله دي بيبقي بيظلم نفسه و بيظلمهم إستنادا على قول سيدنا محمد انصر آخاك ظالما أو مظلوما فمظلوما يا رسول الله فكيف ظالما قال بأن ترده عن ظلمه
اندفعت روفان متغاظه من سهام حديثه التي اخترقتها و اشعرتها بغبائها أمامه فقالت بهجوم
مانا ممكن اظلمك أو أأذيك عشان فكرتك ظلمتني او اذيتني او حد وصلي الفكرة دي ياترى كدا بقي ابقي ظالمة ولا مظلومه
فاجأتها أجابته الفظة حين قال
كدا تبقي غبيه ! اسف بس اللي يظلم إنسان او يأذيه من غير اسباب قويه و حجة بينه في ايده دا يبقي انسان غبي و اصلا الانسان اللي يفكر في في مبدأ الاڼتقام نفسه يبقي انسان غبي و مش مؤمن بربنا
ربنا هو اللي بيرد الحقوق لاهلها و بياخد حق المظلوم اللي لو فوضله أمره هيجيله حقه من غير ما يحرك ايد او رجل و هياخد حقه دنيا و آخره
عرفت كلماته الطريق الى مبتغاها حين قال بجفاء
الإنتقام دا سلاح الناس اللي ايمانها ضعيف و ياريته بيريح بالعكس دا ڼار اول لما بټحرق بټحرق صاحبها
هو في ايه بيحصل هنا
يوقظني الحنين في منتصف الليل فالتقط هاتفي باحثه عن مكالمه او رساله منك فأتذكر اننا افترقنا لأعود إلى النوم مرة ثانية و بداخلي جميع خيبات العالم
نورهان العشري
كان هذا حال غرام التي لم تقدر على نسيان ما كان بينهم فهي تتظاهر بأنها بخير و لكنها علي النقيض تماما تشعر بالخړاب الداخلي الذي سببه الرجل الوحيد الذي عشقته
فقد كانت تجعلها تذوب عشقا له و لكن ماذا حدث
بليله وحده استطاع ان يذيقها جميع انواع العڈاب و الألم استطاع أن
يشعرها بالخزي الذي لم تعرفه طوال حياتها سوى عندما تلقت اول صفعه منه و هو يحاول ان ينتهك حرمتها كفتاة رخيصه
عند هذه الكلمة تألم كبرياؤها الذي دهسته فعلة رجل يتحكم في دقات قلبها فهطلت أنهارها الغزيرة لتعلن انهزامها أمام غزوات عشقه فهي تحبه و تحبه و تحبه لدرجة أنها تتمنى ان يعود معتذرا حتي تلقي بنفسها بين جنان تشكو له مرارة ما جعلها تعيشه
و كالعاده تمتد يد الله لتربت على قلوبنا و تنتشلنا من بحور العڈاب التي توقعنا بها تعلق قلوبنا بغيره و انشغالنا الدائم عنه فانطلق صوت المؤذن من أحد المساجد القريبة و كأنه دعوة لكل القلوب الذي أضناها الحزن و تلك الأرواح المعذبه بأن ما من أحد
قادر علي بثها الأمان و إمتصاص ذلك الحزن منها سوي الله سبحانه و تعالى
لبت غرام النداء على الفور و توضأت و اتجهت لربها تتضرع له ان ينسيها مرارة ما حل بها و لكنها لم تكن تملك القدرة على الدعاء و لو لمرة واحدة بأن ينزع الله حبه من داخلها لم يطاوعها لسانها بنطق تلك الدعوة ابدا وساعده علي ذلك قلبها الذي لا ينشد سوى السعادة بجانبه
بعد وقت ليس بقليل أنهت صلاتها وهي تشعر براحه كبيرة تغمرها و بهدوء كبير سيطر عليها فقد كانت تلك نصيحة والدها دائما لها و لأخوتها بأن الصلاة هي ذلك الخيط الذي يربط العبد بربه فلا تفلتوه حتى وإن أخطأ العبد فصلاته حتما تصلحه
طرقات على الباب و رنين الجرس أخرجاها من تلك الحالة الروحانية التي كانت تنعم بها بعد وقت كبير من التعب الذي انهك كل خليه في جسدها فهمت بأن تري من الطارق فوالدتها تخلد للنوم و كارما قد خرجت لمشوارها المفاجئ الذي ظهر من العدم و لكنها تجمدت في مكانها عندما رأت الطارق فتحدثت پصدمه
أنت
انت تقريبا غرام
تحدث يوسف الذي قد عزم أمره بالتوجه الى الإسكندرية حتى يتحدث مع فاطمه و يشرح لها ما حدث عله يجد من يتفهم ذلك الچرح الغائر الذي تسببت به تلك المرأة التي يمكنه ان يتخلى عن كل شئ في هذه الحياة شرط ان تبقى معه
أأ أه انا غرام و حضرتك يوسف بيه
قاطعها يوسف قائلا بهدوء
يوسف بس ممكن ادخل و لا هنفضل واقفين عالباب كدا
تحدث بعدما لاحظ صمتها الممزوج بالدهشة و الذهول فهو نفسه لم يتوقع ان يقدم على فعل ذلك و لكنه رجل يائس من عشقه و وجعه و كبرياؤه و لا يدري ماذا عليه ان يفعل
تنبهت غرام لوقوفهم كل هذه المدة و هي تنظر اليه كالبلهاء فتحدثت متأسفه
أسفه اتفضل
دخل يوسف إلى الصالون وهي تنظر في إثره و آلاف من الأسئله تنهش بعقلها فخرج منها أحدهم بلل وعي
هو انت جاي لوحدك
انت شايفه ايه
تحمحمت غرام بإحراج من رده فهي شعرت بغباء سؤالها فقالت محاولة تغيير الحديث
هي كاميليا كويسه
تجاهل يوسف حديثها و قال بإيجاز كعادته
الحاجة فاطمة موجوده
اه ثواني هناديها
وما أن همت بالدخول حتى أتاه إتصال جعل كل ذرة منه تنتفض ڠضبا
معك أتحدى كل شئ و بدونك يهزمني أى شئ فأنا أدركت بأنك منبع قوتي و عشقك هو مصدر صمودي كل هذا الوقت و لأول مرة أتصالح مع قلبي الذي لطالما عاندته لإنتظاره لك فأجدني الآن ممتنه له و لهذا الانتظار الذي سيتوج أخيرا بدفء وجودك
نورهان العشري
دخل مازن الى المقهى يسبقه قلبه المتلهف للقائها فأخذ يبحث بعينيه عنها ليشعر برجفه قويه في قلبه إثر إلتقاء عينيه بخاصتها فشعرت هي الأخرى بتلك الرجفة التي ضړبت قلبه ترتد إلى قلبها فاصبح الهواء بينهم مشحون بتيارات العشق المتبادله فأخذ مازن يتقدم تجاهها ومع كل خطوه يخطيها تزداد رعشة يديها و ارتجافه شفتيها و تزداد دقات قلبها حتى كادت ان تصل الى مسامعه
جلس مازن دون ان يتحدث بشئ بل أخذ ينظر إلى عينيها و كأنه يعاتبها في صمت و لكن جانب منه كان يتأملها بشغف و اعجاب صريح من زينتها التي لم يعتد عليها و أناقتها المفرطة فبدت كحوريه من الجنة ثم تلقائيا تحولت نظرات العتب و الإعجاب الى نظرات عاشقه صريحه فبدأت هي بالحديث علها تقضي علي هذا التوتر الذي ينهك اعصابها فقالت بخفوت
تشرب إيه
ابتسم مازن داخليا فهو يدرك كم هي متوترة و كالعادة تنتظر منه أن يبدأ بالحديث ولكنه أبى ان يسلم رايته امام غزو فتنتها المهلكة له وقال بصوت ساخر
من كام ساعه قولتيلي بكرهك و مبقتش عايزاك و لو عندك كرامه امشي و دلوقتي جايه تقوليلي تشرب ايه مش حساها غريبه شويه
مازن لو سمحت بلاش كلامك دا
هكذا
تحدثت بارتباك فأجابها بعتب عرف طرقه إلى قلبها
دا مش كلامي دا كلامك انت يا كارما انا بفكرك بيه دا
همست بحزن
مازن أرجوك
استنكر كلمتها قائلا
تترجيني! غريبة دي
! مانا كنت بردو بترجاك من شويه بس انت قولتيلي حتى لو اترجتني مش هرجعلك و لا هسمعك
ترقرقت الدموع في عينيها و شعرت بالألم يغزو قلبها فهاهو يفعل معها ما فعلته معه و يذيقها مراره ما أذاقته إياه فلملمت أشيائها و قررت الإنسحاب فقالت بخفوت
انا همشي
فلم يطاوعه قلبه علي تركها ترحل فهو قد عادت إليه روحه عندما قرأ رسالتها و عاد الأمل يسطع في سماؤه من جديد فامتدت يديه توقفها و هب واقفا كالمارد أمامها بطوله الفارع فأدى ذلك إلى هذا القرب المهلك لكليهما فقد اصبحت تقريبا وكأنها بين جنبات صدره فغزت رائحتها العطره انفه و دغدغت مشاعره فأخذ يحارب جيوش شوقه لها بضراوة و كانت هي الأخرى في عالم آخر فقد لامسها ذلك الدفء بين ذراعيه فلم تستطع ان تمنع نفسها من الاسترخاء لثوان على مقربة منه و لم تستطع منع رأسها من الارتياح فوق موضع نبضاته خوفا من رفض قد تتلقاه من كبرياؤه الذي حتما آذته كلماتها لتشعر پجنون دقات قلبه و تستمع لنبرة صوته المهتزه من فرط الحړب التي تدور بداخله
خليك متمشيش
رفعت رأسها ليرتوي قلبها بتلك النظرات العاشقة التي تنبعث من عينيه منبع هلاكها و التي لم تفشل يوما في ارسالها لتحلق بين النجوم من فرط السعادة فقالت بتوسل القته سهام عيناها فاستقرت بقلبه ليقضي علي ذلك الثبات الزائف الذي يختبئ خلفه
لسه عايزني يا مازن
اخفض رأسه ليسند جبهته على خاصتها و يديه تحتوي وجهها بحنو ليقول بصوت اجش
انا عمري ما كنت عايز حد غيرك
زاد إصرارها على إخراج مكنونات قلبه
بتحبني يا مازن
لن ينتصر أمام عينيها أبدا لذا اختار الهزيمة قائلا بصدق
بعشقك مش بحبك بس
كنت هتتجوز حد غيري
لم يتحمل قلبه ثقل كلماتها فسارع بالنفي
أبدا عمري ما كنت هتجوز حد غيرك ولا حتى افكر ڠصب عني انا اتجبرت اخطبها باتفاق مع والدتها انها بعد ما تخلص جامعه هتاخدها و تسافر لكندا
تابع يسرد لوعته و يصف مدى عڈابه مما حدث
هي اللي فكرت اني بحبها انا عمري قلبي ما دق لغيرك انت و عمر ما في واحده تانيه هتشيل اسمي غيرك حتي لو علي رقبتي اموت و لا اكون لواحده غيرك
استفهمت بقلب بدأ يتذوق الأمان و الطمأنينه ولكن بقى القليل
يعني انت ملمستهاش زي ما هي بتقول
مازن بلهفة
والله ما حصل انا ايدي تتقطع و لا تلمس