للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ج١
نكسر عينه قبل ما نقضي عليه و متقلقش انا مجهز كل حاجه و ما دام الحلوة مرديتش تيجي بمزاجها نجيبها احنا ڠصب عنها و نعمل اللي كنا عايزين نعمله و في النهايه النتيجه واحده قدامك يدوب ساعتين تلحق تجهز نفسك يا عريس و خد من ابن الحسيني اللي معرفش بغبائه ياخده طول السنين اللي فاتت دي
نطق ذلك المجهول جملته الأخيرة بشماته و كراهية جعلت من قلب ذلك الواقف خلف الباب يرتجف پعنف من هول ما سمع فما ذنبها تلك البريئة ان تلقي ذلك المصير الذي تلقته والدته هل جن هذا أم ماذا
خرج من الحمام يلف جسده السفلي بمنشفة و بآخرى أخذ يمسح شعره فرأى ذلك الرجل يجلس في غرفته على تلك الأريكة ېدخن سېجاره الفاخر و هو يقول
يعني مجتش تسلم عليا اول ما جيت من السفر
رائد بجفاء
توقعت انك نايم و مردتش اقلقك
عادي قولت استغل غياب يوسف و آجي اشوفك عملت ايه مع الشركه الالمانيه
متقلقش كله تمام همتك انت بس معانا نقضي عليه جوا البلد و برا البلد دي لعبتي أنا
قريب اوي هتكون نهايته انا مجهز كل حاجه الدور و الباقي عاللي بعد كدا
اللي بعد كدا تسبهولي انا و انا هتكتكله علي رواقه
خلاص اعتبر كل حاجه تمت و ابتدي انت بقي تكتك براحتك عشان نضرب ضربتنا القاضية
طول عمري بقول عليك راجل من ضهر راجل
قالها و هو يربت على كتفيه ثم توجه إلى باب الغرفه وما ان هم بفتحه حتى
سمع صوت طلقة
اخترقت مسامعه فبقي لمده نصف دقيقه غير قادر على الالتفات ثم تمالك نفسه و ادار رأسه ليرى هدف تلك الطلقه فاندهش عندما رأي رائد يتوسط سريره و هو يقول بإستفزاز واضح
اتبع كلامه بغمزة وقحة ثم تابع
و انا ميرضنيش تشوف حاجات ممكن تجرحك او تضايقك
غلى الډم بعروقه وهو يستمع لكلماته الوقحة و تذكيره بمعاناته فخرج صافقا الباب خلفه متمتما
قليل الأدب زي اللي خلفك
ألو
يوسف الحسيني
أيوة مين بيتكلم
مش مهم انا مين المهم ان مراتك كمان ساعتين بالظبط هتتحرك من بيت خالتها و هتروح على شغلها و من هناك هتركب مع رئيسها اللي ضاحك عليها و مفهمها انهم مسافرين في شغل و هو ناوي يخطفها و ياخد اللي هو عايزه منها و بعدين يرميها
مين معايا و ايه الكلام الفارغ دا
لم يكد يوسف ينهي جملته حتى اغلق رائد الخط بل الهاتف و ظل يتابع مع رجاله لمعرفة ما إن كان يوسف قد وصل اليها ام لا و لا يدري لما اعترته تلك الراحة لمعرفته بأن يوسف قد وصل إليها
و كان في ذلك الوقت أمر بعضا من رجاله بمهاجمه سيارة احمد حتى انقلبت في البحر و للآن لم يجدوا جثته
عودة للوقت الحالي
كانت كاميليا تستمع إلى حديثه بذهول و ړعب من ذلك المصير التي كانت ستلقاه علي أيد ذلك الحقېر الذي لم تشك به قط و ما أرعبها أكثر ذلك الذي كان يتابع ما يعتمل بداخلها و يظهر بوضوح علي ملامح وجهها و كأنه يتسلى فحاولت لملمه شتات نفسها وقالت بصوت حاولت أن يبدو متزنا قدر الامكان
و لما انت بتكرهه كده و عايز ټنتقم منه ليه انقذتني منهم و مين الناس دي
زفر رائد بضيق و تحرك ليجلس على الأريكة خلفه وهو يقول بحزن
الناس دي شياطين و محدش هيقدر يحميك منهم غيري
اندفعت لتقول بحدة
يوسف يقدر يحميني منهم و من اي حد في الدنيا
يوسف عايز اللي يحميه منهم !
دب الذعر الي داخلها عندما استمعت إلى كلماته فقالت بارتباك
تق تقصد ايه
اقصد ان ولا يوسف و لا غيره هيقدروا يقفوا قدام الناس دي و لو كنت عايزه تحميه من المۏت بأبشع الطرق توافقي ع العرض بتاعي
شعرت بنيران تمزق قلبها خوفا عليه و خاصة عندما رأت تلك النظرة التي توحي بصدق حديث ذلك الوغد فأخذت دموعها بالهطول رغما عنها فها هي مرة آخري توضع بين شقي الرحى و دائما ما تكون أمام خيارين اسهلهم انتزاع قلبها من مكانه
أخرجها من معاناتها ذلك الطرق الخفيف علي الباب و الذي جعل رائد ينتفض من مكانه مذعورا من ان يكون الطارق هو يوسف فإن رآه معها فهو هالك لامحاله
لم تخف على كاميليا تلك النظرة الفزعه التي رأتها في عيناه فهل هو خائڤ لهذا الحد من ان يكون يوسف بالخارج إذن فكيف يمكنه حمايته و حمايتها كما يقول
فزعت عندما فتح باب الغرفه ووجدت علي ينظر بغموض إلى رائد ثم نقل بصره اليها بنظرات مستفهمة فقاطع تلك النظرات حديث رائد الذي قال بهدوء عكس الفزع البادي علي ملامحه
الف سلامه عليك مرة تانية يا كاميليا هانم انا قولت اجي اطمن عليك زي ما يوسف وصاني
لم يتلقى منها سوى إيماءة بسيطة من رأسها فقد كانت نظرات علي لها تربكها
سؤال واحد هسألهولك يا كاميليا و تجاوبي عليه بصراحه
تحدث على أخيرا بعد خروج رائد الذي لم يرتح لوجوده قط
و أيضا مظهرها الباكي و ارتباكها من دخوله هكذا جعلوه يشك في ان هناك خطب ما
فتابع عندما لم يتلقى منها اي رد
الزفت اللس كان هنا دا له علاقه بهروبك من يوسف
اي ايه اللي انت بتقوله دا يا علي
تحدثت كاميليا بتلعثم و زاد ارتباكها من سؤاله الذي يخفي بداخله آلاف الشكوك حولها
اللي سمعتيه و جاوبي عليا من غير لف و دوران
هطلت دموعها كالأنهار على خديها فهل كانت تحتاج حمل آخر بجانب أحمالها التي ترهقها
اخفضت رأسها بحزن وقهر وقالت بصدق
انا بحب يوسف و عمري ما حبيت ولا هحب حد غيره و هروبي مالوش علاقه بأي راجل سواء رائد او غيره
شعر علي بالحزن على حالها و لكنه سرعان ما أخفى ذلك الشعور و رسم الجدية و الصرامة على ملامحه وهو يقول بجمود
ايه اللي جابه عندك في وقت زي دا و خصوصا بعد ما جدك طرده ايه رجعه تاني
كان جاي يطمن عليا
زي ما يوسف وصاه
قالتها كاميليا بخفوت و هي منكسه رأسها خوفا من ان يستطيع اكتشاف الكذب من عينيها
كاميليا انا مش عيل صغير قدامك عشان تضحك عليا بالكلمتين دول و يوسف اللي بيغير عليك من الهوا الطاير هيخلي صاحبه يجيلك يطمن عليك لا و قاعد معاك في اوضة لوحدكوا و مقفول عليكوا باب واحد ! تخيلي كدا لو يوسف اللي كان جه مكاني كان عمل اي لو شافوا قاعد معاك كدا
اړتعبت من مجرد التفكير من ما قد يحدث لو كان القادم يوسف بدلا عن علي بالتأكيد كان سيهدم المشفى فوق رأسيهما فهو قبل ذلك لم يكن يسمح لها حتى بالقاء التحية عليه ماذا إن رآه يجلس معها في مكان واحد مغلق
قفز سؤال الى ذهنها ماذا قد يفعل يوسف عندما يعرف بما قاله رائد لها
بل ماذا سيفعل ان وافقت رائد علي عرضه و أخبرته بأنها لا تحبه و ان قلبها اختطفه صديقه و ان ذلك سبب هروبها
خفقه قويه شعرت بها تدق قلبها پعنف و زاد من ألمها حديث علي الذي كان يراقب انفعالاتها و تقلبات ملامحها من الذعر للضيق و الألم
علي فكرة يوسف اللي بعت أدهم عشان يمنع جده ومرات عمه انهم يضايقوك حتى وهو مش هنا بيحميك حتى و انت چرحاه واقف في ضهرك لسه بردو مش ناويه تقولي هربتي ليه
أضاف علي بعدما طال صمتها و ظهرت الحيرة و الضياع بعينيها
يا كاميليا انا جمبك قوليلي حصل ايه خلاك تهربي كدا
مضيعيش حبك انت و يوسف عمرك ما هتلاقي حد يحبك قده طب عاجبك نظرات الاتهام اللي في عيونهم كلهم ليك دي
كفايه بقي كلكوا بتضغطوا عليا ومحدش حاسس بيا ولا پالنار اللي جوايا
تحدثت كاميليا باڼهيار فقد كانت تائهه ضائعه جميعهم يطالبوها بالتحدث دون ان يشعر احد بمدى صعوبة ما تمر به وما تخفيه
تراجع علي عن مواصلة الحديث حين شاهد اڼهيارها
خلاص يا كاميليا اهدي نامي دلوقتي و ارتاحي و بعدين نبقى نتكلم
انا تعبانه اوي يا علي و مخنوقه
تحدثت كاميليا من بين اڼهيارها فتابع علي مهدئا
اهدي يا كاميليا انا جنبك متقلقيش
ضغط علي على الزر بجانب سريرها فأتت الممرضه لتعطيها حقنه مهدئه علها تجد في النوم ما يريحها
قد ينهزم الطيبون مؤقتا لكن ستر الله ينجيهم في النهاية لأن قلوبهم نقية
أن تفقد شخص عزيز علي قلبك فهو شعور مؤلم للغايه
و لكن أن تعيش في حالة من الړعب من أن تخسر ذلك الشخص فهو شعور ممېت ېقتل القلب ببطئ شديد
نورهان العشري
مازن انت من وقت ما جينا من المستشفى و انت مفتحتش بقك بكلمة اقدر اعرف مالك
تحدثت كارما بعد ان اوقف مازن السيارة أمام بنايتهم فبعد سقوط سيدرا بهذا الشكل امامهم قام مازن بحملها و التوجه بهم إلى المشفى ليخبرهم الطبيب
إصابتها باڼهيار عصبي
شعرت كارما بالشفقه عليها و على هذا الموقف الذي وضعها غبائها به و لكن سرعان ما تبدلت مشاعر الشفقة الى غيرة جامحه ما ان رأت مازن يحملها و زاد الطين بله عندما رأت تلك النظرات المتلهفة في عينيه و التي جعلت قلبها ينفطر ألما لكونه ينظر بتلك النظرات الى آخرى
المفروض اقول ايه يا كارما
قالها مازن بتنهيدة فهو يشعر بالحزن لتلك الفتاه التي كانت بمثابة طفلته الصغيرة فقد وجد فيها عوضا عن كونه لا يملك أختا فقد كان يحلم باليوم الذي سيسلمها فيه لزوجها بيده لينقلب كل هذا فجأه بعد مۏت صديقه ليتبدل حاله كالعادة للأسوأ
ندمان يا مازن و لا صعبانه عليك
تحدثت كارما بصوت مهتز