چحيم الشك إيمان فاروق

منزلية لتقوم بتعديل ما افسده الصغار ليلة أمس ومتابعة اعمالها المنزلية ومتابعة مذاكرة الصغار وبعدها تتوجه لغرفة تحضير الطعام وبرفقتها جوالها الذي أصبح مؤخرا صديق لها يشغل تفكيرها بين برامجة قليلا وتنسى برفقته مشاحناتها اليومية خلال تقلب صفحاته لا تنكر انه اخرجها كثيرا عن حالة الوحدة التي استشعرتها أخيرا في ظل انشغال قيس عنها في عمله مما جعلها تخفف من ظنونها فيه فيكفية معاناته في عمله وهى ستجاهد معه صابره على بعده الذي تحاول أن تتقبله دون أن تسمعه شكوى انين قلبها الملتاع شوقا له..ترفع جوالها لتهتف بعدما رفع الجانب الاخر جواله وهتف بالتحية وعليكم السلام حسناء ..كيف حالك حبيبتي
انا بخير ولله الحمد ..وانتى كيف اصبحتي اليوم 
الحمدلله في نعمة من الله ..واولادك كيف حالهم 
اجابتها حسناء برضا الحمدلله ليلى كلنا بخير ورضا من الله..ولكن الدنيا لا تترك أحد دون شقاء ..انها دار بلاء..والابتلأت بها كثيرة.
تحدثت ليلى بعدما زفرت متنهدة في حزن صدقتي حسناء .. الدنيا لا تأتي على هواء احد فقيس يجاهد فيها دون راحة ..وانا أحاول جاهدة أن اكون على قدر المسئولية.
حسناء وهي تحاول مؤازرتها ولكن يحزنها بعد زوجها المولوي الذي يعيش في رحاب الله ويجاهد من أجل التفقه بالدين أحسنت صنعا ليلى .. انا أيضا في مثل حالتك فالإمام مشغول دائما بعمله وندواته الدينية لدرجة انني بعض الايام اذهب خلفة الى تلك الندوات حتى استمع الى صوته الذي يغيب عن بيته كثيرا مما جعلني في اشتياق لسماعه لأطرب اذناي .
هدات ليلى قليلا فالإمام هو الاخر يجاهد وصديقتها تحاول التحمل مثلها ويكفيها ان زوجها يأتي ليلا ليعانق قلبها بين ثنايا اضلعه ..اتفقت بعدها ان تعاود الإتصال بها لتحدد معها موعد للقاء قريبا..واغلقت كل منهن هاتفها وتجلس بشرود في حالتها مع زوجها الصامت والزاهد لربما يجدن حلا للعودة معهم من جديد كما كانو في سالف الدهر بينهم .
يجلس في مكتبه شاردا في أحدى امور عمله وها هى تأتي في مخيلته بغتة ليبتسم رغما عنه بعدما طلت عليه بصورتها البهيةلتحتل شاشة عقله ليبتسم بشكل تلقائي لها مما يثير حنق وضيق أحد الأصدقاء المقربين له ليردف له هااا ..أين أنت يارجل . لماذا تحتل الأبتسامة محياك اضحكني معك.
اجابه قيس بود فهو الصديق الصدوق له دوما ولا يخفي عليه شئ ابد عبيد ..لقد تذكرت ليلتي ..كم اشفق عليها..العمل يأكل وقتي وبرغم هذا هى تتحمل بصدر رحب .
تحدث عبيد بمكر قاصدا إثارة الفتنة بين قيس وزوجته ليلى فهو يغار بداخله من علاقتهما الزوجية السعيدة فهو شخص بخيل في المشاعر ويعيش حالة جافة بينه وبين زوجته مما جعلها تعزف عنه وتتوجه الى القضاء برفع دعوى طلاق منه وهذا جعله ناقم
على حياة اي زوجين اسوياء في تعاملهم اي صدر رحب يارجل ..اتصدق نفسك ..لا توجد امرأة تقبل ببعد زوجها عنها الا عندما يكون هناك شئ اخر يملأ فراغها ..احترس يا أخي .
ضيق اصاب نابضه فنفر هذا الأمر الذي يتحدث عنه صاحبه فليلاه ليست من نوعية تلك الزوجات اللاتي يقمن بعلاقات أخرى مع غير ازواجهن فهدر پغضب اصمت عبيد ..اي هراء تتحدث به ..فزوجتي انقى واشرف زوجة في الوجود.
عبيد ضاحكا وهو يحاول أن يزرع الشك والريبة بداخله حسنا سيد قيس ..انت صادق فربما تكون على صواب ولكن لماذا لم تعد ليلاك تطاردك كما كانت في السابق..لماذا لم تعد تجادلك او تهتم بأمور عملك ولماذا لم تعد تثرثر معك بالأسئلة ولا تقل انها تثق بك واظن ان انت الذي قمت بسرد هذا من قبل أمامي.. وأكمل مستطردا بعدما شاهد شرود الآخر المرأة هى المرأة طبيعتها الغيرة والسطو على حياة زوجها والزوجة التي لا تبالى بزوجها و تدعي السعادة معه ربما تجد سعادتها مع اخر ولذلك اخرجت زوجها من بئر اعماقها ..لقد تعرضت انا شخصيا لهذا الأمر.
حاول قيس نفض هذه الأفكار الهدامة التي يزرعها الاخر بداخله ولكن ڠصب عنه شرد في مغزى الكلمات فليلاه بالفعل لم تعد تلقيه بوابل اسئلتها المعتادة كما كانت تفعل في السابق وتستكين له دوما تلبي رغباته وتشبعها عندما يقترب هو منها فقط ..لم تعد تطالبه بالحديث لم تعد ټخنقه بمتابعة تحركاته ..لم تعد تجادل أمامه مما جعله يسأل نفسه متوجزا خيفة هل من الممكن أن يكون هناك شخص اخر احتل عقلها وشغل قلبها مما جعل نابضة ينفر من شدة ضرباته ويعلن عصيانه وعقله يرفض استيعاب تلك الأفكار فالتزم الصمت امام عبيد وهو يتهرب من نظراته المتفحصة له وحتى لا يجيبه على هرائه هذا .
عاد إلى منزله مبكرا فبعدما حدثة ذلك الشيطان واثار ريبته لم يستطيع اكمال يومه فعاد إلى منزله عله يجد سبيل للراحة معها فولج للداخل بعدما فتح باب منزله بهدوء ليجدها جالسة في شرود امام شاشة جوالها غير واعية لوجوده ..فتقدم نحوها بهدوء حتى يستطيع أن يرى ما تفعله بجوالها فوجدها ترسل بعض الكلمات وتبتسم وهى تتمتم بعض الكلمات ستكون ليلة مميزة .
كاد ان يقع بعدما أراد أن يتقدم نحوها فتعثر في احد ارجل المقعد مما افزعها ..فأنتبهت إليه في قلق وزعر من هيئته تلك ما بك قيس ..وومنذ متى وانت هنا
أجابها غاضبا لقد كنت تشعرين بوجودي قبل سابق وتكونين في استقبالى ليلى .
ابتسمت له وتحدثت في دلال لقد كان هذا في السابق سيد قيس ولكن انا الان اصبحت اكثر تعقلا.
تهكم وجه وهو يهتف بغموض اكثر تعقلا ..ام انني اصبحت في اخر اهتمامك ليلى
دهشت ليلى من تهكمه هذا فهى تحاول ان تكون على قدر من المسئولية امامه لقد اصبحت ممل سيد قيس ..لا داعى لمثل هذا القول فأولادك يتناوبون بمثل هذه الكلمات واحدا يلى الأخر معي ولست في حمل لمهاتراتك انت الأخر .
اعلن شيطان عقلة عن فهم حديثها ان اولاده هم الآخرون يشكون انشغالها عنهم ويتهمونها بأهمالهم وهو الغافي عن كل ذلك وغارق في بحر عمله حتى يهئ لها عيشة كريمة وهى تقابله بكل جفاء .وغفل عن قصدها الحقيقي بأن الصغار يغارون عليها من بعضهم البعض فكل واحد يريدها لنفسه هو فقط دون الاخر
تركته ليلى في تيته وسحبت جوالها الذي أصبح يلازمها اكثر من ظلها وذهبت نحو غرفة تحضير الطعام غير واعية لما يعتريه من ضيق وڠضب فهى اخذت الامر بشكل بسيط وكأنها لا تبالى به..حتى انها تعمدت الا تسأله عن سبب مجيئه مبكرا على غير عادته ردا عن تهكمه الواضح عليها.
انتهت من تحضير المائدة واجتمع الأولاد بعدما استدعتهم هى وتوجهت لغرفتها وهى تاركة من عقلها انه يحمل بداخله شئ عليها فتحدثت وعلى محياها ابتسامة حيرته وجعلته يفتن بها وكاد أن يشدها لعناق يبثها شوقه فيه ولكنه تذكر فكر الشيطان عبيد فنفر منها وتوجه إلى الداخل واسطنع الانشغال في ترتيب متعلقاته الشخصية فتقدمت نحوه قائلة الم تنتهى قيس من ترتيب اغراضك..اتركهم الأن فالأولاد في انتظارك .. لقد سعدوا بقدومك مبكرا اليوم ..وتحدثت بعدما