أفاقة الطوفان
أبو العباس مدد بلاش يا أدهومي بلاااااش
حرك لها حاجبيه و قال بيرة هادئة
_ إتكبستي صح ! ربنا ما بيسيبش حق حد
فأتاهم صوت فريدة الغاضب حيث قالت بضيق
_ ولما إنت مش عارف تجيب حقك كنت قولى ده حتى جحا أولى بلحم طوره
ضحكت سهى ضحكتها العالية و قالت بلهاث
_ إضرررب ما قولتلك بلاااش بالشفا
_ إرتاحتي يا شيطانة ربنا يهدك
نثرت سهي شعراتها بتشفي وقالت وهي منصرفة
_ يالا ربنا معاك يا طوره قصدى يا أدهم سلام يا جماعه good luck
إلتفت أدهم لفريدة وقال لها بضيق
_ كده يا ديدة تشمتي فينا المنكوشة أختك
قالت فريدة بإبتسامة متسعة
زائفة و هي تهبط باقي الدرجات بينهما و طالعته من علو
ديدة
إقترب منها بشوق و صعد درجتين حتي أصبح مقابل لها و هو يتعمق في عينيها التي غزتها أشعة الشمس من نافذة الدرج و قال بهيام
_ أول مرة أشوف عنيكي من غير مكياج يخربيت كده تجنن الطبيعي يكسب
شعرت بقشعريرة غريبة تتدفق بأوردتها فتنحنحت و إعتدلت في وقفتها وردت بغرور
_ أنا حلوة في كل حالتي سواه طبیعي أو صناعي
_ بس إيه الشياكة دى كلها على فين
العزم إن شاء الله
رد أدهم مسرعا
_ علي الكلية عندك هستلم شغلی النهاردة وهبقى معيد عليكى آخر كام محاضرة في القانون الدولى
تنهد تنهيدة طويلة و زفرها فلفحت وجهها و هو يقول بهمس رقيق
شهقت فريدة شهقة خفيضة و هي تعضعلي شفتها بخجل بينما ذاب هو مع حركتها متمنيا ذلك اليوم الذي ستصبح ملكه و حينها سيلتهم كل حركاتها و لن يرحمها
قطعت حياة حالتهم تلك و هي تقول پغضب
_ طب يالا يا أدهم بسرعة لتتأخر على شغلك
_ أنا مش فهماكي الصراحة واحد وخطيبته واقفين يتكلموا مع بعض واقفة معاهم ليه يا يا حياة
رفعت حياة حاجبها پغضب وقالت بحدة
_ أدهم إبن عمى وواقفة معاه عادي مالكيش دعوة إنتي
إقتربت منها فريدة وهي تحدجها باشمئزاز وقالت
_ لو أنا ماليش دعوة بأى حاجة تخص أدهم مين اللي هيبقاله إن شاء الله
_ برضه إبن عمى وهكلمه زى ما أنا عاوزة يا فريدة
تطلعت إليها فريدة بنظرة ټهديد وقالت
_ مسيرك يا ملوخية تيجى تحت المخرطة وساعتها هعمل معاكى الصح إبتسمت حياة بسخرية وقالت بمكر
_ عارفة يا فرى إنتي ريش على مافيش أصلا و كلامك ده كله هو في بلونة مالوش لازمة
هبطت مى الدرج بسرعة وشبكت يدها في ذراع أدهم المتابع لهذا الردح بتعجب وقالت
_ يالا إحنا يا أدهومي وصلنى معاك للجامعه إتأخرت يالا سلام يا قطاقيط أنا اللي فزت بأدهم في الآخر
رد عليها أدهم بإبتسامة مرحة و هو يهبط معها الدرج
_ يالا يا بكابوظة إنتى اللي في القلب والله
أسرعت فريدة و إنحنت علي إطار الدرج و قالت بدلع كي تغيظها
_ بای یا حبیبی هتوحشنى
إلتفت إليها بإبتسامته الساحرة وأرسل إليها قبلة في الهواء وتركها ومضى لثواني قد نسيت فريدة حياة ونفسها ونسيت كل شئ حتى أخرجتها حياة من شرودها قائلة بنبرة غليظة نابعة من أماقها المشټعلة
_ قلة أدب
ردت عليها فريدة
پخوف بعدما إنتفضت في وقفتها
_ منك الله يا بعيدة خضتيني وباعدين مين اللي قليل الأدب أدهم ده حتى أدهم ما يتقارنش مع راجل تانى أبدا
و ضحكت ضجكة إستفزازية و هي تتابع بدهاء
_ بس شوفتي إنتي البوسة الطايرة دى تجنن عقبالك يا حية قصدى يا حياة
تركتها فريدة وصعدت الدرج وهي تغنى بينما حدجتها حياة پغضب وصكت أسنانها و قالت بشراسة
_ إفرحيلك يومين والله ما هسيبكوا إلا لما تبعدوا عن بعض وأخده منك مهما حصل
دلفت سهى لمكتبها وجدت ماجد بمفرده فقالت برسمية و هي تضع حقيبتها من يدها
_ صباح الخير يا سيادة الرائد
أجابها بإبتسامة مشرقة
_ يا صباح الورد والفل والياسمين بس بلاش سيادة الرائد دي قوليلي يا ماجد على طول
ردت بجدية وهي تجلس على مكتبها
_ تمام حضرتولى الفايلز اللى أنا عاوزاها
وضع أمامها ماجد كومة من الإسطوانات المدمجة عقدت حاجبيها و هي تطالعهم بتعجب ثم رفعت عيناها ناحيته و قالت بذهول
_ إيه كل ده ده كتير قوى
رفع ذراعيه في الهواء وقال باستسلام و هو يطالعها بشفقة
_ ده حكم القوى يا بنتی و الله انا ما ليا دخل ربنا معاكي
ثم مال بجذعه قليلا و أغمض عينيه و هو يتنفس عطرها الجذاب
ثم فتحهما و قال بإعجاب
_ بس برفانك يجنن علي فكرة
ردت عليه سهى بإبتسامة هادئة و هي تسحب أول قرص مدمج كي تضعهه بحاسوبها
_ شكرا
_ إحنا قلبناها كافيتريا للحبيبة ولا إيه!
قالها سامح پغضب و هو يتابع قرب ماجد من سهى و نظراته إليها بينما رفعت هي عيناها ناحيته تطالعه بشوق غريب و ضغظت بقدمها علي الأرضية كي تتحكم في إنفعالاتها أمام نظراته التي تلتهمها من قوتها
و أخيرا إستطاعت تحرير عينيها من حصار عينيه الثاقبة و تطلعت بباسم الواقف خلفه و يشير لها بكفه مرحبا في
صمت وقالت ببحة صولهما المٹيرة متجاهلة كلماته عن قصد
_ صباح الخير
يا باسم
تخلي باسم عن حذره و تقدم ناحيتها قائلا بتسبيلة ملتاعة
_ هو إسمى حلو كله وأنا مش عارف يا صباح البرفانات الجامدة
ردت بإبتسامتها الساحرة
_ شكرا ده من ذوقك
جلس سامح على مكتبه وقال بضيق و هو يلقي نظارته الشمسية پغضب
_ نقعد
_ إيه سکتیلی دی ما تيجى تضربيني قلمين بقا ده اللي ناقص
رفعت سبابتها محذرة وقالت بصوت رخيم و هي تحدق به بتحدى
_ لو طولت لسانك أكثر من كده هتضرب إنت فاكرنى هخاف من عضلاتك النفخ دى
رفع هو الآخر سبابته محذرا من وقع كلماتها الجريئة و الوقحة مثلها وصاح قائلا من بين أسنانه
_ بت إنتي أنا عامل خاطر للوا فهمی بس قسما بالله لو وقعتى تحت إيدى لكون هارسك تحت جزمتي
إتسعت عيني باسم و إتجه بعينيه ناحية سهي التي خيبت ظنه ببرودها و هي تزم شفتيها و تقول بسخرية هادئة
_ جزمة إيه يا أبو جزمة وياسيدى مش هقول للوا ورينا بقا شطارتك يا يا سيادة الرائد
وقف ماجد بينهما وقال بضيق من عراكهما الدائم
_ بريك بقا إنتوا ما بتتعبوش
طالعته بنصف عين لثواني و نظرات التحدى لا تتوقف بينهما ثم قالت ببحتها المثير كي تثير إغضابه أكثر و لكن بطريقتها
إقتربت سهى من باسم و وقفت بجواره قالت بدلال أنثوى قاټل و هي تزم شفتيها بطفولة
_ بقا أنا بومة يا باسم
ذاب باسم مع موجات صوتها و حركاتها ونظرات الحزن المفتعلة في عينيها وقال بهمس
_ بعد الشړ عليكي قولى كناريا عصفورة يمامة
صاح بهم سامح قائلا و قد إتسعت عينيه و بدأ في طرقعة أنامله پجنون _ كل واحد على مكتبه يالا خلوا اليوم ده يعدى علي خير بدل ما أخربها علي الكل
أجابه ماجد ببديهيو و هو يطالعه بحنق
_ وإحنا من إمتى لينا في جو المكاتب ده
رد عليه سامح بضيق
_ ما هو لغاية ما الآنسة تخلص دراستها للمهمة هنفضل إحنا ملقحين جنبها
إعتدلت سهى في وقفتها وقالت بسخرية رافعة لأحد حاجبيها
_ مش إنت برضه اللي بليتني بكل الإسطوانات دى إستنى بقى
بدأ في دفع هذاين الصنمين أمامه و هو يقول بصرامة متحاشيا الإشتباك معها مجددا
_ قدامى يا يا أخويا إنت
و هو نتزل الجيم شوية بدل قاعدتنا اللي ملهاش لازمة دى
تطلع إليها بقرف وتركها وخرج إتبعه باسم بضيق بينما إقترب ماجد منها وقال مداعبا
_ لو إحتاجتيني رنى عليا وأنا أجيلك جرى آه صحیح هاتي رقمك
أخرج هاتفه من جيبه و هي أملته رقمها فهاتفها وقال
_ سيفيه بقا يالا سلام مؤقت
دخل سامح وصاح به
_ مش يالا ولا إيه يا سيادة الرائد
رد ماجد مسرعا
_وراك يا موحة على طول
تركوها بمفردها لتبتسم بفرحة وقالت في نفسها و هي تستند علي مكتبهل بمرفقها
أنا على الطريق الصح والله لأخليك تجرى ورايا إصبر بس عامل نفسك تقيل بس على مين قابل يا سامح من سهي المهدى لو تقدر
كانت فريدة في مكتب الدكتور حامد تكتب على الحاسوب المرافعة التي طلبها منها بحماس كعادتها ربما إلتحق بكلية الحقوق كي تنغمس بكل شىء له علاقة بأدهم و لكنها وجدت نفسها به و نمت شخصيتها بسرعة كبيرة
بينما كان حامد جالسا بمكتبه يطالع بعض الأوراق لقضية إغتلاس كبيرة هزت الرأي العام سمع طرقات على باب مكتبه فرفع رأسه قائلا بصياح عالي
_ إتفضل
دلفت سكرتيرته و وقفت
أمامه وقالت برسمية
_ أستاذ أدهم المهدی بره يا فندم و عاوز يقابل حضرتك جای حسب الميعاد
إبتسم حامد وقال بتلهف
_ خليه يتفضل بسرعة
خرجت السكرتيرة وثواني ودلف أدهم عليه بإبتسامة إقترب منه وصافحه قائلا بود
_ وحشتنی جدا یا دکتور
أجابه حامد بابتسامة متسعة وقال مرحبا
_ تلميذي النجيب وإنت أكثر يا أدهم إتفضل إقعد
وأشار له فجلس أمامه وتابع قائلا
_ رجعت مصر إمتى يا أدهم
فتح زرار سترته و جلس قائلا
_ بقالى أيام يا
دكتور بس الشغل وحشنى جدا ويشرفنى طبعا إنى أبدأ حياتي المهنية في مصر عن طريق مكتب حضرتك
نظر له حامد بلوم وقال
_ ده مكتبك يا دكتور أدهم من وإنت طالب عندى وأنا كنت عارف إنك ليك مستقبل كبير في المحاماه ولو إنى مستغرب ليه ما فتحتش مكتبك الخاص انت دلوقتي جاهز ما شاء الله
رد عليه أدهم بلباقة
_ كله بوقته إن شاء الله بس في البداية حابب ابدأ من مكتب حضرتك وأنا تحت أمرك في أى قضية
فكر حامد قليلا و هو يطرق بأنامله علي الملف الموضوع أمامه و الذي شغله
لساعات حيرة ثم رفع عينيه ناحيته وقال بجدية
_ في قضية في إيدى بقالها كام شهر محتاجة واحد بدماغك قضية تهريب أغذية فاسدة ومحتاجين نثبتها على راجل أعمال كبير جدا جاهز
إبتسم أدهم وقال بحماس
_ جاهز جدا إن شاء الله حضرلى حضرتك الورق كله وكام يوم بس أدرسها وهعرف حضرتك باللي وصلت ليه
اومأ حامد برأسه وتابع قائلا
_ تمام في قضية تانية إغتلاس لو حابب تفاضل بينهم
أسرع أدهم قائلا
_ لا خلينا في الأولي أنا إتحمستلها
حرك حامد كتفيه و قال
_ خلاص اللي تشوفه في بنت عندى هنتخرج السنة دى وبتشتغل على القضية دى من أربع شهور وملمة بكل تفاصيلها إقعد معاها وهي هتسهل عليك كل حاجة عاوز