أفاقة الطوفان
قصير على بنطال ضيق وتى شيرت أخضر قصير
تعمدت عدم إغلاق أزرار الجاكيت وربطته على خصرها أما عقدة شعرها فزادتها جمالا بعدما أصبح جمال وجهها ظاهر للعيان
وإرتدت حذاء رياضي عالى أكسب مشيتها بعض الإثارة تغاضت عن نظرات سامح وجلست مع ريان وبعض المجندين على إحدى الطاولات
أحضر لها ريان صينيتهابنفسه
_ يمي الأكل شكله حلو شوربة عدس وجبنة وحلاوة وشعيرية بلبن وشاى ده دلع والله
فقال لها أحد المجندين و هو يلوك ما في فمه
_ الأكل هنا حلو الصراحة ولسه لما هتشوفي وجبة الغدا هتعجبك أكتر
سألته بينما تأكل
_ إنت إسمك إيه !
أجابها برسمية مفاجأة
_ جندی مقاتل أحمد غريب يا فندم
_ وإنت
أجابها بهدوء و هو يتجنب التطع ناحينها
_ أنا عريف مقاتل عبد الرحمن سعيد يا فندم
قالت سهى بإبتسامة ودودة
_ أهلا بيكم أنا بقا جندى مقاتل سهى المهدى يا فندم
فتعالت ضحكاتهم التي جعلت باقي المجندين يلتفتون ناحيتهم و هم يطالعونهم پحقد وغل
جلس سامح
على ڼار قد أشعلتها بقلبه وعقله إقترب منه باسم وقال بتعجب
أجابه ببرود يستتر خلفه من إحتقانه
_ لا باكل أهه بعد العشا كله ينام فورا علشان هيصحوا من بدري
رد باسم بحيرة على حاله قائلا
_ تمام
بعد إنتهاء العشاء توجهت سهى لغرفتها بصحبة ريان أخذهم الحديث فسألته قائلة
_ سمعت الرائد سامح بيقولك يا حضرة الظابط وإنت قولتلى إنك ظابط صف هو ده
رد ريان بفخر
_ أنا ظابط صف متطوع إتطوعت ودخلت معهد ظباط الصف وبعد كده إختاروني في سلاح الصاعقة فضلت أتنقل و أترقى لغاية ما بقيت زي باقي الظباط والمجندين اللي هنا
نزلت كلماته عليها بقوة لتفتخر من كونها تجلس أمامه و تشعر بالفخر أكثر من نفسها فها هي تتعامل أبطال حقا في القوات المسلحة
_ يا لهوى يعنى أنا هتدرب بكرة معاهم بس أنا برضه مش مصدقة ده لو حكيت لحد عمره ما هيصدقني أنا مش عارفة مبسوطة ولا خاېفة ولا إيه!
لاحظ ريان شرودها وإبتسامتها البلهاء فسألها بتعجب
_سرحتى في إيه كده!
ردت بتلقائية
_ أوقات بحس إني فرحانة وفخورة بنفسى وأنا معاكم وأوقات بخاف
_ لا ما تخافيش من حاجة إنتى هنا مع أبطال الكل بيشهد بإنجازاتهم وبطولاتهم بكرة تحكى لولادك وولاد ولادك عن الفترة دى بفخر
وقفت أمام باب غرفتها وقالت بإبتسامة رائقة
_ تصبح على خير يا ريان
أسرع قائلا
_ أنا هستناكى الصبح الساعة خمسة ونص تكوني جهزتي نفسك والبسى بادى وبنطلون بس تمام
أومأت برأسها بالإيجاب وقالت
_ حاضر
أشار لها ريان بيده على الغرفة وقال
_ يالا إدخلي وإنتي من أهل الخير
ثم تركها ومضى دلفت غرفتها أبدلت ملابسها وصلت فرضها وفرشت الملائة على فراشها وحاولت النوم و لكن عقلها أبي أن يتركها بحالها
رن هاتفها فردت بتعب
_ ألو جلجل حبيبى
سألها جلال بقلق
_ وصلتی خلاص یا سهی
فسألته پخوف
_ أيوة يا حبيبي هو حد جنبك خصوصا مازن
أجابها بهمس خاڤت
_ لأ الجو عندك إيه!
قالت وهي تجلس على فراشها بتعب
_ كله تمام بنتك بقت جندى مقاتل سهى المهدى يا فندم
ضحك ضحكة عالية وقال بفخر
_
ربنا يحميكي يا بطل
سألته مازحة
_ الناس عندك بيجهزوا للرحلة صح
أومأ برأسه كأنها تراه و قال بتأكيد ساخر
_ أيوة أخويا هايص وأنا لايص دى فريدة دى عليها حاجات
ضحكت سهى وقالت
_ أنا مبسوطة علشان شقتهم قريبة مننا ومتأكدة إن أدهم هيفرشها بسرعة علشان يتجوزا أول ما فريدة تخلص إمتحانات
رد جلال على الفور
_ عندك حق يالا عقبال ما ربنا يرزقك بحد يحبك زى ما أدهم بيحب فريدة كده
ردت عليه پغضب
_ مش هرد عليك يا جلجل طمن بقا الناس عندك عليا علشان لازم أنام هصحى من الساعة أربعة
رد عليها جلال بنبرته الدافئة
_ ماشی یا حبيبتي يالا خلى بالك من نفسك وتصبحى على خير
_ وإنت من أهله
أغلقت هاتفها وتدثرت بغطائها ونامت على الفور من تعبها
إستعد الجميع للرحلة وفي المساء هاتف أدهم فريدة فردت بسرعة قائلة
_ أدهم
رد بصوت ناعم هامسا
_ عيون أدهم
تنحنحت فريدة بخجل وقالت
_ إحم جهزت شنطتك خلاص و لا لسه
رد بجدية
_ أيوة خلصتها لغاية دلوقتى مش عارف الكلية وافقت إنى أبقى المسئول عن الرحلة إزاى وأنا متعين من كام يوم بس
ردت فريدة بغرور
_ دى علاقاتي يا أستاذ إنت مستقلني ولا إيه بكرة إن شاء الله أبقى معيدة زيك وهبقى محامية أشهر منك كمان
ضحك ضحكته العالية وقال بمداعبة
_ يا واد يا جامد ده أنا أتمنى
ردت بحب
_ ميرسي يا حبيبي هنمشى بكرة على المغرب تمام
فقال بشوق غلبه على أمره
_ أوك مش هشوفك شوية يا ديدة
ردت بصرامة قائلة
_ لا إنت بقيت خطړ
أخذ نفسا عميقا وزفره دفعه واحدة وهو يجيبها بشوق
_ أعمل إيه بس عموما خلاص الشقة جاهزة على الفرش وأول ما تخلصى إمتحانات هتجوزك على طول
ضحكت ضحكتها العالية فقال بتنهيدة
_ إرحمى أمي العيانة إيه رأيك نتجوز وتذاكرى في بيتى
ردت مسرعة
_ لا والله يالا إقفل بقا ونام بدری علشان تصحی بدری
_ حاضر یا عمری تصبحی يا رب
ضحكت وقالت
_ وإنت من أهله يا سيدي
أغلقت الهاتف و ضمت ذراعها لصدرها و غفت و هي تبتسم بسعادة
يارب ينول إعجابكم ان شاء الله
مساء الفل والياسمين
الفصل التاسع
طوفان الخېانة
شعور من الضيق و فقدان الشغف قد تملك منها و هي تتطلع علي المقاعد خلفها بترقب أكثر مت تطالع الحائط الذي أمامها و التي تسدد كرتها ناحيته بكل ڠضب
أوقفها مدربها قائلا بتعجب
_ كريستين إنتي كويسة !
جففت عرق جبهتها بمجففة العرق التي ترتديها حول معصمها و قالت بلهاث
_ أيوة يا كوتش كويسة
حمل مضربه علي كتفه و قال
_ بقالك يومين مش مركزة و سرحانة احنا داخلين علي بطولة الجمهورية للاسكواش مش هزار
هزت رأسها بتفهم و قالت
_ ما تقلقش يا كوتش انا بس متلخبطة اليومين دول مش عارفة ليه هاخد لو سمحتلي بكرة أجازة يمكن ذهنيا أرتاح
حرك كتفيه بتسليم
و قال
_ تمام موافق بس بشرط ترجعي زي الاول مش هقبل اي اعذار
نكست رأسها و قالت بصوت وهن
_ حاضر يا كوتش ما تقلقش بعد إذنك
حملت حقيبتها و منشفتها و خرجت و هي تتطلع علي المقاعد بحزن هل تركها و إستغني عن تواجده الدائم كي يشاهدها هل إكتفي منها
هل هو بخير
العديد من الاسئلة تدور برأسها و لا تجدد اي مبرر لإختفائه الغير مبرر نعم لم يتحدثوا سويا من يوم شجارهما و لكنه كان دائم التواجد حولها كظلها بصمت وصاحت به وهي ترتجف
_ إنت حيوان وواطي قسما بالله لأخليك ټندم
إقترب منها عمر بسرعة وقال موضحا
_ بحبك والله بحبك ڠصب عنى يا فريدة نفسى تحسى پالنار اللي جوايا قالت بصړاخ وهي تلكمه تارة وټصفعه تارة وتركله تارة أخرى
_ إخرس خالص يا كلب مش عاوزة أسمع صوتك نهائي
تألم من ضرباتها الغاضبة وقال وهو يحاول السيطرة على يديها
_ طب إهدى بس مش هعمل كده تانی بس افهميني
رجعت بظهرها للوراء وقالت پغضب هادر
_ وإنت هتشوفنى فين تانى أنا هحكي لأدهم ومازن عنك وهخليهم يجبولى حقى منك يا كلب
إبتعدت عنه وهي تبكي بمرارة وترتعش من خۏفها من سرعة مشيتها كانت ستقع أكثر من مرة كلما تذكرته تشمئز من نفسها حتى إصطدمت بمازن الذي ما أن رأى
دموعها وحالتها حتى سألها بقلق
_ مالك يا فريدة بټعيطي ليه !
إرتمت بحضنه علها تهدأ و هي تنتحب پخوف قابضة علي قميصه بقوة ضمھا إليه وربت على ضهرها بقلق فأتاهما صوت أدهم قائلا بمداعبة ساخرة
_ خطيبتي ومازن الرحمة يا رب بتخنوني ياخونة أنا لازم أخد بالطار البندقة يا هريدي
كانت
لكلماته المازحة وقع المهدئ لفريدة فإن أخبرتهم بما فعله عمر من المؤكد ستخسر الإثنان فالعرق الصعيدى لم يتركهما رغم التعليم والسفر وسيثأران بلا شك و لن تضمن ردة فعلهما
إبتسم مازن وقال وهو يتطلع لأدهم
_ خضتني يا كابتن تعالى شوف خطيبتك اللي هارية نفسها من العياط دى
رد أدهم مازحا علها تهدأ
_ طب وسع خلينى اطبطب عليها زيك
رفع مازن حاجبه پغضب وقال
_ زيى من أنهي إتجاه
زم أدهم شفتيه بحنق وقال
_ مفهوم يا أخويا بس تعرف يا باختك يا معلم
ضحكت فريدة من بين دموعها بتصنع فقال أدهم بهيام وهو يتطلع لوجهها الأحمر وأنفها المتورم قليلا فزادها جمالا وسحرا
_ هو إنتى لما بټعيطي بتحلوى كده !
رد مازن بفارغ صبر و هو يطالعه بنظرات متوعدة
_ جرى إيه يا عم هو أنا كيس جوافة واقف ما تحترم نفسيتك شوية
إقترب منه أدهم وقال هامسا
_ طب ما تتوزع شوية عاوز أطمن على البونية
قطب مازن حاجبيه بغيرة وقال مسرعا
_ أتوزع ده بعينك أنا من هنا ورايح قاعدلك زى العمل الرضى
إقترب أدهم من فريدة وقال بجدية بعدما فشلت كل محاولاته في اضحاكها
_ مالك يا ديدة مين اللى زعلك وأنا قسما بالله همسح إسمه من على وش الدنيا
خفق قلبها پخوف و ردت بعد تفكير
_ سهى وحشتنى إتصلوا بيها لو سمحتوا
فقال أدهم بعدم فهم مصاحب بالتعجب
_ حاضر هكلمهالك !
هاتف سهى التي إنتبهت على رنين هاتفها فمدت ذراعها و حملته و ردت بوهن في جسدها من قلة الطعام
_ ألو
إبتسم أدهم بمجرد
سماعه لصوتها وقال ساخرا
_ منكوشة هانم وحشتيني والله
إبتسمت وهي تعتدل في جلستها بفراشها ثم قالت
_ إنت أكتر يا أدهم أخبار مطروح إيه
رد أدهم مسرعا
_ تجنن كانت نقصاكي بجد يا سو
_ مرة تانية إن شاء الله
إنتبه أدهم لفريدة والتي لاحظ لهفتها لمخاطبة أختها فقال باقتضاب
_ كلمى فريدة يا سو
أعطى أدهم الهاتف لفريدة فالتقطته وقالت بدموعها
_ سهى وحشتيني يا حبيبتي أنا محتجاكى قوى
جلست سهى مسرعة ولمعت عيناها من قلقها و قالت بإنقباض في قلبها
_ مالك يا ديدة مين اللي مزعلك كده !
تطلعت فريدة لمازن وأدهم المنتظرين مبررها لدموعها المنهمرة پقهر مهما حاولت أن تخفي إبتلعت ريقها بصعوبة وقالت
_ مافيش حد زعلنى بس وحشتينى
إبتسمت سهى بسخرية وقالت بحدة
_ هو أنا مش عرفاکی یا فريدة فيكي ايه !
سيطرت فريدة على إنفعالها وقالت بإبتسامة زائفة
_ صدقيني يا سو أنا كويسة الحمد الله إنتي أخبارك إيه
مسدت سهي جبهتها و هي تشعر بدوار و قالت بتماسك
_ أنا كويسة يا ديدة ومبسوطة جدا
ردت فريدة براحة وقالت منهية الحوار فسهى تعلمها أكثر من نفسها
_ يا رب دایما یا عمری خلى بالك من نفسك تمام
رغم أنها تعلم أن هناك امر جلل وراء هذا الاتصال الا انها لم تكن تقوى علي مناقشتها فردت