صړخة علي الطريق ډفنا عمر
الهلس مسمع لحد عندي.
نفذ صبرها وهي تلوح محذرة اسمعي ياشمس وهقولها لأخر مرة بلاش تتدخلي في أموري الشخصية لأني مش صغيرة أنا قربت اخلص تانية جامعة وعارفة مصلحتي.
رمقتها ببرود ثم التقطت حقيبتها للمغادرة قائلة ماشي ياكبيرة بس ماترجعيش تشتكي وتقولي كسر قلبي يا بنت عمي لأن بعد ما شوفته أنهاردة اتأكدت انه واد لعبي ومش تمام عن اذنك.
_ رايحة فين يا شمس مش هتتغدي معانا
هكذا أوقفتها زوجة عمها لتقول
شكرا ياطنط صابرين همشي عشان خلاص مش طايقة اشوف بنتك دي قدامي.
هزت العمة رأسها بتعجب أنا مش عارفة أنتي وسارة هتعقلوا امتى وتبطلوا خصام العيال بتاعكم ده أنتوا قربتوا تتخرجوا من الجامعة.
_ماشي وانتي سلمي على مامتك جمانة.
_ حاضر سلام.
عبرت صابرين غرفة ابنتها وقالت هي بنت عمك مالها ماشية شايطة منك ليه يا سارة
لوحت بيديها دون اكتراث سيبك منها يا ماما دي بت معقدة أصلا قوليلي بابا جه
_ طب ممكن تخلي وردة تعملي فنجان قهوة عشان مصدعة أوي
_ لأ أما تتغدي الأول فطارك الصبح كان عبيط مش هنقضيها قهوة ونسكافيه..
قاحت بحنق ماما على فكرة أنا ممكن اروح اعمل لنفسي القهوة بدال التحكم ده.
رفعت حاحبيها بتحذير طب إياكي تعملي حاجة القهوة مش هتطير.
زفرت بغيظ ووالدتها تغادر ثم ولجت شرفتها ومكثت تتطلع للأفق بشرود ما فعلته شمس رغما عنها وزيارتها لجسار جعلها تلوم ذاتها لكشف مشاعرها نحوه لم تكن تعلم أنها ستتهور وتذهب إليه وتضعها في هذا المأزق معه..ربما هو يعلم بطبيعة عاطفتها نحوه و ربما لايدري ليست أكيدة لكن كل ما تدركه أنها عندما تراه تشعر براحة وطمأنينة غريبة نزوات جسار الحافلة مع الفتايات تعلمها جيدا ومع هذا يعاملها هي بطريقة مغايرة عنهن يضع بينهما حاجز غير مرئي لما لا يقترب منها مثلهن تقسم لو فعل لجعلته يعشقها كما تعشقه لكنه لا يقترب إلا بإطار صداقة حمقاء أي صداقة هذه وهي تكن له بقلبها حبا تقسم لم تمنحه له واحدة من فتاياته.
قطع استرسال أفكارها رسالة بهاتفها فتفقدتها لتجدها سؤال اطمئنان من زميلها أدم لعدم. حضورها الجامعة ذاك الذي تعتبره من أفضل أصدقائها منذ دخولها الجامعة وغير غافلة عن مشاعره نحوها لكن ماذا تفعل وقلبها معلق بجسار تنهدت ونفضت عنها أفكارها وردت علي رسالته بكلمات مناسبة ثم ذهبت تتفقد عودة أبيها.
اقحمه بالسيارة كاتما ضحكته واستدار أخذا مقعده خلف المقود ليوصل هذا البائس لبيته!
_ أنا عارف انك فرحان فيا يا أشرف وهوريك بس عيني تخف ثم غمغم بسخط والله ما هسيبك يا أنثى ال .... وأطلق سباب بذيء.
قهقهة أشرف فما عاد له سيطرة على كتم ضحكه وهو يقول حرام عليك تقول عليها كده.
_ أسكت انت مش ناقصك عيوني مولعة الله يحرقها حاسس كأنها رمت عليه شطة..
صاح بغيظ أقسم بالله ما شوفت أسخف منك فرحان فيا
أجابه ببرود بصراحة أه عشان تتلم وتفكك من حوار البنات ده.. أحمد ربنا إنها ما ضربتكش بال electrec shock
جعد جسار وجهه باستنكار ساخر نعم يا اخويا! وده ايه ده كمان قنبلة نووية..
_ لأ يا فالح ده صاعق كهربائي يا جاهل بقى مغرق الأرصفة دلوقت في العتبة وشبرا وحلوان كمان أختي معاها واحد في شنطتها بتهددني به لو دخلت البيت من غير ما أقلع جزمتي المطينة وهي منضفة الأرض ساعات بتحسسني إني وباء داخل عليهم البيت.
ضحك جسار رغما عنه وهو بقول منا عارف بالذات في الأعياد فاكر لما جيت بيتك أول مرة عشان نسهر سهرة العيد وقتها انت وطيت عليا وحذرتني اقلع الشوز بتاعي.
قهقهة أشرف وهو يتذكر قلت الحقك قبل ما تتصعق من أختي المچنونة.
هدأت ضحكة جسار ثم غمغم بشيء من الجدية بس تعرف يا أشرف ليلتها أنبسطت اوي وسطيكم.. حسيت باللي مفتقده في حياتي بالذات ومامتك داخلة علينا بأطباق الترمس والحمص والكحك والبيتي فور اللي معمول بإيديها..ووالدك لما سهر معانا هو وخالك ولعبنا طاولة وكوتشينا.
أشرف ومسكنا فيك تفضل لصلاة العيد بس مارضيتش
_ ده انا كنت ابقا وقتها ضيف رخم لو قعدت على قلبكم ده
كله يا بخت من زار وخفف
ربت علي كتفه برفق أحنا اخوات يا جسار صحيح صداقتنا بدأت في الجامعة وتعتبر مش طويلة بس ربنا يعلم بقيت اخويا وأكتر واستطرد المهم طمني رجعت تشوف ولا لسه
رمشت أهداب جسار وأشرع عيناه بحذر ثم قال بفرحة مبالغ بها أنا بقيت شايف
يا واد يا أشرف.
فال بتهكم مبروك ياعم..فاضلك تكة وتصرخ تقول إنها سليمة زي حنظلة في فيلم فجر الإسلام..
_بطل تريقة وسوق وصلني البيت.
_ خدامك يا سيدي بس ماقولتليش صحيح ايه اللي حصل مع البنت دي وتعرفها منين صيد جديد يامعلم
_ ليه هرمرم على أخر الزمن عشان اصطاد بت زي دي أنا ولا اعرفها ولا شوفتها قبل كده أصلا..
_ أمال ايه الحوار لما أنت ماتعرفهاش جاتلك ليه يعني مش فاهم
_ بسلامتها جاية تحذرني اقرب من سارة صاحبتها ولا قريبتها مش عارف.
_ سارة مين دي
_ البنت اللي في تانية..اللي مازن غلس عليها واستظرف وانا حوشته عنها..من وقتها وهي بتعاملني اني هيروا ومعجبة بيا أوي.
_ طب وانت مش عاجباك
صمت برهة ثم همس بشرود طفيف حاسس انها ماتنفعش تكون زيها زي غيرها يا أشرف ومعرفش ايه سبب إحساسي ده شعوري الوحيد اللي بيثيره وجودها وقت ما بشوفها بيكون الحماية.. بخاف على البنت دي ومابحبش حد من اصحابنا إياهم يقربلها ويضايقها..لما ده بيحصل بلاقيني بدون قصد ادخل في النص وابعدها.. عشان كده البنت عمالة تتعلق بيا أكتر وأنا فعلا مش مخطط لكده ولا في دماغي والله.
_ كلامك غريب أوي..طب مش يمكن بتحبها يا جسار ولسه مش فاهم ده أوقات بتحصل.
غمغم بذات الشرود معرفش حقيقي مش فاهم نفسي هي مختلفة ومش عايز حد يأذيها وبس..
_ طيب بما ان أنثي النمر دي حذرتك عشان تبعد عنها هتعمل ايه معاها هتبعد
ومضت عيناه بغموض ونصف ابتسامة عابثة تتجلي على وجهه وهو يهتف لأ مش هبعد.
_ ولو جت تهددك تاني
_وقتها هتسلى! وهتبقى هي اللي جت تاني لحد عندي تتحمل بقي دخولها عرين الأسد.
___________
_ جسار.!
توقف مستديرا إليها فدنت يعتريها بعض التوتر _صباح الخير.
_ صباح النور يا سارة فينك يا بنتي غايبة عن الجامعة من كام يوم
_ ابدا كنت تعبانة شوية و..
ترددت قبل أن تستطرد وبصراحة كنت مكسوفة اجي اكلمك بعد اللي عملته شمس بنت عمي!
شمس
لفظها داخله بتلذذ..
إذا تلك النمرة الشرسة تدعي شمس..وابنة عمها أيضا.
واصلت سارة مبررة والله يا جسار ما كنت اعرف انها هتيجي هنا وتكلمك و...
تلعثمت ولا تدري ماذا تقول فأشفق عليها قائلا
واضح انها فاهمة الموضوع غلط يا سارة فاكرة ان بنا حاجة.
عصفت عيناها بحزن لتلميحه أنها لا تحتل لديه المكانة التي تشتهيها..بينما يحتل هو كل كيانها وأكثر.
فقالت متظاهرة بعدم الفهم
أه تقريبا أنا معرفش ليه فهمت كده وليه اتصرفت بالطريقة دي..عموما أنا أسفة على اللي حصل.
أومأ لها متفهما ثم دعاها ليتناولا فنجان قهوة بكافيتريا الجامعة وافقت وأثناء احتسائها تسائل جسار سارة مش عايزك تزعلي من أخر مرة اتكلمنا فيها..أنتي بجد غالية علية وماحبش اضايقك أتمنى تقبلي نكون أصدقاء بجد.
تجرعت حزنها داخلها وتظاهرت بالمرح
بس انا أصحابي بعمل فيهم مقالب هتتحمل مقالبي
ابتسم لمزاحها وبسط ذراعيه حوله باستسلام قائلا يا أهلا بالمعارك.
ضحكت ثم ارتشفا بعضا من قهوتهما ليستطرد يعني هي بنت عمك على كده معانا في الكلية وزيك في سنة تانية
_ لأ هي في كلية تجارة وفي سنة تالتة.
_ يعني بينكم سنة واحدة..
_ أيوة بس طباعنا مختلفة خالص.. هي متشددة شوية.. بس طيبة أوي وقلبها زي بياض التلج.
_ هي فعلا عڼيفة أوي وعدوانية..دي كانت هتعميني.
_ألف بعد الشړ عليك.
قالتها بلهفة صادقة نفذت لقلبه بشكل غريب..فقلما ما ينال من أحدهم تلك المشاعر الصادقة سوي من جده الحبيب وحده الذي يحبه.
تمتمت لتمحو حماقة لهفتها الواضحة هو انت ليه يا جسار بتتعمد تسقط دي تاني مرة ليك في سنة رابعة..مع إنك ذكي تقدر تعدي بسهولة..
تعجب من فهمها حيلته بتلك البساطة هو بالفعل يتعمد الرسوب لمن ينجح من يهتم لصالحه ومستقبله
قالت بحرج معلش أسفة لو قولت كلام مالوش لازمة.
أسرع بالنفي لا ابدا بالعكس انتي قولتي الحقيقة يا سارة.. أنا فعلا بتعمد اسقط.
_ ليه
استبق قوله بتنهيدة لأن محدش منتظر نجاحي.
منحته نظرة عطف وهي تقول ليه بس كده مش مامتك وباباك عايشين الحمد لله
غامت عينه أيوة.
_يبقي عشانهم لازم تنجحوقبل الكل عشان نفسك حرام تضيع عمرك هدر..انت المفروض كنت تبقي معيد ومحقق كيانك..
برقت عينه بنظرة إعجاب أخجلتها وأسعدتها بذات الوقت.. فقال مثنيا على حديثها العقلاني شكلك أنضج من عمرك الحقيقي.
_ طب قول لبنت عمي اللي دايما شايفاني عيلة وهبلة.
ابتسم لخفة ظلها سيبك منها بجد كلامك ناضج..
وبالنسبة للي قولتيه عندك حق.. بس يمكن ناقصني احس بالمسؤلية.. وان حد يهتم فعلا اني انجح..
_ حب نفسك وشوفها بعيونك وانت هتحس بقيمتك وتنجح وبعدين مش يمكن انت ظالم والدك ووالدتك وفاهم غلط
_ سارة..
التفتت لزميلها الذي قاطعهما ملبية أهلا يا
أدم..
رمق الأخر بنظرة غامضة ثم قال صباح الخير يا جسار عامل ايه
_ الحمد لله.. اتفضل يا آدم اشرب معانا قهوة
_ شكرا..أنا كنت عايز سارة في حاجة..
نهض جسار قائلا ماشي أنا أصلا كنت ماشي عشان أول محاضراتي هتبدأ..سلام..
ابتعد ليشيعه آدم بنظرة غيرة واضحة وهو يجلس أمامها ويتأملها مطولا