تجربة فريدة زينب سمير
شغلك و قلت بلاش اسخف عليكي .. تقومي تتهميني اني انا اللي مش مركزة!!
شهد انا متهمتكيش بحاجة.. انا بلفت نظرك بس.. الست شعرها باين انه مصبوغ و قالت انا صبغت! و الحساب مش مكتوب فيه الصبغة... و علي فكرة و لا كمان مكتوب فيه الباديكييور..
هدي انا و الله مش مجبرة ابررلك واعيدلك اللي فاتك وانتي سارحانة.. ابقي بعد كده امسكي انتي الحساب لما انتي شاطرة قوي كده..
كانت شهد محتارة و مترددة فعلا .. هي بالفعل لم تكن منتبهة.. ولكنها متأكدة مما سمعت.. لقد صار الامر حرجا.. فاما ان هدي ڼصابة .. او ان شهد تظلمها ..
اعادت شهد المشهد السابق في رأسها و فجأة تذكرت شيئا اخر.. لقد قالت هدي ان الحساب 300 ..هذه هي متأكدة منها مائة بالمائة.. فتحت شهد الصفحة مرة اخري لتجد ان الرقم المكتوب هو 190..
أخصصصصص! اه يا بنت الحرامية يا ڼصابة.. هكذا قالت شهد في رأسها و هي متجهة الي الحمام..
دخلت دون ان تطرق لتجد هدي و بعض الفتيات من الزميلات يقفن امام المرأة ..بعض منهن يتحدثن معا..ومنهن من تأخذ جانبا للتدخين و منهن من تهندم حالها..
نظرت هدي بامتعاض لشهد.. و ابدت و جها مستاءا ظنا منها ان
اقتربت منها شهد .. تفحصتها جيدا مما جعل هدي تقول نعم بتبصيلي كده ليه! طبعا ملكيش عين تتكلمي بعد الكلام البايخ اللي قلتيهولي.. عموما لو عندك حاجة اتفضلي قوليها دلوقتي
وبدون سابق انذار.. امسكت شهد ياقة قميص هدي و دفعتها للخلف لتصطدم بالاحائط.. صړخت هدي و تدخلت الفتيات المندهشات للتفريق بينهما الا ان شهد دفعت بقوة اول فتاة حاولت لمسها مما جعل البقية يخشون الاقتراب.. جذبت شهد هدي من شعرها القصيروهدي تصرخ .. ثم دست يدها في قميصها من فتحة الصدر و بعد لحظة خرجت يدها و بها لفة نقود..
انفتح الباب بقوة و دخلت حنان.. صاحت ايه الصوت العالي ده!! صوتكم و صلني لحد برة.. انتوا اجننتوا! مين اللي بتصرخ كده
ثم تسمرت مكانها ما ان رأت رأس هدي في يد شهد و يدها الاخري بها لفة نقود كبيرة..
قالت پغضب دي خناقة علي فلوس دي بأة و لا ايه ان شاء الله! انتي يا شهد اللي بتعملي كده!.. بعد كل اللي اتعلمتيه برضه مش قادرة تنسي انتي جاية منين..
وخرجت من المكان بسرعة غاضبة بشدة..
عادت للبيت لتجد جو نائما..
جلست علي الكرسي بجوار الشباك وهي علي وشك البكاء.. لم تتوقع ان تسمع كلمة مثل تلك من حنان بالذات.. لقد اهانتها امام الفتيات .. ما قالته المها جدا...
استدارت له شهد ثم نهضت من مكانها و ذهبت اليه ..جلست بقربه علي السرير و القت برأسها علي كتفه واڼهارت بكاءا..
رفع جو رأسها و امسكه بيده قائلا في عصبية في ايه يا بت اكلمي!
قالت شهد بصوت باكي كالاطفال انا مش هرجع الشغل تاني
جو ليه
شهد اتخانقت هناك.. و حنان هزقتني جامد
هدأ قلق جو تماما عندما فهم ماهية الامر.. لقد ذهب به بكاؤها الي اشياء اخطر بكثير.. حمدا لله
ربت علي كتفها و قال بهدوء و حنان ايه اللي حصل يعني احيكيلي.. ثم قبل اي حاجة.. حنان طيبة جدا وممكن تزعق و تقول كلام دبش متقصدوش..
قالت شهد و هي مازالت تبكي لا تقصده! تقصده عشان هو فعلا صح!
قال جو و هو يمسح دموعها من علي وجنتيها طب بس كفاية عياط و احكيلي اللي حصل
حكت له شهد ما حدث بالتفصيل..
فرد جو مستنكرا هي البت دي هبلة و هي ازاي الحسابات مش منظمة كده.. اي حد بيكتب اللي مزاجه.. الكلام ده له اصول.. دي تلاقيها بتتسرق من زمان و هي مش دريانة
شهد بغيظ هو ده اللي همك!! مش همك انها قالتلي كده قدام الناس..
ابتسم جو وقال عشان انا عارف اننا لو استنينا شوية هتلاقيها جاية لحد عندك تعتذرلك وتبوس راسك .. حتي بدون ما تعرف انك كنت بتجيبيلها
حقها
قالت شهد پغضب كالصغار حتي لو جت .. عمري ما هسامحها ابدا.. دي عايرتني بأصلي..
قال جو مبتسما حقك.. لو انتي عايزة كده محدش يقدر يغلطك..
عقدت حاجبيها كانت تريده ان يثنيها و يرجوها ان تصالح حنان..
جو بس قوليلي.. من امتي الشرف ده كله
شهد بغباء يعني ايه
جو يعني هي البت اللي اسمها هدي دي قلبت القرشين قبليكي.. ايه يعني اللي حمقك اوي و خلاكي تضربيها في الحمام
ولأول مرة من لحظة ما حدث.. وقفت شهد امام نفسها لترى الامر من هذا المنظور.. ما وجه اختلاف هدي عنها.. كلتاهما لصة!
لو كان مبدأ شهد الا تسرق المعدمين وتوجه نشاطها نحو من يملكون الخيرات علي حد تعبيرها.. فهدي إذن لم تفعل ما يخل بمباديء شهد .. فحنان لديها الكثيرو الكثير من الخيرات.. لقد ڠضبت شهد من هدي لأن حنان صديقتها.. اهذا يجعلها افضل من هدي!
تذكرت كم احتقرت هدي عندما ادركت انها سارقة.. هل تنظر اليها حنان بهذه الطريقة هل ينظر اليها جو كذلك!!
قالت في محاولة لتغير صورتها في عينه عشان لما اسړق واحدة بتأكلني عيش و مأمناني علي فلوسها ابقي واطية مش بس حرامية..
جو بهدوء و لكن بجدية يا شهد السړقة نفسها وطيان .. انتي بتحكمي علي اللي بتسرقيه انه يستاهل السړقة و لا لأ علي اساس ايه اشعرفك اللي سرقتيه منه ده هو جايبه ازاي.. و لا عزيز عليه قد ايه
شهد و الدموع تملأ عينيها انت هتديني محاضرة.. انا ناقصاك متبص لنفسك.. هو الخواجة و لا الريس عبود دول يعني كاملين الاوصاف في الشرف
جو ولا حتي انا كامل الاوصاف.. بس انا علي الاقل بقدم شغل و باخد مرتب عليه اخر الشهر.. مبخدش حاجة مش من حقي
صمتت شهد و تركت دموعها تنهمر.. فكرة ان يوسف يراها كما رأت هي هدي مزقتها من الداخل..
وضع يده علي ظهرها و ربت عليه ثم قال عشان انا شايف انك بت جدعة و قلبك نضيف.. اصريت انك تبعدي عن كارك ده.. و حكمت دماغي انك تشتغلي في حتة وتقبضي حق ما اشتغلتي.. واحدة زيك خسارة في القرف ده.. انتي يا شهد تستاهلي تبقي احسن من كده.. انا نفسي اشوفك احسن و احدة .. عشان بالنسبالي انتي احسن واحدة
كم هو جميلا ورائعا..
كم اراحها و اراح قلبها المضطرب..
لقد انستها كلماته كل ما شعرت به قبل قليل من ضيق و استياء..
ابتسمت و دموعها لم تجف بعد..
سألت احسن من المليون بنت
عقد حاجبيه متظاهرا بالتفكير ثم قال حاجة زي كده..
ابتسمت و قامت لتغسل و جهها.. تابعها و هي متجهة للحمام..
كم هي غالية عليه..
ضيقها يضايقه و حزنها يحزنه.. وكأنها قطعة منه تسير منفصلة عنه..
الا يشبه الاباء اطفالهم بشيء كهذا
سمع طرقا هيستيريا علي الباب.. فقام ليفتح .. وجد امامه حنان ابتسم ساخرا و قال والله قلتلها انك جاية!
قالت حنان بانفعال و توتر انا مش عارفة اللي حصل ده حصل ازاي.. دي شهد دي فوق راسي.. ده بعد اللي عملته انهاردة المفروض كنت اشكرها.. هي فين!.. انا جاية ابوس راسها
جو ضاحكا والله قلتلها كده كمان!
خرجت شهد من الحمام بعد أن سمعت صوت حنان.. وقفت وهي علي وشك البكاء مرة اخري..
قالت حنان في محالولة لجر ناعم كده تمشي و تسبيني في وسط الحوسة اللي كنت فيها دي!!
لم ترد شهد بل اشاحت بنظرها بعيدا ..في محاولة لمنع انهمار الدموع..
اكملت حنان حقك عليا يا شهد.. انا طول عمري كده بدب كلام الحريم ده.. اتصالحوا وبوسوا بعض
ثم اقترب من شهد و حدثها قرب اذنها قائلا ولا ابوس انا
ابتسمت شهد رغما عنها..
و بعد حديث ليس طويلا بين ثلاثتهم لعب فيها جو دور المصلح.. انتهي الامر.. وعادت شهد و حنان
افضل صديقتين.. كما طلبت حنان من شهد ان تكون المراقبة السرية علي امانة الموظفة المسؤولة عن حساب الزبائن والخزنة.. وذلك بعد ان تضع حنان نظاما جديدا يضمن تسجيل كل الحسابات بطريقة صحيحة..
وهكذا وجدت شهد نفسها في موقع المراقب بعد ان امضت حياتها في موضع المراقب..
لا يهم.. ايا كان ..
اي شيء في سبيل ان تكبر في نظر جو..
صارت علاقة الخ واجة بجو علي غير طبيعتها.. كان الخواجه يعامله معاملة مختلفة.. و كأنه غاضب منه.. وجو قد مل بشدة احساسه بالضغوط من كل الجوانب.. إن كان الخواجة مأموصا فليبقي علي حاله.. لم يعد يهتم.. خبص له احد الرجال أن الخواجة كان يتلقي شكاوي من اشخاص غاضبين من جو.. و أن الامر صار سخيفا والخواجة صبره نفذ.. وقد يتصرف حيال الامر
شعر جو بالضيق.. بعد ما كل ما قدم للخواجة.. فعلا كما قالت شهد ناس سو!
مر نهارا علي حمادة .. كان يحتاج لصديق..
جو يا ندل.. مختفي فين ياد!
حمادة بقصر الشړ يا عم.. كل اما اجي عندك تقابلني وعلي وشك ڠضب الدنيا و الاخرة.. قلت ابعد عن البيت خالص ونتقابل برة احسن
جوساخرا اشمعني البيت بذات يعني اللي مش هطيقك فيه
.. و برة هطيقك!
حمادة بخبثعشان البيت فيه المزة!
جو في محاولة ليبدو طبيعي ومالها المزة و مال اذا كنت طايقك و لا لأ هي اي حجة و خلاص!
حمادة ومازال خبيثا طب يعني معندكش مشاكل اجي بالليل اسهر معاها اسليها و انت في الشغل
جولأ يا روح امك!
ضحك حمادة من قلبه و قالو يا تري هي بتغير عليك كده زي مانت بتغير عليها..
جو بتلقائية وقد شرد ذهنه مفكرا في شهد من زوزو ساعات..
قال حمادة بحماس و قد حصل علي مراده اخيرا يعني انت فعلا بتغير!!!
انتبه له جو و قد ادرك انه اندلق في الحديث.. قال مبتسما ايوة يا رزل!
حمادة مصفقا بيديه ايوة بقي!! اسمع.. انا بفهم في الحريم كويس.. خد مني تكسب.. البت شهد دي عايزة و احد قوي..جريء واحد يخليها مش علي بعضها.. تعمله حساب كده..
جو اتلهي علي عينك! بتنصح مين يا خيبة
حمادة مقصدش طبعا يا جو انك مش قوي.. بس انت بصراحة مش جريء معاها.. مدلعها كده و عاملها حساب و خاېف علي زعلها.. اللي انت مش فاهمه انها تتمني