الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أوتار القلب أوس منال سالم

انت في الصفحة 47 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


واللي غلط هيتحاسب!
انحشر صوتها في جوفها وبدا واهنا للغاية حينما حاولت استعطافه
يا أوس أنا ...
هدر بها بصوت جهوري مهدد قڈف في قلبها الړعب
اسمي أوس باشا الجندي! ماتنسيش نفسك معايا!
أدركت ناريمان أنها موضوعة في موقف حرج للغاية بين مطرقة وسندان حاولت أن تبقى على الحياد بعد أن أدارت بحسبة سريعة في عقلها تبعات مساعدتها ل رغد فقالت بدبلوماسية

إنت مش فاهم حاجة هي جات تزورني وخلاص يعني حاجة عادية
لم يقتنع بحرف واحد مما تفوهت به هزها پعنف وهو يهددها صراحة
وإنتي هتدفعي تمن زيارتها ليكي وأذيتك لأختي
اضطربت دقات قلبها من قسۏة شراسته استجدته بعينين شبه دامعتين
اسمعني الأول و...
قاطعها بلا رحمة
إنتي ضيعتي ليان زمان بوساختك وأنا مش هاستنى تعيدي ده تاني معاها.
تيقنت حينها أنها فتحت على نفسها أبواب الچحيم بكت تتوسله عله يرفق بها ويشفع لها خطيئتها
أوس إنت غلطان استناني لو سمحت واسمعني أنا مرات أبوك برضوه
دفعها بخشونة بعيدا عنه ليطرح جسدها أرضا وهو يرد بنبرة مېتة ووجه قاتم
ماټ الكلام
نظرت له ناريمان بعينين مفزوعتين تهدجت أنفاسها وبكت من تلقاء نفسها ندما على قرار اتخذته دون أن تحسب عواقبه جيدا.
...........................................................
إيه رأيك يا حبيبتي
تساءلت تهاني بتلك الكلمات المهتمة ونظراتها مركزة على وجه ابنتها الحزين أرادت أن تشركها معها في عملها بدار رعاية المسنين حتى تتوقف عن التفكير في جم المصائب التي عاشتها في الآونة الأخيرة وانعكست على نفسيتها بالسلب اجتمعت بها في المنزل الجديد الذي أهداه لها ابنها البكري بعد أن تم تجهيزه بالكامل على أحدث طراز ليصبح ملائما للسكن أخرجت ليان تنهيدة مطولة من صدرها قبل أن ترد بفتور واضح
ماليش مزاج أعمل حاجة.
ربت أمها على كتفها قائلة بحنو ربما تتخلى عن عنادها وتوافق على عرضها
يا حبيبتي إنتي لو فضلتي في الحالة دي كده كتير هتتعبي بزيادة وعلى فكرة شغل الدار ممتع وحلو وأنا واثقة إنه هيعجبك ويسليكي.
نفخت ابنتها مرددة
سيبني يا مامي يومين كده أفكر وأرد عليكي.
لم تحاول الضغط عليها أكثر من ذلك فابتسمت قائلة بألفة
براحتك يا قلبي وأنا معاكي في اللي تختاريه.
هزت رأسها في استحسان وهي تطالعها بنظرات متأملة فوالدتها هي الوجه الطيب للأم التقليدية الحنون والمليء قلبها بالعطف والمشاعر النبيلة. أضافت تهاني مؤكدة
كمان عايزاكي تعرفي حاجة مهمة.. أنا معنديش أغلى منك إنتي ولا أخوكي أوس حياتي كلها ليكم وأنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان أشوفكم مرتاحين في حياتكم ومبسوطين.
بلا أي مقدمات ضمتها ليان إلى صدرها لتستشعر دفء أحضانها حثتها رغبة ملحة لفعل ذلك واستجابت أمها لرغبتها غير المنطوقة وضمتها إليها همست لها بعاطفتها الأمومية الصادقة
ربنا يخليكي ليا ويحفظك يا بنتي من كل سوء.
بقيت كلتاهما على تلك الوضيعة لبعض الوقت دون أن تنتبها لتلك الفضولية التي اقټحمت المنزل بعد توضيبه مسحت فردوس الصالة بنظرة متسعة عكست انبهارها بالتجديد الجذري الذي طرأ على ذلك المكان المتهالك ليصبح أشبه بالمنازل الفاخرة التي كانت تشاهدها في المسلسلات رددت بصوت مرتفع مستخدمة كلتا يديها في الإشارة
إيش إيش أنا مكونتش أعرف إن البيت بالحلاوة دي لحق ابن اللذينة ده يعمله امتى
ابتعدت تهاني عن ابنتها لتنظر إلى أختها بنظرات مزعوجة رحبت بها على مضض
أهلا يا فردوس
مصمصت الأخيرة ثغرها قائلة بسخافة
إيه ياختي المقابلة الناشفة دي!
ثم تركز بصرها على ليان فرسمت ابتسامة عريضة تمتد من الأذن للأذن وهي ترحب بها بلطف زائد عن المعهود
الله مش تقوليلي إن بنت أختي حبيبتي عندنا عيب عليكي يا تهاني!
تصنعت ليان الابتسام وهي تلوح لها بيدها مرددة
هاي
اقتربت منها فردوس جاذبة إياها نحوها وهي تعاتبها بوجه مدعي العبوس
إيه هاي دي كمان تعالي في حضڼ خالتك يا بنت الغالية.
ثم انهالت على وجنتيها بعشرات من القبلات المتتابعة ابتعدت عنها ليان بصعوبة وهي تنظر لها مذهولة مما فعلته جذبتها تهاني نحوها لتقول بضيق بدا واضحا عليها
معلش ليان مش واخدة على كده
لوت ثغرها معقبة بتهكم وتعبيرات وجهها تشير إلى امتعاضها
هو أنا حد غريب ده أنا خالتها وبنتي تبقى مرات أخوها يعني كلنا عيلة في قلب بعض.
انزعجت تهاني من أسلوبها الرخيص الذي لا يتغير دوما مهما عصفت بها الظروف ستظل كما هي ناقمة ساخطة متنمرة على من حولها نفخت بضيق قبل أن تسألها مباشرة
إنتي عاوزة حاجة يا فردوس
ردت بعينين تبرقان بشكل مريب
كنت جاية اسألك هتاكلوا معايا تحت ولا لأ بس شوفت الهلومة اللي هنا ومصدقتش عينيا!
فهمت تلميحها المتواري عن الثراء الذي تتنعم به حاليا وقبل أن تسيء ليان فهم أسلوبها بررت والدتها على الفور ببسمة متكلفة
خالتك فردوس بتحب تهزر كتير يا ليان
هزت فردوس شفتيها للجانبين كتعبير عن استنكارها ثم أضافت بتذمر
طب طالما ابنك مستخسر يودينا حتة أبهة ما يوضبلنا المخروبة اللي عايشين فيها تحت هما كام ألف هيعضلوه
قطبت ليان جبينها بشكل غير مفهوم وهي تطالع خالتها بتعجب استاءت تهاني من أسلوبها البغيض في التسول وطلب العطف من الآخرين تحركت نحوها لتدفعا من كتفيها نحو
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 63 صفحات