الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي

انت في الصفحة 20 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

مكلوم وذهبت إلى غرفة نيروز
استردت وعيها ووجد عزيز بجوارها جالسا على حافة الفراش يمسد على خصلاتها البنية برفق ويداعب انفها بأطراف اصابعه لكي يجعلها تبتسم وبالفعل نجح في رسم إبتسامتها.
امطرها بكلمات من العشق احتاجت قلبه ويريد الإفصاح عن تلك المشاعر
أحبك يا ملكة متربعة على عرش قلبي لن أسمح لدموعك بالتساقط مرة أخرى فهمتي يا معشوقة الفؤاد يا بلسم الروح وغذاء القلب قلب عزيزك لا يتغذا إلا على انفاسك السمفونية التي تعزف على أوتار قلبي وأبتسامتك الساحرة التي تنير دربي ولمساتك الحانية التي تمطرني بحبك وحنانك 
عزيز سندك وامانك 
قالها بحركة مشاغبة ثم غمزه لها بعينيه وضمھا لصدره بحنان..
الحب الحقيقي.. هو أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظة الڠرق.. وتبني لهم جسر الأمان
في لحظات الخۏف.. وتمنحهم ثوبك في لحظات العري كي تسترهم.. تم لا تنتظر المقابل.. !
دلفت ماري وسيرين غرفة نيروز ابتعدت عن أحضان عزيز ونهضت مسرعة من فراشها صاړخه باسم سيرين وتعانقا ثلاثتهن في عناق حميمي وانسابت دموع الفرح على لقاءهن ثانيا وقد جمعهن الله بعد فراق ايام ولكن بدت لهن أعواما بسبب ما تعرضن لهن ثلاثتهن في تلك البلدة الغريبة عنها وهتفن في أن واحد
نريد العودة لبلدنا الحبيب لقد اشتقنا لعائلتنا ويكفي ما حدث لنا هنا
تبسمت سيرين وقالت مقولة والدتها الحنونة التي تشتاق إليها حد الجنون
من خرج من داره قل مقداره 
ارتسمت إبتسامتهن على وجوهن الجميلة..
الفصل العشرون الوداع الأخير
بعد تحسن حالة نيروز عندما ألتقت بصديقتيها وعادت الروح لاجسادهن تسللت سيرين من بينهن وسارت متوجهة إلى الأعلى لترا سادم إذا أسترد وعيه اما لازال غائبا عن الوعي وتتسال داخلها ماذا لو علم بما فعلته هل سيسامحها ام يغضب عليها ولكن حسمت أمرها في مقابلته فمن الممكن أن يكون هذا اللقاء الأخير بينهما.
دنت من غرفته بتوتر جلي وطلبت من الشرطي القابع أمام باب غرفته أنها تريد مقابلته وبعد إلحاح منها وافق على دخولها لغرفة سادم
أسترد وعيه في ذلك الوقت ونزع عن وجهه جهاز الأكسجين ثم هم برفع يده الأخرى ليجدها مکبلة بالافصاد الحديدية بين يده وجانب الفراش
تقدمت سيرين بلهفة عندما وجدته قد أستيقظ اقتربت منه تجلس على ركبتيها أمام فراشه ورفعت اناملها تلامس وجهه بقلق
هل أنت بخير
تعمق فقط داخل بركتي العسل خاصتها التي ينبعث من داخلهما أحساس الأمان الذي يفتقده
شعرت بأنه لا يجيبها بسبب ما فعلته هتفت قائلا بصوت منكسر
أعتذر منك سادم لقد أخبرت الشرطة الفيدرالية بالحقيقة وعدك إلا اتركك وفعلتها سادم رجاء سامحني لن أسامح نفسي على ما فعلته
وضعه كفه الطليق على شفتيها لكي تصمت ثم قال
فعلتي الصواب حبيبتي... لابد من معاقبتي قبل أن اتسبب بالاذي إليك وهذا لن أقبله إنت حقا بلسما لچروح الماض يا ليتنا تقابلنا قبل عام حينها كنت لن افعل ما فعلته لا تحزنين يا شرقية قلبي الفاتنة حقا أنت حلم صعب المنال وأنا لا أستحقه ولكن اريد تنفيذ رغبتي
قالت بتسأل بعدما رفع كفه عن ثغرها
عن أي رغبة تتحدث
اتقبل المۏت بصدر رحب من يديك أنت هيا نفذي لي رغبتي الأخيرة
شهقت پصدمة وظلت تهر راسها بهستريةوتردد قائلة
لا لا لن أفعلها.... هذا جنون... أنت مريض نفسي وسوف تخضع لفحص نفسي ولم تكن بوعيك عندما فعلت ذلك
هيا افعليها من أجلي
انسابت دموعها وهي تردد
لم اقدر على فعل ذلك سادم.. ارجوك أنت ساعدني في تخفيف العقۏبة عنك ستخضع للفحص وبعد ذلك ستظل تحت الرعاية الصحية داخل إحدى المصحات ومن ثم يتم علاجك
سأمت الحياة سيرو ولم أعد أطيق العيش فيها كما أنك تعودين إلى بلدتك ولن نتقابل ثانيا لن اتحمل بعدك والمۏت علي أهون لا تخافين هذه رغبتي الأخيرة وستفعليها من أجلي سيرو
رفع أنظاره على الكومود الذي يوجد أعلاه ابرة طبيه أشار إليها وقال
هيا أغرزي تلك الإبرة بوريدي
لا لم اقدر على أذية روح كيف أاذيك أنت كيف
حققي لي أمنيتي ارجوك فاتنتي لب لي رغبتي لا أريد المۏت إلا بيديك لا اريد أن اتعفن في السچن ولا الخنق حتى المۏت...هيا افعليها من أجلي... هيا لا تترددي حبيبتي هذا مۏت رحيم لا تدعيني اتعذب 
هطلت دموعها كالسيل لا تتوقف وصوت شهقاتها تعلو وهو لا يردد إلا جملة واحدة 
هيا افعليها من أجلي... هيا
دون وعي منها أمسكت بالابرة الفارغة وعبئتها بالهواء ومد هو يده بكل سلاسة وترحاب والابتسامة تزين ثغره مقبلا على المۏت
وغرزت هي الإبرة داخل وريده جذبها لتسقط بين احضانه وقال
أريد أن أقبلك قبلة الوداع لكي لا أشعر بالألم.
بعمق والدموع تنساب من حدقتيها المعلقة ببحور عينيه التي أسبلت أهدابها فجأة وانتهى كل شيء في ثواني معدودة لتبتعد عنه صاړخة بأسمه وتهز جسده بين يديها بعدم تصديق لما حدث. 
فقد انتهى كل شيء كأنه لم يبدء
أنا أتألم بلا ألم وأبكي بلا صوت ڼار في صدري بلا لهب وقودها ذكرى فتيلها لحظات أنهت حياة إنسان لم تكتمل فرحته في هذه الدنيا ولم يذق طعم السعادة.
بالمملكة المصرية..
ذاع خبر الفتيات المصريات اللاتين إيطاليا أعلنوا عن وجودهن الان أحياء وعثرت عليهن الشرطة الفيدرالية وهذا ما جعلت عائلتهم تنصب أفراحا من أجل أقتراب عودة الفتيات بعدما أخبرتهم الشرطة المصرية خلال يومين سيكونوا داخل اراضي البلاد.
تهيء الجميع أستعدادا لاستقبال فلذات اكبادهن. 
فرح الجد محمود بأنه سيضم حفيدته لصدره ثانيا فهو متشوق لرؤيتها واقسم على ولده وزوجته بعدم التدخل بحياة صغيرته ولن يسمح لهم ثانيا أن يفعلوا ما كان يفعلونه بالسابق اقسم على
حمايتها ولو كلفه الامر طرد ولده وعائلته خارج منزله..
اما عن منصور فاعلن الخبر لزوجته التي نهضت من فراشها مسرعة تريد الدخول للمطبخ وتطهي الطعام التي تفضله ابنتها وصغيرتها ونست مرضها وتعبها فقط تهللت اساريرها بسعادة تعجب زوجها من تبديل حالها في لحظة بعدما كانت طريحة الفراش منذ أن علمت بخبر اختفاد قرة العين.
تنهد هو الآخر بسعادة وقرر الذهاب إلى المسجد لاداء فريضته وبعد ذلك يصلي ركعتين شكر لله تعالى على حماية ابنته وانها بخير وسوف يلتقي بها خلال يومين فقط..
وشوقي الذي كان دائم الجلوس في شرفة الغرفة يحتسي قهوته ويمسك كتابا يقراءه بتمعن منذ غياب طفلته وهو تخلى عن عادته وسأم القراءة ولكن عندما اتاه ذاك الخبر المفرح عادت الحياة لجسده وأحدث حالة من الطوارئ داخل المنزل صړخ على زوجته بأنه يريد أحتساء القهوة المظبوطة وأن يجلسون حوله داخل الشرفة وانتقي كتابا أراد أن يقراءه بشوق ولهفة فقد عادت الروح لقلبه بعد أن توقف عن نبضاته بسبب غياب ابنته 
وبدأ في جلسة سمر مع زوجته والصغيرتين ملاك ومارينا يحدثهم عن تاريخ وحضارة الفراعنه في جو من الألفة والمحبة..
سيطر الحزن على قسمات وجهها وطفي بريق عسليتها اللامع منذ أن رحل عن عالمها وتحمل نفسه ذنب كل شيء حاولت كل من ماري و نيروز أخراجها من هذا الحزن الذي سكن قلبها ولكنها كانت رافضة تماما
إلى أن حان موعد العودة لبلدتهم واستقل عزيز سيارة أجرة تقلهم للمطار وجلس هو بجانب السائق وهن جلسن بالمقعد الخلفي وعين سيرين تحدق في الطريق بشرود تودع البلدة التي شهدت على عشقها لسادم 
تودعها بدموع نازفه وكأن قلبها هو الذي يقطر دما بعد رحيله فالمۏت مفجع مصيبته أكبر ولكنه يبدأ الحزن كبيرا ثم يتلاشى ويصغر إلى أن يتنساى الإنسان ويتعايش مع الحياة ويبقى الجانب الخفي في القلب كما هو..
كانت تحدث نفسها قائلة كأنها تحدث روح سادم 
أعلم بأنك لن تكلمني أعلم أنك لن تأتيني لكني أتمنى من كل قلبي أن تعود اللحظات التي بيننا ولو لساعة فقط لدقائق لثوان قليلة لأقول لك أن تنتبه لطريقك لأقول لك سامحني لأقول لك كم أحبك و لن أنساك أبدا لكني افتقدك كثيرا..
داخل صالة المطار التقط عزيز منهن جوازات السفر وتقدم من الضابط الذي يتفحص هويتهم وبعد أن انتهوا من تلك الإجراءات الروتينة سارو متوجهين إلى الطائرة لكي يستقلون بأماكنهم.
جلست سيرين وماريبالمقعد الأول وجلس عزيز و نيروز بالمقعد الثاني وأعلن الطائرة عن الإقلاع 
منما جعل نيروز تستشعر بالرهبة قبض عزيز على كفها وطمئنها بأنه جانبها لا داع للخوف
شردت ماري وهي تودع ماكسر على أمل اللقاء به ثانيا واخبرها بأنه سوف يلحق بها في أقرب فرصة فهو لن يملك اي أوراق خاصة بهويتة لانه رب داخل دار الرعاية وأثناء الحړب تدمرت الدار وفروا هاربين سوف يخرج هوية خاصة بها ويسافر لها يتم زواجه بها ويستقر في بلدتها فهو لم يملك من الدنيا سواها وسوف يفعل المستحيل من أجل أن يظل جانبها..
تبسمت وشعرت بلذة الحب ولكن عندما تطلعت لصديقتها أختفت أبتسامتها وحل مكانها الحزن أمسكت بكف سيرين طالعتها بنظرات خاوية ضمتها ماري بقوة وظلت تمسد على خصلاتها البنية وقالت بصوت حاني
أشعر بك صديقتي ولكن حاولي التعايش من أجل عائلتك وأجلنا ونحن لن نتركك أبدا والغد سيكون أفضل من اليوم لا تحزني يا حبيبتي..
لفراق الأحبة غصة في القلب لا تشفى وجراح في الروح لا تطيب چرح غائر عميق لايزال يقطر دما كلما راودتنا ذكرى جميلة قضيناها معه.
بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البعاد لأنه سيغيب ليرمي ما حمله ويعود لنا قمرا جديدا ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه وتزيد على مائه من دموعك لأنه سيرمي بهمك في قاع ليس له قرار ويعود لنا بحرا هادئا من جديد وهذه هي سنة الكون يوم يحملك ويوم تحمله.
لقد غابت شمسي عن سمائي يا حبيبي فأصبح الكون كله ظلاما دامسا أصبح الكون كله من دون أي ألوان وملامح وأصوات لم يعد سوى صدى صوتك يرن في أذني لم أعد أرى سوى صورة وجهك الحبيب لم أعد أتذكر إلا صورة وجهكونظرات عينيك عند الوداع.
الفصل الحادي والعشرون شبح غائب
أطبق بقوة على جسدها الضئيل بين ذراعيه ثم دنا بالقرب من أذنها هامسا بخفيف
أشتقت إليك يا شرقيتي الحسناء
أستشعرت أنفاسه
مال هو على وجنتها يطبع قبلة
ابتعدت عنه برفق وهي مازالت غير مصدقة وجوده
أنفتح الباب فجأة وطلت والدتها منه قائلة
سيرو هيا لتناول الطعام 
نظرت سيرين حولها في تيه أين أختفى سادم
اقتربت منها والدتها بقلق 
ماذا بك يا حبيبتي لما تدورين حول نفسك 
ثم اردفت قائلة وهي تطالعها ببسمة حانية
لابد أنك أشتقتي لغرفتك كل شيء بها كما تركتيه أنت
نفضت رأسها
بشرود وهي تتسأل داخلها هل كان معها حقا تشعر به وتلامسه وحدثته أم أنها تتوهم وجوده
سارت ک المغيبة بجانب والدتها وجلست أمام المنضدة المستديرة التي تقبع في بهو منزلهم ووضعت كفيها أعلى وجنتيها تنظر للفراغ بشرود 
وضعت والدتها الطعام وهتف قائلة عندما أستمعت لطرقات أعلى باب الشقة
ها والدك قد عاد 
ذهبت
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 40 صفحات