الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي

انت في الصفحة 35 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

وهي لم تواكب الأحداث ولكن قصت لها والدتها ما حدث لها من اوهام وتخيلات بوجود سادم حولها بكل مكان أرق مضجعها ولم تذق طعم الراحة ودخلت في نوبات أكتئاب حاد وهلع ورهاب من كل شيء يحدث أمامها كما انها ابتعدت تلك الفترة عن صديقتيها وظلت حبيسة لغرفتها تواجهه الأوهام وحدها.
العصبية بحياتها ولكنها لاجئت للشيوخ ولطب النفسي لكي تخرج من ذلك البلاء فلا تريد أن يتكرر الأمر مع صغيرها وتعيش مأساة الماضي التي لم تعيشه
مع والدتها فمجرد التفكير بالأمر يرهق عقلها ويقلب حياتها رأسا على عقب..
ساءت حالة سيرين منما أقلق والديها فقد كانت تظل مستيقظة لن تسطيع النوم واذا غلفت عينيها تصرخ هلعا منما يراودها داخل أحلامها وأثناء صحوها حول حياتها لچحيم مستعر أصبحت جسد شاحب وعيون ذائغة تطلع لهم بتيه وشرود.
في ذلك الوقت قررت صديقتيها ماري و نيروز إخراجها من تلك الحالة ولكنها لن تستجيب لهن فقد أبت محاولتهن بالفشل واقترح والد ماري العم شوقي بذهابها لطبيب نفسي وبحث هو بنفسه عن طبيب مختص المعالجة النفسية وبالفعل خضعت سيرين للعلاج النفسي ومكسوها 
ظلت قرابة العام داخل المصحة وبدعم صديقتيها والطبيب المعالج غادرت المصحة وأكملت دراستها للطب بمساعدة الطبيب الذي عشقها وقرر الزواج منها وهي لم تجد إلا الموافقه على هذا الزواج فقد كان ملاذها الوحيد في الحياة وبعد زواجها عادت تراودها الهواجس والهلاوس وتحملت الكثير ولكن فقدت زوجها الحبيب ورفيق دربها بعدما أنجبت طفلتها ريم
وقرر إحدى رجال الدين ان تذهب للأراضي المقدسة وأداء مناسك الحج وهناك الراحة والسکينة والأمان ومن هناك ألتقت بسيدة اعطتها القلادة المحصنة بذكر الله وحجر كريم نادر 
كانت حياتها بائسة وعاشت طوال عمرها تخشى عودته بالظهور أمامها وإذاء ابنتها وأحفادها إلى أن صعدت روحها إلى بارئها.
أين القلادة سيران
اخرجتها من خلف كنزتها وقالت
هذه القلادة المحصنة
أجل هي نفسها القلادة وإياك ان تنزعيها
قالت سيران بعدم تصديق تلك الخرافة
ولكن هذا غير منطقي كيف لقلادة ان تتحكم بمصير حياتنا يا أمي أنها مجرد قلادة عادية كغيرها
قاطعتها ريم بانفعال
لا هي ليست مغيرها لقد أخبرتني جدتك قبل ۏفاتها بأن داخلها سحر خفي حجر كريم نادر الوجود داخله شراب أكسير الحياة ومن يرتشفه يخلد مدا الحياة
شهقت سيران غير مصدقة لتلك الخرافات التي تتفوه بها والدتها ولكن لمعت عين لاواي بوميض غريب وحصل على مراده حقا ولكن نجح في إخفاء فرحته في الوصول لهدفه.
نزعت ريم القلادة من عنق ابنتها وحاولت فتح الحجر الفيروزي الذي يلمع بسحر جذاب ذلك الوضع المتأذم وسوف تعود إلى منزلها تحاول الجلوس مع والدتها لتعلم كل ما يخص تلك القلادة وما يعرفه والدها عن أكسير الحياة
ولكن رفض كارم المغادرة مع والدته لانه يريد التحدث معسيران فلم تحدث بينهما مواجهة لمعرفة سبب فض الخطبة ونزع دبلتها.
تنحنح كارم ثم نظر لها قائلا بتحفظ بسبب وجود هذا الشاب الغريب عنهما
سيران أريد التحدث معك الآن هل تسمحين لي بذلك
ألقت سيران أنظارها على والدتها المتمسكة بالقلادة وكانها غريق يتعلق بالقشة وجابت بعينيها التطلع إلى لاواي الذي رمقها بنظرات دافئة واقترب بخطوة اتجاه والدتها يحاول مساعدتها على فتح القلادة فهو لديه قوة على ذلك ولكنه رفض فتحها وادعى انه يحاول فتحها حقا
لا تقلق سأحاول فتحها 
قررت الأبعاد عن ذاك الطابق الذي يوجد به شقيقها وهبطت الدرج إلى الاسفل وتحسبا لأي 
اعتقد هنا أنسب مكان للحديث تفضل أنا اسمعك جيدا
جلست هي أولا بالمقعد القابع خلف الطاولة المستديرة الصغيرة التي تضم حولها أربعة مقاعد وهو اتخذ المقعد المقابل لها ورفع أنظاره تتعلق بمقلتيها وهو يهتف قائلا
لم تتيح لنا الفرصة بالتحدث عن أمر نزعك لخاتم الخطبة
لاحت شبح أبتسامة صفراء وقالت وهي تتصنع الدهشة
حقا لم تعرف السبب وراء ذلك
هز رأسه نافيا وقال
كيف اعلم وانا من تفاجئ برد فعلك هذا على حين غفلة ولم يحدث بيننا أي حديث او مواجهة
حسنا كارم حللت الرباط الذي بيننا لأنك خائڼ ورأيتك أمام عيني فلن تستطيع إنكار ما حدث بينك وبين ميلا التي كنت أظنها صديقتي ولكن انا لم أصادق الخائنين ولن اربط حياتي بهم
جف حلقه وحاول الدفاع عنه نفسه ومحاولة اعطاءه فرصة أخرى فهو يحبها وما حدث كان لحظة ضعف
تتركيني وتنسى حبك لي سيران أنا إنا أيضا أحبك ولا أريد أن تنتهي علاقاتنا بهذا الشكل دعي لي فرصة أخيرة ولن ټندمي أبدا أقسم لك
ما حدث بيننا شيئا كانت مجرد لحظة هوجاء وميلا هي من بادرت بالتقرب
قاطعته باشمئزاز وهي تنهض عن مقعدها لتنهي الحديث بينهما
وأنت ضعفت بكل سذاجة وقبلت بهذا التقرب كارم ما بيننا انتهى ولم يعد كما السابق
انهت كلماتها وتركته مصډوما فلم يتوقع ذلك الرد كان يظن بأن حبه سيشفع له خيانته ولكن سيران لم تقبل بذلك عاد إلى منزله مكهفر الوجه ثم صعد إلى غرفته ورفض الحديث مع والدته واوصد على نفسه وظل حبيسا لغرفته يتذكر ما مر عليه في ذلك العام الماضي منذ أن تمت خطبته بسيران واللحظات الجميلة السعيدة التي جمعت بينهما ورؤية أبتسامتها التي تنير وجهها وعندما وصل تفكيره لفقدانها القى هاتفه بقوة حيث المرآة لتتهشم إلى نصفين وقف هو يتطلع لنفسه داخلها ليجد أنعكاس صورته لم تعد صورة مكتملة وجد نفسه مهشما تماما مثل لوح الزجاج هيئة غير واضحة معالم وجهه ناقصة وهذا حال قلبه أيضا لم يعد مكتملا بعدما فقد قطعة منه لم يدرك حجم خسارته لحبه إلا الآن وچرح محبوبته بصك الخېانة الذي لا يغتفر..
الخېانة غدر وسوء خلق لا يجب أبدا فعل مثل هذه الأفعال البذيئة من شخص محب للناس فالخېانة اڼتقام عظيم وخنجر مسمۏم يطعن في قلب الأشخاص ويشعرهم بالألم ويغرس في نفوسهم عدم الثقة وكره كل شيء من حولهم الخېانة سلوك من يشعر بالنقص. 
غدر البشر من أسوأ الأمور في الحياة فلا أحد يحتمل الغدر ولا الخېانة ولا الألم النفسي الناتج هي شبح العلاقات والأمر الأسوأ بين الأحبة لذلك لا يجب أبدا أن يخون المرء أشخاص أحبوه بصدق ومنحوه الحياة التي لطالما تمنى أن يحياها. 
هكذا كان حالها تتمزق من الداخل وېحترق قلبها بسبب ما فعله كارم بها لقد طعنها بخنجرا مسمۏم بالغدر والخېانة وهي التي منحته قلبا نقيا محبا ومخلصا له أحبه بصدق ولكنها تتضرع مرارة الخېانة وحدها وعليها ان تقف صامدة لن يهزها شيئا يكفي وضع شقيقها الذي يلهيها عن ترك قلبها للحزن..
عودة إلى غرفة سادم.
كفكفت سيران دموعها المنهالة على صفيحة وجهها قبل أن تولج لغرفة شقيقها تخفي أثر حزنها العميق بقلبها.
وقفت أمام باب الغرفة تستجمع شتاتها بهدوء ثم سحبت شهيقا عميقا وزفرته ببطء شديد ثم ولجت داخل الغرفة تحاول رسم أبتسامة طفيفة اقتربت من خطواتها ووقفت بجوار والدتها 
هل تصالحتما
ربتت سيران على كتف والدتها وهمست برفق
لأ... ما فعله كارم لا يستحق الغفران والدتي وانا بخير هكذا لا تخافين
تسألت بقلق ونظرات غاضبة
وما التصرف الذي فعله لكي لا يستحق الغفران أعدك بأن أظل جانبك ولن أسمح لاحد اي كان أن يجرح ابنتي
تبسمت لها وقالت بصدق
ابنتك قوية وستمر من هذه المحڼة دون كسر كل ما في الأمر اريد طي تلك الصفحة من حياتي
شعرت ريم بحزن ابنتها وانسابت دموعها المكلومة على حال طفليها
انتشلهم لاواي من ذاك الحزن الذي سيطر عليهم وقال بصوت دافئ محاولة منه أحياء أمل شفاء سادم في نفوسهم وهو من يتولى ذلك الامر 
اعتذر عن قطع حديثكم ولكن أود أن أبدا مع سادم رحلة العلاج من هذه اللحظة ليتعافى ويعود كما كان ساحتفظ بالقلادة بالطبع ستصلنا لشيء وسوف أحاول جاهدا على فتحها
تبادلت النظرات بينهما ولكن الغريب بأن ريم لم تعترض حديث لاواي وهذا ما جعل سيران 
وهو من جعل بينهما هالة خفية يحجب عليها فهمها واختراقها كما أنها أمامه الأن گ الكتاب المفتوح وهو يقرأها دون عناء ويتحكم أيضا بافكارها ولا يجعلها تعارضه كما نمى الإعجاب ويحاول الهاءها عن عدم التفكير في علاقتها السابقة بكارم الذي خذلها وجرحها نجح في كبت حزنها وأخفاء مشاعر الحب من قلبها لذلك الشخص الذي يبغضه وسينال منه حقا بعدما اقسم على ذلك فلن يدعى ينعم بعيشة هنية منذ تلك اللحظة التي بدلت حياتهم جميعا..
جلست جميلة مع والدها عزيز تحاول فهم سر القلادة وهل حقا داخلها أكسير الحياة الذي يجعل من يرتشفه يحيا ابديا مثل ما قرأته قديما في حكايات الأساطير المخلدة.
نظر لها والدها بوهن شديد فقد كان في حالة أعياء ولكن عندما قصت عليه ما حدث بمنزل ريم وهو منصت لها تماما وتذكر لمحات من الماضي الجميل الذي كان يجمعه بزوجته وصديقتيها المقربتين.
تنهد بعمق وقال بصوته الخاڤت
كانت أجمل لحظات عمرنا عندما كنا نجتمع سويا بالماضي فبعد سفر سيرين شعرت الرفيقتين نيروز وماري بالحزن والخۏف عليها وعند عودتها كانت الفرحة عارمة وتعم قلب الجميع
قطعت حديثه بفضول وتسأل
والدي الحبيب دائما تحكي لي عن الماضي الذي جمع بينكم ولكني لا أعلم
حتى الآن هل خالتي ماري وزوجها ماكسر على قيد الحياة ام توفاهم الله
رفع مقلتيه الصغيرتين أثر التجاعيد المحفورة على ملامحه يطالعها بنظرات حزينة ثم بتر كلماته بحزن دفين
تشتت علاقات الماضي وانكسرت أضلاع المثلث الثلاثة اللاتي كانوا مثل أضلاع المثلث المتكامل تبعثر كل ضلع بمكان.
أسترد أنفاسه بصعوبة وقال هامسا بحزن
بعد عودة سيرين وريم من السفر تبدلت أحولهن وحدث تغير جذري بعلاقتهن انشغلت سيرين بتربية ابنتها فقد عادت بهواجس الفقد تطاردها تخاف على فقدانها وبعدتها عن الجميع وظلت تحاول فتح القلادة المحصنة التي ظنت بأن داخلها أكسير الحياة ولكن هذه لم تكن الحقيقه هي مجرد خدعة فعلنها لكي نجعلها تنسى الماضي وتتمسك بالأمل الجديد وظلت تحتمي بتلك القلادة وهي تظن بأنها ستحمي نسلها من الجن دهمان المړض النفسي الذي أصابها كان يجعلها ترا هواجس عديدة ومرت بمرحلة الوسواس القهري الذي كان سيودي بحياتها اكثر من مرة سر القلادة نحن اوهمناها بذلك وكانت فكرة ماري
لم أفهم ولكن ريم أخبرتني غير ذلك
اردف عزيز قائلا
هي حقا قلادة أتت بها ولكن من روما أثناء رحلة سفرنا وكانت قلادة نادرة خاصة الطبيب سادم ورثها عن والدته وهو بنفسه أعطاها ل سيرين لأنها الشي الثمين الذي بقي من والدته وهو كان يحب والدة كثيرا ولم يحب فتاة إلا سيرين ونحن عند عودة سيرين من الأراضي المقدسه كانت بحالة من التشتت الدائم تحدثنا مع طبيب مختص واقترح علينا أن نبدل لها حقيقة القلادة وماري هي من قصت عليها انها محصنه ستحمي ابنتها ونسلها لان سيرين كانت تخاف
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 40 صفحات