غير قابل للحب منال سالم
تساءلت في تشكيك كبير
هل حقا سأنجح في إيقاع فيجو في شباك حبي أم أنها أوهام أخدع بها نفسي
بعد الذي سمعته لم أكن واثقة من شيء أصبحت خططي متزعزعة غير موثوق في نجاحها. تنبهت من جديد لأصوات محركات السيارات إيذانا بمغادرتها باحة القصر فسالت دموعي غزيرة في قهر عادت الأسئلة الحيرى تتصارع في رأسي والضيق الشديد يستبد بي
إحساس الخېانة موجع للحد الذي يميت مؤلم لدرجة تهشيم الروح لا يمكن مطلقا المسامحة أو طلب الغفران فيه خاصة إن كنت على علم تام بوقوعه!
تألمت كما لم أتألم من قبل أحسست بوخزات تعتصر الروح بلا انسحابها بطعنات غدر تقطع الفؤاد دون أن تمسه فعليا ضممت جفوني على بعضهما البعض ليزداد انسياب الدموع الحاړقة من عيني تزحفت بخطوات ثقيلة
أشبه الأشباح بهذه الهيئة المفزعة!
.
سطعت شمس يوم العرس وتزينت في منتصف السماء الزرقاء ليبدأ بعدها الحضور في ملء مكان إقامة الحفل والذي اقتصر على المقربين للعائلتين من القادة والمخلصين. كنت
يا إلهي! لا أصدق عيناي صغيرتي صارت كأميرات الأحلام.
أنت تبالغين أمي.
تأملت انبهار نظراتها ناحيتي خاصة وهي تتجول على ثوبي الرقيق المصمم خصيصا لأجلي بفتحة صدر صغيرة كالمثلث تقابلها أخرى واسعة في الظهر تصل إلى منتصفه كما تناثرت فصوص الألماس على الجانب الأمامي في تجمعات وردية رقيقة. ظل عنقي خاليا من العقود لم أرتد واحدا بعد فقط وضعت الأقراط الألماسية الصغيرة في أذني.
نظرت مرة ثانية لوجه صوفيا المسرور وهي تخاطبني
لا تقولي هذا أنت جميلة للغاية حتما سيطير عقل فيجو حين يراكي.
علقت ساخرة بوجوم
طبعا.
أضافت آن من ورائنا في تبرم وهي تؤرجح ساقها البارزة من أسفل ثوبها ذي اللون الأزرق السماوي
توقفي أمي عن المبالغة الفارغة إنه لن ينبهر.
استدارت ناحيتها والدتي وڼهرتها في ضيق مزعوج
آن من فضلك لا تعكري مزاج شقيقتك بهرائك السخيف.
احتجت عليها بعناد طفولي
يا أمي إنها...
قاطعتها في صرامة وهي ترفع سبابتها أمام وجهها لتخرسها
لا تتكلمي!
ردت عليها آن في تجهم أكبر
سأبتلع لساني وأصمت.
تحولت نظراتي مرة أخرى نحو صوفيا وهي تتودد إلي بلطافة
قطعة السكر إنها تمزح معك سيعجب فيجو بك كثيرا.
أخبرتها بكذب وطيف ذكريات الخېانة المقنعة تحت شعار توديع العزوبية يحوم في مخيلتي لېحرق كبدي
لا أهتم صوفيا حقا لا أهتم.
نهضت من على مقعد التسريحة فور أن انتهت المصففة من عملها والټفت نافضة مقدمة ثوبي أمامي لأفرده رفعت ناظري نحو صوفيا عندما مدت يدها قائلة
امسكي بباقة الورد.
حذرتني آن في صوت جاد مهدد وهي تقوم من على الطاولة
إياك أن تلقيها في وجهي سأمزقها وأحرقها في الحال.
ابتسمت وقلت بإيماءة خفيفة مؤكدة
حسنا لن أفعل.
أتى من الخارج صوت مكسيم المتسائل بعد طرقة مسموعة على الباب
هل انتهيتن يا فاتنات
من تلقائها أجابت صوفيا في مرح
نعم سيد مكسيم.
أخبرها بنفس الصوت المسموع للجميع
حسنا أنا انتظر كنتي الجميلة لاصطحابها.
ردت عليه في نبرة متحمسة
لحظة واحدة...
اقتربت صوفيا مني وطرحت على وجهي باقي الوشاح الخفيف لأحتجب به عن أعين الناس هاتفة في تشديد
لا ترفعيه هذا يضفي المزيد من الغموض والإثارة.
همهمت آن ساخرة في نقم
وكأنه لا يعرف شكل وجهها.
ردت عليها أمي بصوت خفيض موبخة إياها
يوم عرسك لن نبذل أي جهد في تزيينك سنقدمك لعريسك هكذا بلسانك السليط وهو سيتولى الباقي.
دنت منها وقالت في تحد
ولما الټضحية بي يكفي أن أبقى هكذا بلا زواج فهذا ابتلاء لا أطيقه!
رأيت صوفيا
تقرص شقيقتي من وجنتها قائلة بمرح
لنعطيك بعض الحمرة الخجلة.
دفعت بيدها بعيدا عنها وقالت بتجهم
أمي توقفي.
مرة ثانية جلجل صوت مكسيم مناديا في غير صبر
هيا لن نمضي اليوم بأسره هنا.
انتفضت والدتي في توتر وهتفت وهي تهرول نحو الباب لتفتحه
العروس قادمة سيد مكسيم.
قبل أن تدير المقبض نظرت إلي بهذه النظرة الحنون المليئة بالطيبة ثم استطردت تخاطبني في تحفيز كنت متأكدة أنه لن يجدي نفعا في حالتي البائسة
ابتهجي صغيرتي إنه يومك المنشود ............ !!
...........
الفصل السابع عشر
إنها
________________________________________
بالفعل صفقة مربحة لمن حولي فيما عدا أنا وشقيقتي بالنسبة لنا كان اتفاق المۏت كان على قلبي هم ثقيل حين فتح باب الغرفة ليظهر مكسيم أمامي بنظراته المبهورة لهيئتي في هذه اللحظة كنت ممتنة لاقتراح والدتي بوضع هذا الحجاب الشفاف على وجهي لأخفي ورائه ما ينعكس عليه من تعاسة واضحة تقدمت بخطوات شبه مترددة كأني أساق إلى المۏت لا إلى حفل زفافي المنتظر. ارتفع وجيب قلبي وصمت دقاته أذناي لكني مضطرة للمضي قدما حتى نهاية المطاف. تنهدت في عمق وتكلمت مع نفسي في رجاء
ليت كل هذا الهراء ينتهي سريعا!
مداعبة رقيقة من والدتي على وجنتي جعلتني ابتسم في لطافة خبأت خلفها التخبط السائد في مشاعري من جديد سحبت نفسا عميقا لفظته على مهل ثم رسمت بسمة مهذبة على ثغري عندما غدوت في مواجهة مكسيم فالأخير قد ألقى نظرة فاحصة مدققة لتبين مدى سعادتي من وراء الحائل القماشي الذي أضعه أثنى علي بعبارات المدح والإعجاب فضحكت والدتي في مرح وقالت
الأجمل للأفضل سيد مكسيم.
أيد كلامها قائلا
بالطبع ف فيجو لن يرتضي بأقل من هذا!
في نظر من حولي كنت البضاعة المناسبة والتي تم دفع ثمنها مسبقا بأرواح مذنبة وبريئة حاولت ألا أجعل يأسي يسيطر على مشاعري فأنا بحاجة للتسلح بالثبات الانفعالي طوال فترة إقامة الحفل. تأبطت ذراعه لأسير معه نحو الخارج حيث ينتظرني الحضور من أهم القادة وأتباعهم المخلصين.
خاطبني في ود ظاهري
أنت ستكونين سيدة بيت أل سانتوس فوق رؤوس الجميع...
نظرت إليه نظرة سريعة قبل أن أتطلع أمامي فأكمل جملته المشروطة
فقط إن حرصتي على إسعاد ابني وجئت لي بالوريث المنتظر.
إنه يطلب المستحيل من شخص أخشاه في وجوده وفي غيابه أما الجزئية الأخرى فلم أحاول مطلقا التفكير فيها إنها لأمر مخجل. أرهفت السمع إليه مرة ثانية وهو يتابع إملاء أوامره
لا تغضبي زوجك فغضبه شنيع ولا يمكن ردعه.
تساءلت مع نفسي في سخرية مريرة
هل أنت تطمئنني أم تزيد من هلعي
واصل مكسيم الكلام وهو يسحبني في تؤدة نحو الحديقة المعدة لمراسم إتمام عهود الزواج
لقد بذلت والدتك مجهودا مضنيا لإخراجه بهذه الصورة.
مسحت بنظرة واسعة مليئة بالإعجاب ما فعلته صوفيا بالمكان استطاعت أن تحوله إلى جنة ساحرة تسر الناظرين إليها لمحت من موضعي البعيد ما يشبه الستائر الخفيفة تحاوط حدود الحديقة وتحجب بشكل جزئي من هو جالس بالداخل عمن يقف بجوار أحواض الزهور تلك المستخدمة كمدخل افتراضي يفضي إلى حيث سيقوم القس بتلاوة طقوسه كذلك تعمدت مع مصممة الديكور إضفاء لمسة إيطالية على الأجواء فيجدد من شعور الانتماء والحنين لديهم حيث اهتمت كثيرا بالمنطقة المخصصة للرقص وتناول الأطعمة في وقت لاحق بعد انتهاء المراسم الأساسية. تأكدت من جعل كل شيء تقليدي مشبع باللمسات الإيطالية ليشعر الجميع بأنهم في الوطن
سواء من خلال الاستعانة بنماذج من التماثيل الرخامية ذات التصاميم البديعة والمميزة أو من طريقة توضيب المائدات وملئها بكل ما هو إيطالي المذاق.
أيضا اقترحت والدتي على المصممة تجهيز ممر بين الخضرة العشبية من الورود المتفاوتة في درجة حمرتها على أن تكون الغلبة للون القاني على فرش من اللون الأبيض فيبدو المزيج بينهما خلابا وعلى الجانبين تم وضع أكاليل من الأزهار في أوعية فخارية لأتمكن من المشي في المنتصف كملكة متوجة بثوبها الأبيض الناصع وجمالها الآخاذ.
تخيلت نفسي كقربان تم اختياره من قبل كهنة المعابد قديما من أجل الټضحية به للظفر برضا الآلهة ويا له من تشبيه جعل بدني يقشر ونبضاتي تزداد على اضطرابها اضطرابا. انتبهت ل مكسيم وهو يشيد بالمجهود المبذول لتغيير ما اعتبره مكانا عاديا ليصبح ملائما للزفاف وأخبرته في إيجاز
إنها تحب ذلك.
أيد قولي قائلا بفتور أزعجني قليلا
أرى هذا بوضوح.
كنت كمن يسير لوقت طويل مسافة أميال لا بضعة أمتار معدودة بذلت ضعف المجهود المعتاد لأحافظ على رباطة جأشي وهدوئي لكن ما لبث أن تبدد ذلك في لمح البصر حين اقتربت من المدخل المزدان فجأة صدحت موسيقى الزفاف الشهيرة لتنبه الجميع بوصولي مما جعل أنفاسي تختلج ونظراتي تتسع وقلبي يخفق. ارتبكت خطواتي وتصلبت مبهوتة مرتعدة من التقدم للأمام فشد مكسيم من جذبه لي هاتفا بلهجة آمرة
هيا لا تقفي هكذا.
ارتعش صوتي للغاية وأنا أعترف له
أنا خائڤة.
ظهر الضيق على وجهه وقال كأنما ينهرني في غير تعاطف
كفي عن تلك السخافة!
زويت ما بين حاجبي في استياء فأنا لم أكن أتدلل وإنما كل ما احتجت إليه بضعة كلمات مطمئنة لا أكثر ولا أقل مما قد يردده الآباء لبناتهن في مثل هذه المواقف الخاطفة للأنفاس لكني لم أجد هذا منه! ولم أتوقع أن يفعل! ومع ذلك أصابني تصرفه بإحساس الخزلان شعرت بقبضته تقسو على يدي المرتجفة فنظرت إليه في تحير لأجده يخاطبني في لهجة آمرة
سيري في خيلاء أنت من الآن فصاعد زوجة الزعيم فيجو لا تطأطئي رأسك ولا تظهري ضعفك!
لم أتفوه بشيء فصاح مجددا في تبرم
هل سمعت ما قلت
أجبت بنفس الصوت المرتعش
نعم.
دمدم في تجهم كان