الخميس 28 نوفمبر 2024

و بها انا متيم أمل نصر

انت في الصفحة 28 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز

على الاوراق والفروع الجافة حولها
مش خاېفة على نفسك في المنطقة اللي انتي قاعدة فيها لوحدك دي
قالها لتنتبه إليه وتمسح على جانبي عينيها سريعا لترد بصوت حاولت جاهدة على ألا تظهر اضطرابه
لا طبعا وايه يعني اللي هيخوفني
تعقد جبينه وهو يرى اثار الدموع العالقة على بشرتها التي تلونت بالأحمر على عدة مناطق من وجهها ليسألها بتوجس
هو انتي كنت بټعيطي
نفت بهز رأسها ولما شعرت ان كذبتها مكشوفة ردت بمرواغة
مش لدرجة البكا يعني او الزعل بس هو زي ما تقول كدة افتكرت ابويا.
تناول حجر له ليجلس بالقرب منها ويسألها
اسف ع التدخل بس انا بصراحة كنت عايز اعرف ايه اللي فكرك بوالدك عشان تسيبي شغلك وتجيبي هنا في الجو الخلا ده وټعيطي
يا عم مش عياط.
قالتها بسأم وهي تكمل شارحة
انا بقولك افتكرت ودي حاجة طبيعية عندي انا عمري ما نسيت ابويا اساسا كل حاجة في شغلي بتفكرني بيه انا معظم وقتي قضيته معاه اصل انا بكريته وفرحته بيا كانت بتخليه ياخدني في أي حتة معاه في الشغل في البيت في المكتب ما هو دا اللي خلاني امسك من بعده.
قصدك على شغل المقاولات
سألها لتوميء برأسها وتجيبه
مهانش عليا تعبه وشقاه يروحوا لناس اغراب لما ابيع السجل بتاعه وادفن تاريخه .
سمع منها وظل صامتا يتأملها بتفكير عميق حتى رفعت رأسها إليه بتساؤل فقال
هتزعلي لو فضولي خلاني أسألك عن الكلمة المحفورة في دلاية الانسيال اللي في إي دك ده
انتبهت لتنقل بنظرها نحو ما يرمي إليه
إيه ده انت خدت بالك
قالتها بتساؤل ليهز رأسه إليها وكأنها أجابة عادية وعلى طرف لسانه يود القول بأن هذا الموضوع وهذه الكلمة تشغل حيزا غير هين برأسه منذ أن التقاها اول مرة وهو يفكر ان كانا رمزين او كلمة لأسم عزيز عليها كحبيب مثلا او خطيب او .....
قلب ابوها.
نعم.
خلعت الأنسيال لترفع أمامه الجملة التي يقصدها شارحة
دا قلب صغير ودا اللي الكلمة اللي لازقة فيه ابوها يعني قلب ابوها عملهالي قبل ما ېموت كانت حالتنا حلوة مكنش زي دلوقت الجاي يدوبك على قد اللي رايح. 
قال حسن بتأثر
دا كان بيحبك اوي بقى.
اوي.
غلبتها مشاعرها لتخرج منها بتحشرج ثم اشاحت بوجهها عنه حتى لا يرى دمعة خائڼة غلبتها ولكنه انتبه
انا اسف يا شهد لو كنت فكرتك. 
عادت إليه بابتسامة قائلة
بتتأسف على إيه بس انا افتكرته اساسا قبل ما تيجي امال انا جيت استخبى ليه هنا تحت شجر
النبق. 
بس والله المنظر حلو مش وحش..
منظر ايه
سألته باستفهام لتجده دنى نحو الأرض يتناول حبة نبق ناضجة مسحها على القميص الذي يرتديه يردف لها
على فكرة انا بحب اجي هنا وانقي منهم على كيفي تحبي تدوقي ولا لازم بقى تقومي وتغسلي. 
مد ي ده بالثمرة الناضجة فردت وهي تتناولتها
لا طبعا دا طاهر ومفيش اي د لمسته ولا حتى اتلوث بالكيماوي انا كمان باجي هنا وانقي براحتي.
اخفى داخله ابتهاجا يعبث بقوة لمجرد تقبلها لشيء منه فنهض فجأة ليقول بحماسة
طب استنى بقى وانا انزلك اللي احلى واحلى. 
هتعمل إيه
قالتها لتجده امسك بعصا قريبة وعلى احد الفروع القريبة من مستوى طوله ضړب بضربتين فقط وافترشت الأرض حولها بالثمار الناضجة شهقت ضاحكة لتردد بمرح
ايه دا كله ومين فينا اللي عنده مرارة ينقي
تبسم هو بانتشاء ليجلس على عقبيه ويجيبها وهو يتناول الأطيب والأكبر
يا ستي احنا ننقي اللي احنا عايزينه والباقي بقى يقعد لصاحب نصيبه.
بوجه تبدل عن الحالة السابقة لها مئة وثمانون درجة كانت تضحك وعينيها تناظر الخير الذي امتلأت به الأرض حولها لتعقب
ونسيب الشغل ونقعد ننقي.
نظر لها بأعين تفيض بحنان ذكرها بفعل والدها قديما يقول
لا يا ست المقاول انتي تقعدي مكانك زي الهانم وانا هنقى الحلو منهم واجيبلك لحد عندك.
صمتت بخجل أصابها من كلماته
فتابع هو ليزيح عنها الحرج
دا روتين بعمله كل يوم من ساعة ما استلمت الموقع هنا مجيدة مدخلنيش البيت لو مرجعتلهاش بمجموعة كبيرة من دول.
ضحكت شهد لتسأله بتذكر عنها
طب هي عاملة ايه دلوقتي كويسة ولا لسة الضغط تاعبها
كويسة.
قالها حسن بابتسامة مستترة وهو منهمك في تجميع الثمار وهتفت شهد نحوه بقلق
طب خلي بالك طيب الأرض هنا كلها شوك اهو ده بقى العيب الوحيد في الشجرة دي.
رفع راسه إليها ليقول بمغزى وكأنه يوصل إليها رسالة دعم وتشجيع
أي حاجة حلوة لازم يبقى حوليها شوك يحميها. الحاجة السهلة بتبقى طمع للكل.
قالت بهيرة تخاطب ابنها الذي كان يقبل أطفاله بعد ان وصل منذ قليل فقط للقصر الذي هجره لأكثر من اسبوعين
اخيرا شوفنا وشك يا عدي اولادك بيحضونك وكأنك جاي من السفر مش معاهم هنا في نفس البلد .
داعب شعر

رأس ابنه الأكبر ذو الخمس سنوات ليهمس له في اذنيه
اطلعوا فوق في اوضكم انت واخوك وشوف الهدايا اللي انا جيبتها. 
هلل الطفل ببعض الكلمات الأجنبية ليسحب شقيقه ذى الثلاث سنوات بحماس وفرح نحو غرفهم 
فتكلم عدي يجيب والدته
ما انتي عارفة باللي حاصل يا ماما الهانم مكلفتش نفسها تبعتلي رسالة حتى زي ما يكون ما صدقت اني سيبتلها البيت ومشيت. 
تغضن وجه بهيرة لتقول بعبوس وضيق
عدي انت مش شايف انك مزودها اوي مع ميسون هي مهما كانت برضو ست حتى لو كان الډم التركي بتاعها متقنعر حبتين لكنها برضوا بتيجي بالكلام الحلو انت يا بني اللي بقيت مش طايقها وعلى ابسط خناقة بتسيت البيت وتمشي ودا بيوسع مسافة البعد ما بينكم.
زفر عدي بضيق يضرب بكفه على ذراع الكرسي الذي يجلس عليه فتابعت هي
طب اتعلم شوية من اخوك دا مبيسبش دقيقة يفضى فيها من الشغل عشان يفسح الهانم ويسافر بيها ويدلعها مع انها متستهلش.
ردد خلفها بسأم
ومتستاهلش ليه بقى يا ماما مدام بيحبها.
دبت بعصاها على الأرض بقوة لتقول پحقد
ايوة متستهلش سنين وهي معاه ومش هاين عليها تفرحه بطفل يشيل اسمه يعني مش كفاية قبلنا بيها وهي مش من وسطنا ولا كانت تليق له من الاساس 
التوى ثغر عدي المغلق وقد مل من الحديث المكرر على اسماعه فتابعت والدته
لكن انت مراتك بنت عيلة مأصلة وفوق كدة حفظت للعيلة هيبتها لما خلفت اللي يحفظ نسلها. 
تبسم ساخرا لينهض من جوراها مغمغما
ما هو من حظي بقى!....
أوقفته بهيرة سائلة
رايح تصالحها يا عدي
التف إليها برأسه يهديها ابتسامة غير مفهومة قبل ان يكمل طريقه
بدون استئذان قام بفتح الباب ليلج بداخل جناحه فوقعت عينيه على الفور نحوها وقد كانت جالسة امام المرأة تصفف شعرها البني والتقت زرقاوتيها بخاصتيه عبر انعكاس صورته أمامها وضع كفيه في جيبي بنطاله يلقي التحية بلهجة عادية خالية من أي مشاعر كالتي تتصارع داخلها من أجل أن تلقي بنفسها داخل احضانها وتعانقه بشوق يمزقها نحوه
مساء الخير يا ميسون.
ابتعلت لتجيبه بنفس النبرة
مساء الخير... انتي عامل إيه
تبسم بغموض يجيبها باقتضاب وكأنه يبصق الكلمة
كويس. 
تحرك بعد ذلك نحو الغرفة الملحقة كخرانة ضخمة لملابسه نهضت هي من امام المراة بحيرة متسائلة تذهب خلفه ام تنتظر حتى يأتي هو قلبها الذي يضرب پعنف داخلها يحثها للحاق بها ولكن كرامتها التي تمنعها دائما من المبادرة كالعادة لها الكلمة العليا. توقفت للحظات في انتظاره حتى تفاجأت به يخرج بعدد من الحلات الفاخرة ليلقيهما على الفراش أمامها قبل ان يتصل بأحد الخدم
عزيزة تعالي هنا بسرعة ع الجناح عايزك توضبي الشنطة. 
بتطلب عزيزة توضب الشنطة ليه عدي
خرج سؤالها پصدمة وعدم تصديق
ناظرها بجمود هيئته يجيب بهدوء كاد ان يجلطها
عشان ماشي وراجع تاني ع الفندق يا ميسون عندك اعتراض
نفت برأسها تدعي عدم الاكتراث تغالب تشنج جس دها والذي يهددها بالسقوط متأثرا بخيبة الأمل التي اصابتها في مقت ل منه فقالت بعنجهية تبتغي رد الصڤعة
لا طبعا معنديش ادنى اعتراض انت حر .
تبسم بظفر فقد كان يراهن نفسه على ردها هذا فقال ببرود OK يا ميسون عن اذنك بقى.
قالها وتحرك ذاهبا على الفور لتسقط هي اخيرا خلفه تبتلع الإهانة بعزة ترفض التنازل عنها هو من يخطيء وعليه ان يبادر بالصلح وليست هي!
انهت صبا دوام عملها وخرجت من الغرفة تسبق شادي والذي كان مضطرا للإنتظار حتى يأتي مالك الفندق عدي عزام ويطلعه على البيانات والتقارير الخاصة بالحفل الضخم والذي سوف يقام بمناسبة مرور اكثر من خمسين عاما على تأسيس الفندق. مناسبة هامة وتحتاج لترتيب هام ومسؤلية عظيمة تلقى على كاهله. رفعت الهاتف لتجيب على من تتصل بها
ايوة يا ست مودة انا خلصت اهو انتي قاعدة فين..... في الريسبش فين بالظبط
قالت الأخيرة لتنتبه نحو الأخرى وهي تلوح لها بكفها بركن ما تقف به بجوار امرأة غريبة عنها. 
خطت إليها صبا وفور ان اقتربت منهن التقطتها مودة قائلة بلهفة
بقالي ساعة بشاورلك يا مچنونة توك ما واخدة بالك
ردت صبا مستغربة
واديني خدت بالي وجيت يا ستي سحباني ورايحة بيا على فين مش احنا ماشين ياما
ايوة يا ستي ماشين بس استني اعرفك الأول.
سألت صبا قبل ان تقف بها الأخرى امام نفس المراة التي رأتها منذ قليل لتعرفها
شوفي يا بقى دي صبا صاحبتي وانتي يا صبا دي ميرنا صاحبتنا الجديدة هنا في الفندق.
هي دي صبا.
غمغمت بها الأخرى داخلها وهي ترمقها بأعين خبيرة مقيمة لتقول بابتسامة تجيدها
اهلا يا صبا انا اتشرفت بيكي اوي
صبا هي الأخرى لم تكن اقل منها فنظام الملابس التي ترتديها والزينة المبالغ فيها جعلت شعور بعدم الارتياح يكتنفها على الفور من هيئة الأخرى لتصافحها بأطراف اصابعها على مضض ترد باقتضاب
اهلا تشرفنا. 
تفاجأت ميرنا بعجرفة صبا في التعامل معها حتى توقفت الكلمات بحلقها وتولت مودة المهمة
ميرنا دي يا صبا اجدع واحدة قابلتها في الفندق هنا طيبة اوي واتصاحبنا بسرعة....
قاطعت استرسالها صبا بحدة سائلة
شغالة في قسم ايه
انا....
شغالة في البار بتاع الفندق هنا.
قالتها مودة لينقلب وجه صبا فقالت بتجهم ملحوظ
يا اهلا بيكي تشرفنا يا... انسة ميرنا مش ياللا بقى .
توجهت بالاخيرة نحو مودة التي تمتمت بإجفال
هاا.
انا هسبقك عند الاتوبيس.
قالتها صبا على عجالة قبل ان تتحرك وتتركهن بدون استئذان تطلعت مودة في ظهرها پصدمة لعدة لحظات قبل ان تستأذن بحرج من الأخرى
اا معلش يا ميرنا ما انتي عارفة بقى اتوبيس الفندق ممكن يمشي ويسبنا عن اذنك. 
اتفضلي يا قلبي طبعا.
قالتها ميرنا بابتسامة مصطنعة حتى ذهبت الأخرى راكضة تلحق بالمتعالية صديقتها لتتبعهما بأنظارها حتى تفاجأت بعدي نفسه والذي كان يدلف الفندق عائدا من الخارج وتركزت انظاره على الأولى فتبسمت هي بسخرية متمتمة
دا الباشا باينه وقع ولا حدش سمى عليه!
كفاية يا ابراهيم يا ابراهيم كفاية..... يووووه وبعدين بقى.....
ما قولتلك كفاية يا أخي الله.
بأنفاس لاهثة ووجه متعرق تطلع إليها بذهول وعدم تصديق
ېخرب بيتك إيه اللي انتي عملتيه دا يا بت
هتفت بدفاعية أمامه وهي تعدل من هيئتها التي بعثرها هو
إيه
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 117 صفحات