و بها انا متيم أمل نصر
كجارية الملوك ثمنها غالي وسعرها أغلى .
هو انا صعبت عليكي لدرجادي
قالتها مودة حينما طال الصمت وقد اقنعتها ملامح الأخرى بذلك.
اخفت ابتسامتها ميرنا لتقترب نفسها نحوها قائلة
بقولك ايه يا مودة انتي ډخلتي قلبي بجد وانا بقا عايزاكي تفتحي قلبك معايا وتقولي كل اللي في نفسك انا اكبر منك والدنيا علمتني بكتير اوي عنك يعني هفيدك بجد.
يالا بقى احكيلي عن نفسك اكتر وقوليلي ازاي اتعرفتي باللي اسمها صبا دي
خرجتا الاثنتان من خارج المصعد لتحط اقدامهن على الطابق المنشود فقالت لينا التي كانت تفور وتغلي بداخلها
انا مش فاهمة ايه اللي خلاني اوافقك واجي كمان على بيت معرفوش ولا اعرف حد فيه دا ايه العبط ده
تبسمت شهد تجيبها همسا
ضحكت لينا ساخرة تقول لها
قال وبيقولوا عليكي مقاول قال دا انتي طلعتي خيبة.
يمكن اكون خيبة صح بس بصراحة بقى هي صعبت عليا لما قالت انها وحيدة ونفسها نيجي ونونسها اهو نجبر بخاطرها وخلاص.
قالتها شهد وقد اقتربت من باب الشقة لتوقفها لينا تقول بحذر
اومأت لها شهد برأسها بموافقة قبل ام تضغط على الجرس في الخارج فلم تنتظر كثيرا حتى وجدت مجيدة تفتح لها بابتسامة من الأذن إلى الأذن مرحبة بلهفة
حمد الله ع السلامة يا قمر نورتونيني.
تبسمت لها شهد تتقبل عناقها والترحيب الحار قبل ام تتركها وتذهب الأخرى قائلة بأعين متوسعة
قالت ولم تكد تكملها حتى اجفلت الأخرى ټخطفها بعناق اخر وتقبيل على الوجنتين مرددة
يا ختي عليكم وعلى حلاوتكم نورتوني يا بنات نورتوني
على مقعده بوسط البهو الضخم يباشر التحضيرات ويمارس عمله بالتحدث عبر الهاتف وبالحاسوب وعينبه تجول بلا هواده في انتظارها في انتظار رؤيتها وقد تيبست اقدمه منذ الصباح ليظل محله لا هو بقادر على الذهاب إلى عمله ولا هو بقادر على الذهاب نحو الغرفة القابعة بها رغم ان عملها يحتم عليها الآن عدم الجلوس في مكتبها الا للضرورة إذن ماذا يمنعها
دي وعايزها تبقي حدث عالمي اقفل بقى عشان جايلي عميل مهم.
انهى مكالمته سريعا فور ان انتبه عليها وأخيرا رأها.
اشرق وجهها بمجرد رؤيتها له يتحدث مع أحد الأشخاص لم تدري بنفسها وهي تتقدم بخطواتها حتى هتف بأسمه منادية
مستر شادي .
قالتها ف الټفت الرؤس نحوها حتى اذا انتبه هو استأذن سريعا من الرجل ليقابلها في نصف المساء ثم اشار لها على احد الزويا حتى توقفا بها ليجيبها بغيظ
مالك يا صبا بتندهي ليه قدام الناس كدة
اسبلت أهدابها عنه وقالت بحرج
آسفة لو احرجتك.
تمتم بالاستغفار يهدأ من فوران صدره الذي يغلي مع انتباهه للنظرات المصوبة نحوها وتمالك ليرد بلهجة لينة بعض الشيء
لا مفيش احراج ولا حاجة انا بس استغربتك لما ندهتيني فجأة كدة هو انتي كنتي عايزاني في إيه
رفعت عينيها الجميلتين إليه لتأسره في النظر إليهم فلم ينتبه جيدا لما تقوله
مش عايزة حاجة شخصية بس اصل حضرتك مش باين من الصبح ودي مش عادتك.
لوح برأسه امامها باستفسار حتى تعيد ما
قالته وقد ذهب تركيزه بلا رجعة
يا فندم بسألك انتي ليه مجتش مكتبك من الصبح
ابتسامة جانبية اعتلت ثغره وقد أسعده قولها حتى ولو كان المقصد يختلف تماما عما يتمناه بداخله فتحمحم ليجيبها برزانة تختلف تماما عن الصخب الذي يدور بداخله
انا مش فاضي من الصبح يا صبا زي ما انتي شايفة كدة بدور زي النحلة في كل حتة عشان ترتيبات الحفل ما انتي عارفة.
عارفة طبعا ودا اللي مخليني مضايقة عشان انا دوري ان اكون معاك في الترتيبات والتعب ده لكن انت....
لا يا صبا.
هتف بها يقاطعها بحدة متابعا
مية مرة اقولك انتي خليكي في الشغل الاداري انا مطلبتش مساعدتك غير في دي وبس
طب ليه حضرتك
من غير ليه
اردف بالآخيرة ملوحا بكفه امامه لتقطع الجدال كتمت زفرة احتقان امامه لتتكتف بغيظ مرددة
تمام يا فندم زي ما تحب.
اخفى داخله بصعوبة ابتسامة بتسلية وقد بدت امامه كالطفلة المتذمرة بعد أن أزاحت بانظارها عنه لا تقوى على ان تخفي ضيقها منه فقال يناكفها
هتعملي زي العيال الصغيرين بقى لما يزعلوا
عادت لترفع عينيها امامه مشيرة بسبابتها نحوها بتساؤل
انا برضك بعمل زي العيال الصغيرين ليه بجى عملت ايه ان شاءالله
قالتها بانفعال زاد من تسليته وزادت ابتسامته مع عودتها للكنة الجنوبية حتى كاد ان ينسى وضعه بوسط البهو ولكن الأعين الفضولية حولهم جعلته ينتبه فقال مغيرا دفة الحديث
انتي فطرتي النهاردة يا صبا
رغم استغرابها لتبدل الحديث فجأة ولكنها ردت بالنفي بهز رأسها فتابع هو
طب بقولك ايه انا عن نفسي ھموت من الجوع اسبقيني ع المكتب وانا هجيب لنا كام سندوتش نفطر بيهم.
اعترضت على الفور
لا طبعا متجيبيش انا اساسا مليش نفس.
طب مش عايزة كوباية شاي تقيلة زي اللي بتشربيها دي كل يوم
تبسمت هذه المرة موافقة فقال مستطردا بهدوء
تمام يا ستي اسبقيني بقى وانا هاجي بالسندوتشات والشاي.
تاني سندوتشات.
امشي الله يخليكي .
قالها بحزم مزيف رغم ابتسامته لتذعن وتنصرف من أمامه بابتسامة هي الأخرى نحو غرفتها بالعمل لتشعل حريقا بناحية قريبة داخل قلب هذا الذي كان يراقب من محله بتركيز شديد لكل همسة وكل كلمة تتبعها ابتسامة لينفث غضبه مع دخان السېجارة التي ابدلها بفنجان القهوة فيشيعها بأنظاره حتى اختف رأسه تشتعل بالأفكار التي تجعله يلعن موقعه الذي يقيده عن التصرف بحرية وما يود فعله الان.
حسم فجأة ليتناول هاتفه ويتصل عليها
ايوة يا ميرنا انتي فين........ ومرزوعة عندك بتعملي ايه مع البت دي........... طب خلصي معاها وتعالي بلغيني بكل حاجة.
تشعر بالفرح لا بل هي تود الرقص حتى تتعب وتتعب أقدامها رؤية الفتاتين معها وداخل الشقة وما تلمسه بإحساس الأم نحوهن يجعلها تجزم أن هذا هو الاختيار السليم
ما تدوقي الكيك يا لينا مبتكليش ليه هو انتو مش عاجبكم الطعم يا بنات
قالتها بالحاح لم تكف عنه منذ أن اجلستهم بصحبتها في غرفة المعيشة التي تقضي بها معظم وقتها.
ردت شهد بابتسامة صادقة
والله يا ست مجيدة طعمه حلو احنا بس اللي مش قادرين ناكل اي حاجة دلوقتي
قارعتها تقول بعدم تصديق
ومش قادرين ليه بقى يعني مش كفاية مردتوش تتغدوا معايا حتى الحلو مش قادرين عليه.
تدخلت لينا هي الأخرة تقول بزوق رغم استغرابها يللموقف كله
يا حجة احنا متغدين قبل ما نيجي انتي ساعة ما اتصلتي شهد كانت بترد عليكي وعلبة الكشري في إي دها.
كشړي!
قالتها مجيدة بابتسامة قبل ان تتابع
ما شاء الله باين عليكم مرتبطين اوي ببعض هو انتوا اصحاب من امتى معلش يعني لو بسأل اصلي بصراحة بقى انا ارتحتلكم قوي يا بنات.
تبسمت لها الفتاتين وردت شهد تجيبها
احنا اصحاب من زمان قوي يعتبر متربين مع بعض رغم ان لينا تسكن في حتة راقية شوية وانا في منطقة شعبية لكني بصراحة صداقتنا بدأت من ابتدائي والست والدتها كان ليها فضل كبير عليا بحنانها بعد ۏفاة امي الله يرحمها.
سألتها مجيدة بتأثر
هي امك ماټت من امتى يا شهد
اجابتها شهد بصلابة اكتسبتها مع مرور السنين
والدتها توفت وهي في رابعة ابتدائي متحملتش الولادة ماټت هي والجنين
بأعين غائمة تهدد بتساقط الدموع رمقتها مجيدة بإشفاق فقالت لينا بلهجتها المرحة
مالك يا ست مجيدة إجمدي كدة امال لو تعرفي بقى ان ابويا واخويا حصلوا والدتها بعد كدة بشهور في حاډثة عربية هتقولي ايه
توقفت تناظرها بعدم تصديق تسألها
معقول! انتي بتتكلمي جد
ضحكت لينا ومعها شهد التي خشت ان تفهم المرأة خطأ
ودي حاجة هيبقى فيها هزار يا ست مجيدة احنا بس بنتعايش مع الدنيا وبنضحك على همنا بدل ما يكسرنا ما هو كل شيء برضوا بأمر الله.
سمعت مجيدة اتردد خلفها
ونعم بالله يا حبيايبي ربنا يخليكم لبعض.
تمتمتن خلفها
امين يارب
ثم انتفضت فجأة لينا مستئذنة
طب احنا يدوبك بقى نمشي يا طننت
نهضت خلفها شهد ايضا لتتبعهم مجيدة باعتراض
كدة على طول ودا اسمه كلام هو انتو لحقتوا تقعدوا
بررت لها لينا باعتذار
والله ما اقدر انا متأخرة اساسا عن اجتماع ضروري غي الشركة اللي بشتغل فيها دا انا ممكن اخد جزا اساسا.
عبست مجيدة لتنقل بأنظاره نحو الثانية
وانتي كمان يا شهد ممكن تاخدي جزا
ردت
شهد بتشتت واحراج
لا طبعا مفيش بس لازم امر وعندي شغل متكوم...
قاطعتها مجيدة بوجه بائس تقول بصوت ضعيف
دا انا ملحقتش اقعد معاكم دقيقتين يعني يا ربي مكتوب دايما كدة عليا الوحدة
قالتها بمسكنة اثرت في الفتاتين ليتبادلن حديثا بالأعين وتفاهم جعل لينا تقول اخيرا
خلاص يا خالتي متزعليش شهد هتقعد معاكي شوية وانا بقى ابقى اعوضها بمرة تانية.
بعد قليل
وبعد ان تركت شهد مع المرأة خرجت لينا في المصعد في الطابق الارضي وقد كانت في طريقها نحو باب الخروج قبل ان توشك على الاصطدام بأحد الأشخاص والذي ارتد على الفور مرددا بالاعتذار
انا اسف معلش.
رفعت عينيها پغضب مرددة بغيظ
طب وقبل ما تتأسف بقى مش تاخد بالك من خطوتك بدل ما تدخل كدة زي القطر السريع
توقف امين ليخلع عن عينيه النظارة السوداء يتحقق جيدا من صاحبة الصوت وقد عرفها من هيئتتها ويبدوا انها هي ايصا عرفته لانها توقفت تناظره بتحدي حتى سألها بدهشة
انتي ايه اللي جابك هنا
تخصرت لتجيبه ببرود عكس ما يدور بداخلها نحوه
وانت مالك كانت عمارتك هي ولا دا بيت اهلك!
بشعور من الفرح يغمرها حتى انها كانت لا تقوى على كبت ابتسامة ارتسمت على ملامح وجهها لدرجة انتبهت إليها والدتها وهي تتابعها من وقت ان عادت من الخارج لتلج لداخل المنزل حتى جلست بالقرب منها بوسط الصالة