عشق لا يضاهي أسماء حميدة ٢
تقارير الحمل التي كانت تحملها بين يديها فتمزقت بعض الشيء بفعل قبضتها المشدودة
شعرت سيرين وكأن حياتها تمزقت كما الأوراق التي بين قبضتيها ومع كل تمزق كان أملها في الحياة يتلاشى أكثر
تحملت سيرين سنوات من الوحدة والبرود عانت العزلة القاسېة والقهر الصامت
كانت تبحث عن دفء في قلب متجمد وعن حنان في عالم بلا روح و
كل شهر في هذا الوقت تشعر سيرين بخمول غير عادي ولم تكلف نفسها عناء تجهيز العشاء بل كانت تتكئ على الأريكة تغفو من حين لآخر
ظل الطنين في أذنها مستمرا ليذكرها بضعف سمعها الذي كان سببا آخر لكراهية ظافر لها
فبالنسبة له كانت تلك المشكلة تضاهي الإعاقة الجسدية مما يزيد من استيائه منهاولم يسمح لها أبدا بحمل طفله
كان ظافر رجلا دقيقا وصارما بشأن الالتزام بالمواعيد ليس فقط مع نفسه ولكن أيضا مع من حوله وكالمعتاد وصل إلى المنزل في تمام الساعة السادسة تماما
لم ينظر حتى إليها مر بجانبها مباشرة وهو ينظر إلى الطعام على الطاولة وقال بسخرية
"أنت تفعلين هذا كل يوم هل أنت مربية أم ماذا"
على مدى السنوات الثلاث الماضية كانت سيرين تعيش في دوامة متكررة ترتدي نفس الملابس الداكنة وترد على رسائله بنفس الكلمة المفردة
لو لم يكن هناك تحالف تجاري وخداع من عائلة تهامي لما فكر ظافر في الزواج من امرأة مثل سيرين
عند سماع كلمة "مربية" عاد الطنين في أذني سيرين التي ابتلعت بصعوبة وشعرت بغصة في حلقها ثم قالت بشجاعة
"ظافر هل لديك شخص تحبه"
"ماذا تقصدين بذلك"
رفعت سيرين رأسها وحدقت في عينيه تحاول ابتلاع الصفراء التي تتصاعد في مؤخرة حلقها
"إذا كنت تحب شخصا آخر يمكنك أن تكون معها"
قبل أن تتمكن من إنهاء كلامها قاطعها ظافر بحدة
"أنت مچنونة"
بعد مغادرة ظافر جلست سيرين على الشرفة بمفردها تنظر إلى المطر البارد صوت قطرات المطر يتسلل إلى عالمها المخټنق بالصمت
قبل شهر أخبرها طبيبها
"سيدة سيرين تهامي هناك تغير مرضي في أعصابك السمعية وبعض الأعصاب القحفية مما تسبب في تدهور سمعك وإذا استمر هذا التغير فقد تفقدين سمعك تماما"
ولأنها لم تعتد على عالم صامت توجهت سيرين إلى غرفة المعيشة وشغلت التلفاز ثم