التاسع عشر و العشرون ٢١ و ٢٢ بين غياهب الأقدار نورهان العشري
سالم بالراحة
نظر إلي خدها الذي زاد احمراره جراء أفعاله وقال بنبرة خشنة
محدش قالك تبقي حلوة كده عالصبح..
أنهى كلماته وهو مازال يتابع أفعاله العابثه مما جعلها تقول بلهفة ممزوجة بخجل كبير
سالم . بقي . استني هقولك علي حاجه
سالم باختصار
مش فاضي . قولتلك بفطر..
توسعت ابتسامتها و قالت بمزاح
توقف عما كان يفعله وارتفعت رأسه تناظرها و قد غلف المكر نظراته قائلا بتخابث
تصدقي عندك حق.. نفطر الأول..
لم تتفهم مقصده فقالت باندفاع
طب يالا نقوم نفطر
ارتفع أحدي حاجبيه قبل أن يقول بتخابث
و نقوم ليه الفطار هنا احلى ..
لا انت فهمت ايه انا اقصد ننزل يعني . تحت نفطر و كدا..
شاركها المزاح وعينيه تطالع ابتسامتها بعشق كبير
و عشان كدا طلعتي تجري زي العيال الصغيرة . يا جبانه..
لا طبعا مش جبانه . انت اللي كان شكلك مرعب.. و بعدين انا كنت خلصت كلامي اصلا..
اصلا.. لا بس انا مقدر.. الغيرة صعبه مفيش كلام.. لكن حلوة و بتجيب نتايج مبهرة
انهي كلماته غامزا فاكتست ملامحها بالڠضب و قالت مستنكرة
غيرة ايه لا طبعا. هغير من مين اصلا. وبعدين انا واثقه في نفسي جدا . و متخلقتش اللي تهزني..
فاجأها حين قال بلهجة عابثة
طبعا.. دي مفيهاش كلام. بس قوليلي بقي مين جاب سيرتي و خلاك اتعصبتي اوي كدا
مين جاب سيرتك لا معرفش .. تقصد ايه
انا بسأل بس. اصلك كنت محموقة اوي علي سمعتي امبارح ف قولت اكيد حد جاب سيرتي بكلام بطال ولا حاجه ..
هكذا تحدث بخبث قاصدا كشف الستار عن غيرتها التي ترفض الاعتراف بها فكسي الخجل ملامحها و خاصة نظراته التي كانت تطالعها بخبث مما جعلها تقول بنفاذ صبر
اضاءت ابتسامه رائعة ملامحه جراء اعترافها بغيرتها فقال بنبرة خشنة
طبعا حقك .
أسرتها إجابته القاطعة فقالت بدلال
احسن تكون اتضايقت ولا زعلت من كلامي
راق له دلالها كثيرا و خاصة عندما حاوطت عنقه بذراعيها فقال بنبرة رجولية لطالما أسرتها
انا بتاعك يا باشا . تعمل و تقول اللي انت عايزه..
ما تيجي نفطر بقي ..
تسارعت دقات قلبها مع أنفاسها حين قالت بلهفه
سالم . عايزة أسألك سؤال ممكن
ممكن.
هكذا أجابها بنفاذ صبر فقالت باندفاع
عايزة اعرف موضوع شيرين ده من أوله لآخره..
تراجع عنها و استند علي المخدع خلفه واضعا يده خلف رأسه وهو يقول بخشونة
بغض النظر عن أن توقيت السؤال غبي . بس هجاوبك.. ملخص الحوار. جوازة زى اى جوازة مدبرة من الأهل . ولما مكملتش مفرقتش معايا .
لازالت الغيرة تقرض قلبها فقالت باستفهام
يعني محبتهاش
أجابها بفظاظة
مكنتش قدرت ولا سمحت أنها تتجوز حد غيري.
بس أنت عارف أنه.. يعني
قاطعها بصرامة
حتي لو ايه . مكنتش هقبل أنها تتكتب علي اسم راجل غيري..
طب ليه قعدت الفترة دي كلها من غير جواز يعني اكيد قابلت بنات كتير حلوة مفيش ولا واحدة عجبتك
هكذا استفهمت بقلب يدق خوفا من إجابته التي جاءت علي عكس توقعاتها حين قال بفظاظة
الحلاوة مش كل حاجه . كتير اوي الإنسان مبيبقاش حاسس ولا شايف أنه ناقصه حاجه غير لما حد يلفت انتباهه لدا أو يشوف بعينه الشئ اللي هو محتاجه..
بمعنى
كانت تبغي اعترافا مميزا بالحب ولم يبخل عليها أبدا لذا أجابها قائلا بخشونة
قبل ما اشوفك مكنتش شايف اني ناقصني حاجه. و الجواز مكنش في حساباتي بس لما قابلتك حسيت بالاحتياج لوجودك جنبي وكنت لأول مرة احس اني محتاج حد . و ان حياتي باهتة ملهاش لا لون ولا طعم..
قام بالاعتدال لتصبح عينيه تعتليها و كأنه أراد أن يؤكد علي حديثه بنظراته العاشقه و كلماته التي حوت سحرا أحاط بقلبها
انا مكملتش غير بيك يا فرح..
ارتفعت يديها تحتضن وجهه بحنان و عشق خالط نبرتها حين قالت
وانا معرفتش يعني ايه فرح غير معاك..
لثمت شفتيه كفوف يدها بحب تجلي في نبرته حين قال
وعد مني هخلي الجاي من حياتنا كله فرح. يا فرحة قلبي الي جتله بعد سنين شقى و تعب..
خرجت الكلمات من أعماق قلبها الذي لأول مرة بحياته يتذوق معنى السعادة
بحبك يا سالم..
اخترقت الكلمة أعماق قلبه الذي لن تسعفه الكلمات لوصف ما يحمله لها من عشق و لأنه رجل اعتاد علي الأفعال دون الحاجة للقول فاقترب منها بنظرات شغوفه و انفاس حاړقة قائلا بصوت أجش
يبقى تسبيني أفطر بمزاج..
لم يمهلها الفرصة لخلق أي حديث آخر فقد فاض الشوق و طغي فأخذ