التاسع عشر و العشرون ٢١ و ٢٢ بين غياهب الأقدار نورهان العشري
حديثه فهذا الماكر أخذ يتلاعب بالكلمات حتى يشغلها عن إقلاع الطائرة الذي تخشاه . فتعاظم الحنق بداخلها من مكره فهي تعلم بأنه كان مستمتعا ب ارباكها لذا قالت بجفاء
ياريت تنام احسن..
أطلق تنهيدة قوية من أعماقه وهو يقول بتحسر
هو طول مانت ورايا هشوف النوم
بأقدام مرتعشة دلفت إلى الغرفة التي كانت معبأة برائحة المۏت حتى أن جدرانها كانت باهتة تشبه بهوت معالمها التي لونها الذعر فهي بحياتها لم تر شخص فارق الحياة أبدا و كم كانت تخشى رؤية الچثث حتى في العروض السينمائية كانت تدير رأسها و لكن كما يقولون الحب يفعل المستحيل . فهي لم تستطيع البقاء في الغرفة و تركه في هذه اللحظات العصيبة. و بأمر من قلبها الذي كان له سلطه قويه علي سائر جسدها خطت الي الداخل وحين رأته يجلس منكث الرأس منحني الجزع تبدد كل شعور لديها و حل محله الألم علي رؤيته هكذا و انتحب قلبها تزامنا مع صوت بكائه المكتوم الذي شعرت به فامتدت يدها تلامس كتفه برقة تجلت في نبرتها حين قالت
خيط من السکينة بدأ بالتسرب إلى قلبه رويدا رويدا حين سمع صوتها فقام بإرجاع رأسه للخلف فإذا به يتفاجئ بها سندا لوجعه الذي احتضنته ذراعيها و طوقته بكل ما أوتيت من حب تجلي في نبرتها حين قالت
انا عارفه انك ب تتعذب . الفراق صعب .. صعب اوي. بس افتكر انه دلوقتي مرتاح . مفيش ألم ولا ۏجع.
متحشرجا حين قال
كان نفسي أودعه آخر مرة شفته كان امبارح الصبح .. قعد يبصلي كتير . كأنه كان بيودعني بس انا مفهمتش.. لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا . ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه
عندي فكرة حلوة. ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل..
هاتي المصحف بتاعه . هتلاقيه في الرف التاني من الدولاب ..
علي مضض تركته يديها فشعر بالجليد يحيط به و كأنه انسحابها عنه سلب دفء جسده فصارت عينيه معلقه بها الي أن جلبت المصحف و جاءت بشال والدته الملقى علي أحد المقاعد و قامت بلفه على خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها و التفتت لتجلس بجواره و ما هي إلا لحظات حتى خرج صوتها العذب وهي تقرأ آيات الذكر الحكيم الذي كان له مفعول السحر علي قلبه الذي استكان و هدأ لدقائق حين أتمت سورة البقرة من بعدها ناولته الكتاب العزيز ليقول بتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم .
هكذا صدح صوت شيرين في الهاتف فأجابها ناجي بسخرية
دا المتوقع منها عشان متعرفش حاجه . لكن أنا هثبتلها ان كلامي صح ..
زفرت بقوة قبل أن تقول بتحذير
بابا لآخر مرة هسألك . كلامك عن طنط أمينة حقيقي يعني انا بصراحه مش مصدقه . حاسه ان في حاجه غلط . و لو فعلا احساسي صح ف أتأكد اني مش هساعدك في المخطط الحقېر دا ..
صړخ ناجي پغضب
حتى أنت يا شيرين مش مصدقاني ! مش مصدقه ابوكي
تراجعت شيرين وقالت بخفوت
يا بابا كلامك مش معقول بصراحه . ازاي طنط أمينة كانت بتحبك. و هي من وهي صغيرة كانت مخطوبة لخالي زي ما قالولنا ..
ناجي پغضب
أمينة كانت بتحبني أنا ولما لقت أن منصور نصيبه اكتر مني عشان ابوه معندوش غير ولدين و بنت و كدا نصيبه هيكون كبير من التركة. سابتني و راحت اتجوزته. و بعدها انا حبيت امك و اتجوزتها وأمينة كانت ھتموت لما شافتنا سعدا و مبسوطين مع بعض