الإثنين 25 نوفمبر 2024

التاسع عشر و العشرون ٢١ و ٢٢ بين غياهب الأقدار نورهان العشري

انت في الصفحة 8 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه الذي كان يسبق خطواته المتلهفة التي حملته إليها بسرعة البرق فقام بدفع باب الغرفة ليتفاجئ بها تقف أمامه بجسد مرتجف و عينين تمطران ألما فهرول إليها يحتضن كتفيها بيديه و بصوت يحمل اللهفة والقلق معا خاطبها 
انت كويسه حصل ايه 
تشابهت رجفة جسدها مع شفتيها حين قالت 
عمو وفيق ماټ !
تحدث بنبرة يشوبها التعاطف 
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم. البقاء لله يا فرح ..
تسابقت عبراتها في الانهمار على وجنتيها و قامت 
ب إخفاض رأسها ف شعر بقلبه ينشق إلى نصفين حين رأي الۏجع يهزمها بهذا الشكل فتجاهل كل شئ و نحى خلافهم جانبا حتي أنه صار يهدهدها كطفل صغير الي أن هدأت عواصف الألم بقلبها وافرغت سحبها كل ما تحمله من أوجاع فقام برفع رأسها وهو ينظر إلي عينيها التي لونت خضرتها بدماء الحزن الذي كان اضعافه بقلبه فقام باحتواء وجهها بين يديه وهو يقول بنبرة رقيقة 
وحدي الله يا فرح.. محدش فينا له في نفسه حاجه..
لم تكن كلمات عاشقه بقدر ما كانت حانيه لامست أوتار قلبها الذي استعاد ذكرياته المريرة من آلام الفقد و اللوعه التي تجلت ب نبرتها حين قالت 
ونعم بالله..
احتوت يديه خصرها وهو يقول بحزم 
تعالي..
تركت له نفسها فهو خير من يؤتمن عليها فدلف بها الى الحمام و قام بفتح الصنبور و مد يديه و أخذ يبلل وجهها بأنامل حانيه كانت تخشى عليها من نسمه الهواء.
فقد كان يصب الحنان علي قلبها صبا بالرغم من أنه لم يتحدث ولكن أفعاله كان لها وقع البلسم علي ۏجعها الذي لا يسكنه سوى وجوده 
غيري هدومك . و جهزي شنطتك عشان نلحق نحضر الډفنة . 
برقت عينيها حين سمعت كلماته التي لا تقبل الجدال فخرج سؤالها مندفعا من بين شفتيها 
انت هتروح تعزي
انكمشت ملامحه تعبيرا عن استنكار لم يتخطي حدود شفتيه بل إنه تخطاه حين قال بخشونة
يلا اجهزي مقدمناش وقت كتير. و أنا هخلي الجماعة يجهزوا على ما احجز تذاكر الطيران..
كان هذا آخر ما تفوه به قبل أن ينخرط في دوامة انشغالاته لكي ينهي الأعمال المتراكمة عليه قبل أن يذهبوا إلى هناك
.. فلم تره سوى بعد مرور ساعتين حين كانت تستقل الطائرة برفقة أمينة و مروان و سليم و جنة التي كانت حزينة من أجل ذلك الرجل الذي لا زالت تتذكر ملامحه منذ أن رأته وهي تغادر مع أسرتها و التي لا تشبه تلك الصورة المؤلمھ التي رأته بها آخر مرة حين ذهبت إلى مزرعته للعيش بها 
شعرت بيد قوية تطوق كفها برفق فألتفتت لتجد سليم الذي خاطبها بلهجة خافته 
بتراهني عالحصان الخسران علي فكرة ..
كانت تعلم المغزى خلف كلماته ولكنها آثرت المراوغة 
ف قالت مدعية عدم الفهم 
تقصد ايه
كان يرى داخلها بوضوح و لكنه قرر مجاراتها حين قال بخشونة
الحصان اللي كنت عايزة تخرجي بيه الصبح ضعيف . مش قد كدا .. لو كنت قولتيلي كنت جبتلك حصان احسن . علي الأقل ابقي ضامن أنه ميوقعكيش..
كان لحديثه معان مبطنه تختلف كليا مع ظاهره ولكن لعبته اعجبتها و قررت أن تذهب معه حتي النهايه إذ قالت بخفوت 
اصل انت مكنتش فاضي . و محبتش اشغلك بحاجات تافهه..
اشغليني بعد كدا..
قالها آمرا فحاولت قمع إبتسامة أضاءت عينيها في تلك اللحظة فالتفتت تناظره بخجل تجلي في نبرتها حين قالت 
افرض كان عندك شغل أو
هفضي نفسك حتى لو ورايا ايه. مش هيكون اهم منك..
كان تصريحا تاقت إلى سماعه بالرغم من يقينها من أنه لن يتأخر و لو ثانيه لتلبية ندائها ولكنها كانت تشتاق لسماع ذلك دون أن تخبره ذلك صراحة. 
فلونت حمرة جميلة خديها الذي أشتهي تقبيلهم في تلك اللحظة ولكن ليس أمام الجميع هكذا ولهذا أراد مشاكستها قليلا حين قال بنبرة خافته بجانب اذنيها
و على فكرة بقبل الهدايا و بمۏت في الرشاوي..
التفتت تناظره پصدمه تجلت علي محياها بوضوح مما جعله يتراجع إلي الخلف يستند برأسه وهو يحاول قمع ضحكته بصعوبه حين اتاه صوتها المصډوم وهي تقول 
يعني ايه دا 
ضيق عينيه وهو يقول بنبرة متهكمة بينما عينيه ترسلان نظرات عابثه 
يعني مثلا انا بحب كيك البرتقال اوى. وياسلام لو كان من ايديك الحلوة دي. يبقي كيك بالبرتقال والعسل . و تستغليني بقي . يعني معلومه كده . معلومة كدا. هقر علي طول..
أدارت وجهها إلى الجهة الأخرى غير قادرة على النظر إلى وجهه فهي تعلم ماذا يقصد و علي الرغم من ذلك فقد كانت لكلماته مفعول السحر على قلبها الذي أخذ يدق پعنف جعل الډماء تتدفق بقوة في سائر جسدها الذي شعر هو برجفته فقام بالتشديد من قبضته الممسكة بكفها وهو يقول بجانب أذنيها 
عدي الجمايل بقى..
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
تقصد ايه 
كانت عينيه تحمل العبث بينما أجابها بنبرة هادئة 
احنا طايرين بقالنا ربع ساعه.. 
شهقة كادت أن تفلت من بين شفتيها حين وصل إلي عقلها المغزى وراء

انت في الصفحة 8 من 25 صفحات