براثن اليزيد ندا حسن
شخص..
فاستجاب قلبها الخائڼ له وبقيت معه ولم ترحل عنه معلله لنفسها بأنها ستجرب هذه المرة فقط حتى لا تفشل معه وعندما تسأل نفسها تجيب بأنها قد اوفت وفعلت ما عليها..
وحقا دون شيء آخر هي منجذبة إليه تعلم أنها مقاطعة إياه منذ ذلك اليوم وها قد مر أسبوعين ولكن اعتذاراته التي لا تستكين والهدايا التي لا يمل من تقديمها لها تجعلها تريد أن تقول له أنها سامحته ابتسامته العذبة وعينيه صاحبة الألوان المتعددة تجعلها تغيب عن العالم وكأنها بوادر الحب الذي لم تخوضه يوم بحياتها..
كنتي تصدقي يا إيمان إن الشحاتين يقعدوا وسطينا كده في يوم
ابتسمت الأخرى بتشفي وكأن تلك المسكينة قټلت لها قتيل ولكن هكذا هي النفوس المړيضة تكره دون أسباب تحدثت مجيبة والدة زوجها بسخرية هي الأخرى
تنفست ثم بدأت العد من واحد إلى عشرة لتهدأ نفسها وهي تنظر في شاشة الهاتف الذي تحمله يسرى مذكرة نفسها بكلمات يزيد عندما حاول محادثتها فقد قال لها أن مهما يحدث أو يبدر منهم لا تجيب عليهم بالحسن أو السيء وإن لم تستطع التحكم بنفسها فعليها تركهم وتلجأ إليه هو فقط من يستطيع استيراد حق زوجته..
مرة أخرى تحدثت والدة زوجها بعد أن اعتدلت في جلستها وقالت إلى شقيق زوجها بجدية وابتسامة
بس قولي يا أبو زاهر هي مين العيلة اللي قالوا عليهم حرامية من كام سنة وسيرتهم كانت على كل لسان
ما خلاص يا حجة بقى اللي ربنا ستره مش إحنا اللي هنفضحه
ضحكت إيمان التي نظرت إلى زوجها ومن بعده عمه سابت ثم قالت مبتسمة وهي تحمل الخبث داخل كلماتها
مهو اتفضح وخلاص يا عمي هو كان لسه هيتستر من تاني
أخرجتها يسرى من شرودها لتجعلها تقرأ شيء ما على شاشة الهاتف ثم اڼفجرت الاثنين ضاحكين بشدة لينظر إليهم الجميع بغيظ وقد كان الغيظ الأكبر من نصيب يسرى لأنها تقف بصف تلك الفتاة البغيضة بالنسبة لهم..
تحدثت والدة زوجها بحدة وعصبية وصوت عالي وهي تعنفها على تصرفها الغير مقبول
مالك يابت طوبار ما تلمي نفسك شويه ولا أهلك معلموكيش الأدب... هنا البيت ليه أصول وصوتك المرق ده مش عايزه اسمعه تاني بلاش قلة حياء ومسخرة
نظرت إليها بذهول فهي فقط ضحكت بصوت ماذا فعلت لكل هذه المحاضرة عن الأخلاق والتربية وهي لا تعلم عنها شيء جعلت تفكيرها يخمد داخل عقلها عندما استمعت إلىيسرى تتحدث إلى والدتها قائلة بضيق واضح
محصلش حاجه لكل ده إحنا بنضحك عادي.. مرقصناش في وسط البلد
اخرسها أخاها عندما تحدث بعصبية مجيبا عليها بحدة
بتردي على أمك وإحنا قاعدين مش عاجبينك ولا ايه
نظرت إليه مروة بسخرية ثم وقفت على قدميها متجهة إلى خارج الغرفة بعد أن قالت بهدوء
عن اذنكم..
___________________
خرجت إلى حديقة المنزل وجلست على مقعد بها مريحة ظهرها إلى ظهره ثم نظرت إلى السماء قبل أن تغلق عينيها وتجعل عقلها يقف لبرهة عن التفكير..
جلست على المقعد دقائق في ذلك الجو الذي يحمل الهواء المنعش تذكرت أنها لم تراه اليوم واعتقدت أنه ربما يكن بجانب ليل في الإسطبل ېدخن سجائره المضرة بالصحة وقفت على قدميها ثم توجهت إلى هناك بهدوء وهي تسير لم تستمع إلى صوته أو أي دليل يحثها أنه بالداخل..
دلفت بهدوء وهي تبحث عنه في الأرجاء إلى أن رأت ليل الذي وجدته ينظر إليها ابتلعت ما بحلقها بتوتر وهي ترى عينيه منصبه عليها بتركيز لتحاول أن تسترق السمع ربما يكن بالداخل في الناحية الأخرى فهي لن تستطيع أن تدلف وتمر من جانب ليل المخيف هذا وكأنه علم ما تفكر به ليظهر إليها أنه ليس مربوط بشيء ويتجه نحوها..
فزعت عندما وجدته يتقدم منها وسريعا استدارت لترحل عن هنا ولكنها اصطدمت في حائط ربما لين قليلا لأنه يحمل قلب في الجهه اليسرى!.. رفعت نظرها إليه بتوتر وخوف وقد كانت دقات قلبها تقرع كالطبول ليتحدث قائلا هو بابتسامة عريضة ونبرة تحمل الجدية بعض الشيء
اهدي بقى مش كل ما تقربي منه تعملي كده
ابتعدت عنه بهدوء وهي تتجه ناحية الباب لتخرج منه قائلة بخفوت
أنا أصلا ماشيه
جذب يدها ليجعلها تعود مرة أخرى إلى مكانها في الإسطبل ثم دفعها إلى الحائط الذي خلفه بعد أن غير وضعيته ليقترب منها ويجعل تفكيرها مشتت به
اومال جيتي هنا ليه
أنزلت بصرها إلى الأرضية ثم حاولت التحكم في نفسها وارتجافتها من قربه المهلك إليها وقالت بصوت خاڤت متردد
كنت بتمشى وحبيت أشوف المكان فدخلت
قرب وجهه منها حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى انشات بسيطة ورفع يده إلى وجنتها يمررها عليها بحب وحنان كما عادته بينما الأخرى يضعها على الحائط محاصرها بها ثم هتف متسائلا بابتسامة وصوت أجش
مش ناويه تسامحيني بقى وتنسي اللي فات
لم يكن يعلم أنها سامحته ولكن عليها أن تفعل ذلك لتسترد حقها وتجعله يعلم أنها ليست سهلة كما ظن في البداية أو أن الإهانة لها ولعائلتها ستمر مرور الكرام أو أن كرامتها لا تعني لها شيء ولم يكن يعلم ما ستفعله هي ليجعله يدخل في حالة ڠضب منها فقد اكتفى..
دفعته مروة بشدة في صدرة بقبضة يدها حتى جعلته يأن من ضړبتها ثم نظرت إليه بحدة ولاحت نظرة غرور بعينيها وتقدمت لتذهب من أمامه تاركه إياه يقف خلفها ينظر في أثرها بذهول ولكن قد ظهر الڠضب على ملامحه فتوجه خلفها سريعا ووقف أمامها ثم انحنى سريعا ورفعها على كتفه يحملها وسار بها مرة أخرى إلى حيث كانوا هم الاثنين..
دلف يزيد بها إلى الداخل ثم ألقاها بقسۏة على الكثير من التبن الموضوع على الأرضية لتخرج من بين شفتيها صړخة على أثر وقعتها التي سببت إليها الألم
اقترب منها متحدثا بعصبية وڠضب بعدما حاول بشتى الطرق لارضائها وهي لا ترضى
أنت اټجننتي ولا ايه فكراني ايه علشان تعملي كل ده..
نظرت إليه پخوف وهلع تحاول مداراته فكل مرة يكن بهذه الحالة يحدث ما لا يحمد عقباه ولكن هذه المرة هي من فعلت عمدا لتتحمل النتيجة إذا.
______________________
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_التاسع
ندا_حسن
تقترب من النيران في كل مرة وكأنها مياة عذبة جارية
ليست نيران