الأحد 24 نوفمبر 2024

براثن اليزيد ندا حسن

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

تلتهم كل ما مر أمامها
دلف يزيد بها إلى الداخل ثم ألقاها بقسۏة على الكثير من التبن الموضوع على الأرضية لتخرج من بين شفتيها صړخة على أثر وقعتها التي سببت إليها الألم
اقترب منها متحدثا بعصبية وڠضب بعدما حاول بشتى الطرق لارضائها وهي لا ترضى
أنت اټجننتي ولا ايه فكراني ايه علشان تعملي كل ده
نظرت إليه پخوف وهلع تحاول مداراته فكل مرة يكن بهذه الحالة يحدث ما لا يحمد
عقباه ولكن هذه المرة هي من فعلت عمدا لتتحمل النتيجة إذا..
ابتلعت ما بحلقها بتوتر محاولة استجماع شجاعتها لتقوم بالرد عليه بدون خوف من مظهره ولا غضبه صاحت بصوت عال نسبيا وهي تقول بحدة
وأنت كنت فاكرني ايه لما عملت اللي عملته
ابتعد للخلف بحركات هوجاء ثم تقدم منها مرة أخرى وهو يسب بداخله على غبائها وكبريائها الذي لا يرضى أجابها قائلا بنفاذ صبر
ما قولنا كنت متزفت متعصب واعتذرت مليون مرة بقالي أكتر من أسبوعين بحاول ارضيكي وافهمك إنه غلط مش هيتكرر وأنت أبدا زي ما تكوني صدقتي
أدلت له تعابير وجهها عن تهكمها الصريح ضيقت ما بين حاجبيها قائلة بهدوء مستفز متسائلة
والله يعني كل مرة هتعمل حاجه هتقولي كنت متعصب صح
تنفس بعمق شديد واقترب منها متكئا على قدمه اليمنى ثم سائلها بصراحة ووضوح
من الآخر أنت عايزه ايه
أجابتها لم تكن متوقعة فقد انتظر لتجيب على سؤاله ليصلح ما أفسده ولكن تلك الإجابة ليس لها مصلح
ايه اللي بين عيلتي وعيلتك يا يزيد ليه پتكرهونا أوي كده ايه اللي حصل لكل ده
تريثت قليلا ثم قالت مرة أخرى بحدة وجدية شديدة
غير مۏت زاهر ابن عمك!
ابتعد إلى الخلف مولي ظهره إليها متهربا من الإجابة على سؤالها الغير مرغوب به الآن لتقف على قدميها متقدمه منه ثم سألته مرة أخرى لتجعله يجيب عليها ولكنه احتار في الإجابة نظر إليها بعد أن غير وقفته وتحدث بجدية قائلا
هو ده فعلا السبب الوحيد.. مۏت زاهر هو اللي عمل كده وأنا وأنت اتجوزنا علشان الكره والاشتباكات اللي كانت هتحصل تقف عند حدها ولا نسيتي سبب الجوازه دي
نظرت إلى عينيه پألم يغزو قلبها وأجابته ببرود بعد أن وضعت يدها أمام صدرها
لأ منستش بس أنا شايفه إن الكره ده زي ماهو ومفيش أي حاجه اتغيرت بدليل اللي حصل جوه من شويه
استغرب حديثها الذي قالته بهدوء شديد فعقد ما بين حاجبيه سائلا إياها عن ما حدث دون علمه
ايه اللي حصل
ابتسمت بسخرية لاذعة واستدارت توليه ظهرها وتذكرت ما تحدثوا به عن عائلتها لتقول بتهكم صريح
مع إنك المفروض تكون عارف.. بس هقولك أصل وأنا قاعدة جوه مع العيلة الكريمة بتاعتك قالوا عن أهلي حرامية وإن البلد كلها زمان عرفت أنهم ناس حرامية وقال ايه هما بيستروا عليهم علشان حرام الڤضيحة طبعا غير اللي والدتك بتعمله فيا كل مرة بس أنا محبتش اصغرك وأرد عليها مع أن كان هيبقالي الحق في ده
أبتعد قليلا متجها ناحية ليل الذي وقف بجواره تغاضى عن تهكمها وطريقة حديثها فقد كان همه الأكبر ماذا يفعل هل يفعل كما كان الاتفاق بين أهله وأحبته أما يستجيب إلى معذبة ويترك كل شيء يذهب إلى الچحيم سوى صاحبة العيون الملونة بألوان زاهية ودون دراية وجد نفسه يتحدث قائلا وهو يتجه ناحيتها 
طب ايه رأيك لو بعدنا عن كل ده اللي كنتي عايزاه أنا كده كده كنت راجع القاهرة ما كل حياتي هناك زي ما قولتلك بس هنستنى شويه... مش كتير... وهنرجع سوا
يشتتها بحديثه لقد ترك سؤالها وذهب إلى مكان آخر حتى لا يجيب أو ربما هو يبحث عن حل الإبتعاد عن هذه الأسئلة وإجاباتها وضع يده على كتفيها وجعلها تستدير إليه ثم تحدث مرة أخرى بهدوء
سيبك من عيلتي وعيلتك وكل حاجه حصلت.. أنت طلبتي أننا نبعد وأنا بلبي طلبك أهو علشان نبدأ سوا وتغفريلي اللي حصل أوعدك إنه مش هيتكرر تاني.. واديني شويه من ثقتك ما أنا زي جوزك بردو
ابتسمت على دعابته السخيفة ولكنها فكرت سريعا في عرضه وجدته مغري حقا ستحاول معه في زواجها ستتواجد بالقرب منه كما تريد ستبتعد عن عائلته وكل ذلك سيعمل على إنجاح علاقتهم سويا
موافقة بس زي ما أنا هثق فيك أنت كمان لازم تثق فيا
اقترب منها أكثر بعد أن وضع يده على خصرها وهتف أمام شفتيها قائلا بصوت أجش
من ساعة اللي حصل وأنا بثق فيكي أكتر من نفسي... خلاص اتعلمت الدرس
أبعدته بيدها ثم حاولت الفرار من قربه المهلك لجميع حواسها وحاجتها في أن تنعم بدفء جسده عند احتضانها ولكنه قبض على معصم يدها عندما وجدها تفر هاربة من أمامه فتحدث قائلا
رايحه فين
تعلثمت في إجابتها وهي تحاول أن تسحب يدها من بين يده قائلة بخفوت وصوت هادئ متردد
هتمشى.. قصدي هنام الوقت الوقت أتأخر
ابتسم باتساع فقد كان تأثيره عليها ظاهر وبشدة في كل مرة يراه بوضوح بينما يجعله فخور بنفسه وبرجولته الطاغية عليها جذبها لتتقدم منه ثم وضع يده خلف خصرها مرة أخرى وهو يعبث معها واليد الأخرى يعدل بها خصلات شعرها واضعا إياهم خلف أذنها متحدثا بجانب أذنها بخفوت وصوت جعل القشعريرة تسير في أنحاء جسدها
مش وعدتك أن كل حاجه هتحصل بينا هتكون زي اللي حصلت على ضهر ليل.. ولا أنت كنتي واخده حباية جراءة ساعتها
دارت عينيها في جميع اتجاهات الإسطبل لتختفي
عن عينيه الذي صبها عليها حالها كان مشتت للغاية لا تستطيع حتى التنفس براحة من قربه الشديد منها ونظراته الماكرة الخبيثة التي تجردها من ملابسها بينما هي في شرودها ارقيقة ودودة حاول قدر الإمكان أن يبث بها إعجابه الشديد بها وإرادته بقربها منه شهقت بفزع فقد فعلها دون دراية منها وهي داخل شرودها في تفاصيله وما يفعله بها..
تركها وهو يلهث پعنف مقتربا منها متحدثا أمام شفتيها بلين وصوت خافض يحمل الكثير من المشاعر الجياشة
مروة أنا بحاول والله العظيم ومش عايزك تبعدي أنا عايزك
أجابته بخفوت وضعف بعد أن استمعت كلماته التي أصابتها داخل قلبها باللين لتوافقه على كلماته
أنا كمان مش عايزه أبعد عنك
لم يتدارك نفسه بعد الإستماع إلى تلك الكلمات فقد وجد نفسه يقبلها مرة أخرى بنهم وشوق وكأنه كان غريق في بحر زرقتها وهي التي انتشلته بشفتيها وردية اللون لتكن أكسيد الحياة من بعد اختناق دام بطول مدة زواجهم دس يده في خصلاتها خلف رأسها يقرب وجهها منه ليأخذ القدر الكافي الذي يجعله يتنفس من بعده ويده الأخرى تدفعها إلى الخلف لتستقر بظهرها مستندة إلى الحائط وهو أمامها يكمل ما بدأه بعدما وجدها تستجيب له بضراوة واضعه يدها خلف عنقه تقربه منها كما يفعل لترفع راية الاستسلام لقلبه وحضوره الطاغي عليها.
___________________
لم تكن تدري أنه بهذه البساطة والحب والاهتمام في تلك الأيام التي مرت عليهم سويا منذ أن تعاهد كل منهم على النجاح في هذه العلاقة تعرفت عليه حقا من كل جانب لقد كان بسيط يدلف القلب دون أن يستأذن صاحبه ابتسامته تجعل عقلها وروحها يتوقفون عن العمل
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات