الأربعاء 04 ديسمبر 2024

كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

انتباهها إليه إضافة إلى الأساسيات كونه محاميا لامعا وابن عائلة ثرية مع مزيج مثير من الرجولة الفذة التي تتمثل في طول فارع وملامح خشنة بقدر وسامتها مع القليل من العبث والكثير من السخرية التي كانت جزءا لا يتجزأ منه. 
كان رجلا لا يقاوم يجذب النساء كما تجذب ألسنة اللهب الفراشات علي الرغم من كونه متزوج ولكن ذلك الأمر لم يشكل لها عقبة في اعتزامها على الفوز به والقبول بأن تكون زوجة ثانية وهي التي لم يسبق لها الزواج من قبل ولكنه كان إغراء من المستحيل عليها مقاومته وبعد محاولات وخطط دامت لستة أشهر ها هي الآن تصل إلى مبتغاها وتصبح زوجته.
هيا سنكمل سهرتنا في مكان آخر.
هكذا تحدث وهو يقودها بين الجموع دون أن يكترث لنظراتهم المستفهمة فقد تجاهل حتى الأسئلة الصريحة وتحرك بفظاظة وغرور يميزه ليخرج وهي معه إلى سيارته التي كانت فارهه تشبه كل شيء يمتلكه. 
عزيزي لقد تصرفت بفظاظة مع أصدقائي.. أظنهم غاضبون الآن
هكذا تحدثت هناء بدلال يشوبه اللوم فأجابها بفظاظة وعينيه مسلطتان على الطريق أمامه 
_عليهم أن يعتادوا حتى لا يغضبوا كثيرا في المستقبل.
كلماته أثارت حنقها أكثر ولكنها حاولت أن تخفي ذلك قائلة برقة مفتعلة 
_وماذا لو أخبرتك بأنني أغضب من طريقتك هذه.
أفرجت شفتيه عن ابتسامة ساخرة تشبه لهجته حين قال
_ باستطاعتي امتصاص غضبك حتى آخر قطرة فقط أخبريني عندما تكوني غاضبة. 
ردود ذلك الرجل قد تصيبها بجلطة دماغية ذات يوم لذا آثرت تغيير دفة الحديث وابتلاع حنقها إذ قالت بدلال 
_ إلى أين تأخذني
ستعرفين بعد قليل.
ابتلعت غصة غاضبة بحلقها ورسمت ابتسامة جميلة فوق ملامحها وهي تنظر أمامها بعد أن آثرت الصمت حتى تحافظ على الباقي من ثباتها أمام كتلة الوسامة والجليد القابع بجانبها.
ماهي إلا ثوان حتى توقفت السيارة أمام أحد الفنادق والذي لم يكن فارها ولا من ضمن لائحه الفنادق التي يرتادها أفراد الطبقة المخملية فانكمشت ملامحها پصدمة ترجمتها شفاهها على هيئة استفهام مستنكر 
لماذا توقفت هنا
أجابها بخفة أفزعتها 
لقد وصلنا.
لم تستطع إخفاء صډمتها ولا نفورها وهي تترجل من السيارة خلفه لتقع عينيها على بساطة المكان التي تتنافى بقوة مع جموح تخيلاتها عن كيفية قضاء ليلة زفافها بأرقى الأماكن في المدينة والآن ټحطم سقف توقعاتها العالية فوق رأسها وهي تخطو بجانبه إلى القاعة التي كانت دافئة تحمل طابعا شرقيا أنيقا تزينه شموع تفرقت بصورة مدروسة في جوانب المكان أضفت جوا حالميا دافئا في المكان الذي كان يتوسطه طاولة صغيرة تحمل مأكولات وحلويات كثيرة معدة لشخصين وبجانبها طاولة اصغر يوجد بها أنواع عديدة من المشروبات وقد صمم كل شيء بطريقة جميلة وأنيقة ولكنها لم تكن كافية لإرضائها فالتفتت تناظره پغضب انبعث من عينيها ولكنها حاولت تفاديه في نبرتها حين قالت 
أهذا هو المكان الذي خططت لأن نحتفل به بزفافنا
لون الصفاء معالمه وكذلك نبرته حين قال وعينيه تبحران حوله بإعجاب مثير لأعصابها 
نعم.. ما رأيك أليس رائعا
أغمضت عينيها لثوان تحاول قمع أعيرة غصبها في العبور من بين شفتيها اللتان زمتهما بقوة قبل أن تطلق زفرة قوية حاړقة من جوفها ثم قالت بنبرة هادئة مغايرة تماما لما تشعر به 
أجل.. رائع.. بل أكثر.
ازدادت ابتسامته واقترب يقول بجانب أذنيها بلهجة خشنة 
كنت أعلم أنه سيعجبك.. هيا لنحتفل.
ابتلعت حنقها منه ومن هذا المكان اللعېن وتوجهت معه إلى الطاولة المعدة خصيصا لهما وجلست أمامه تنتظر النادل الذي أتى ووزع المشروبات بناءا على طلبها فلم تكن لها شهية للأكل وكذلك هو وهكذا انتصف الليل وهي جالسة معه تتجاذب أطراف الحديث بعد أن اقنعت نفسها بأن تغض بصرها عن كل شيء حولها ما عداه فهو هدفها وزوجها وغايتها الدائمة. 
يمر قطار العمر حاملا معه ذكريات وأحلام وربما أمنيات كانت مدفونة بين طيات قلوبنا التي أرهقها كثرة ما تحمله من أثقال لا نعلم بأي محطة سنسقطها أو ربما سنسقط نحن ونفارق ويا ليت الحياة تصنع لي معروفا وتغادرني مثلما غادرتها منذ أمدا بعيد.. فلا أنا أشعر بأنني على قيدها ولا هي تشعر بوجودي..
نورهان العشري 
انقضى أسبوع لا تعلم كيف مر عليها ولا كيف استطاعت التماسك

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات