كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري
مليا.
تجاهلت كلماتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع وقالت بجفاء
إصرارك هكذا يوحي بأن هناك من تقدم لخطبتي هل ظني صحيح
تبدلت ملامحها إلى أخرى متحفزة حين قالت
نعم.. حدثك صحيح. هناك من تقدم لخطبتك وينتظر موافقتك بفارغ الصبر.
تشدقت ساخرة
أثرتي فضولي كثيرا.. هل لي أن أعلم من هو
اشتدت ملامحها وتبلور الترقب في عينيها وهي تقول
امتقع قلبها وانحبست الأنفاس بصدرها حين سمعت حروف اسمه الذي كان ذات يوم حلما لم تكن تملك الجرأة لإدراكه أو السماح له بأن يتجاوز حدود قلبها والآن يقف هذا الحلم على أعتاب حياتها ينتظر أن تفتح له الباب.
أرى مقدار دهشتك وللعلم فأنا اعرف السبب خلفها لذلك واصلت الضغط عليك فأنا أعلم جيدا ما يحدث خلف الأبواب الموصدة.
تعرفين ما يحدث خلف الأبواب الموصدة ومع ذلك وافقتي على إزهاق قلبي بتلك الطريقة
جفلت من سؤالها وهبت نافية عن نفسها تهم كلماتها
ابتلعت غصة صدئة تشكلت بحلقها وقالت بمرارة
والآن تحقق ذلك المستحيل.. أليس كذلك
زفرت بحدة قبل أن تقول بلهجة معتدلة
أشرف يحبك منذ زمن ولكنه مثل الجميع كان يجب عليه احترام القواعد التي تربينا عليها.
اخرجي الحب من حديثنا يا أمي بالله عليك إنها القواعد كما قلت فبعد مۏت فراس لا يجب ترك أرملته هكذا لذا فالزواج هو أنسب الحلول.
فريال بنفاذ صبر
لا تجعلي الأمر بهذا السوء لطالما شعرت بمشاعرك نحوه منذ أن كنت مراهقة وأعلم انه كان فارس أحلامك بيوم من الأيام .. فلتتجاوزي عن كل ما حدث في الاربع سنوات الماضية ولتسعدي معه ما رأيك
أحقا تسأليني عن رأيي أمي هل حددتي معه موعد الزفاف أم لا هيا أخبريني لا تخجلي.
ضاقت ذرعا من حديثها الذي يحمل من الصواب الكثير وذلك الإحساس الغبي بالذنب الذي لا تعلم من أي جهة تسرب إليها فهدرت بنفاذ صبر
سأتجاوز عن تلك السخافات وسأعتبر أن هذه موافقة مبدئية.
اقترح أن نعقد القرآن وتتاح لكليكما فرصة للتعرف إلى بعضكما عن قرب وبعدها سنحدد موعد الزواج.. وهكذا لا يكون الأمر مجحفا لأحد ما رأيك
مرت شاحنة القدر فوق قلبها مرة أخرى بينما هي تقف كعادتها مكتوفة الأيدي تنظر إلى ما يحدث حولها وكأنه لا يعنيها بينما الأحداث تمر من خلالها وتضعها في طرقات مجهولة لا تعلم حتى إن كانت تمتلك القدرة على خوض غمارها.
لا فرق عندي.. فلتفعلي ما ترينه مناسب.. كما تفعلين دائما.
قالت جملتها الأخيرة بسخرية مريرة لم تخطئها فريال التي لاحقتها بأعين اختلط بها الشفقة والڠضب معا.
بارك الله لكما وبارك عليكما
تمايلت هناء بجانب شاهين بدلال وهي تتلقي التبريكات والتهاني من الجميع بينما هو كان صامتا فقط ابتسامات خالية من المرح لم تصل إلى عينيه مجاملة للمهنئين ويديه تحتوي زوجته الجديدة وداخله شعور غريب لا يمت للفرح
حبيبي.. هيا لنرقص قليلا.
هكذا تحدثت هناء بجانب أذنيه فأجابها بسخريته المعهودة
تعرفين أنني لن أقف بمنتصف الغرفة وأهز بخصري يمينا ويسارا.. لذا انسي الأمر.
اغتاظت من حديثه وقالت بلوم
هل ستحزنني بيوم زفافنا
شاهين ساخرا
لم أخطط لذلك ولكن الأمر متروك لك.
زمت شفتيها وقالت بعدم رضا
إذن سأرقص أنا.
لم يتأثر قيد أنملة فقد اكتفى قائلا بملل
توقفي عن العبث واستمتعي بالقدر الذي أسمح لك به.
أنهى جملته ثم أردف بغمزة محذرة
هذا أفضل للجميع.
فهمت على الفور أن النقاش معه مضيعة للوقت فهي تعلم كم هو متملك غيور وقد كانت شخصيته تلك التي جذبت