الأربعاء 04 ديسمبر 2024

كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري ٢

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم 
الفصل الثاني ..
كان الأمر أشبه بسفينة عادت إلي شطها مهزومة مثقلة ب تصدعات وشروخ خلفتها عواصف وأعاصير رحلة مضنية مع القدر. وحين لاحت بوادر الإتيان إلي ديارها. لم تواتيها الجرأة على معانقة مرساها أو الاستكانة بين أحضان مرفأها فظلت عائمة تتقاذفها رياح الهوى غير عابئة بچراحها. يذكرها تأرجحها بين جنبات المياه الضحلة بأن ترياق أوجاعها أمرا بعيد المنال مهما بدا قريبا و أن ما خفى كان أشد وأقسى ..

نورهان العشري 

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
ما الذي يحدث هنا بحق الچحيم
صعقة قوية أصابت الجميع حين سمعوا ذلك الصوت الجهوري الغاضب الذي لم تخطئه الآذان أبدا فقد كان مميزا كصاحبه الذي ما أن وقعت عليه أعينهم حتى تجمد الجميع بمكانه وتشابهت الوجوه جميعا لتبدو بنفس الهيئة أعين جاحظة شفاه متدلية للأسفل ملامح مشدوهة وأنفاس محپوسة في الصدور فكان المشهد وكأنهم تماثيل نحتت من الحجر يحيط بها صمت مطبق لم يطيقه أكثر فزأر بقوة 

فليجيبني أحد ماذا يحدث هنا
فراس ولدي
كان أول من استفاق من حالة الصدمة المخيمة على المكان هي جليلة النعماني والدته التي هرولت إليه تحتفي بوجوده بقوة وهي تبكي وتتمتم بكلمات غير مفهومة عن كونها غير مصدقة أنها تراه أما عنه فقد كانت جميع حواسه وعلى رأسها عينيه مسلطة على تلك التي لا زالت متيبسة بمكانها تطالعه بنظرات جامدة وبيدها قلم!!
اختفي الآن يا أشرف
هكذا تحدث زين بصوت خفيض نفذ إلى مسامع أشرف الذي ما أن فطن لما يحدث حتى شعر بالذعر يسري في دمائه حتى قدماه لم تطاوعه لتنفيذ ما قاله زين الذي لاحظ جمود أشرف فصاح بقوة وهو يندفع نحو فراس الذي اسودت ملامحه أكثر وبدت عينيه قوس يطلق سهاما مشټعلة تجاههم 
فراس.. هل أنت هنا حقا يا إلهي.. إنها معجزة 
لحظة خاطفة مرت على الجميع ليتنبهوا لما يحدث وفجأة تبدل السكون إلى جلبة كبيرة إذ اندفع الجميع يسلمون علي ذلك القادم من المۏت وسط صيحات دهشة وتهليل لم تنجح في إخراجها من صډمتها فقد ظلت بمكانها تراقب ما يحدث وكأنها في عالم آخر وما يحدث لا يعنيها وليس واقعا ملموسا تحياه.
لقد عدت من المۏت يا فراس هل هذا حقيقي
هكذا تحدث ساجد شقيقها إلى فراس الذي تبدلت ملامحه كليا لتبدو أكثر شراسة من ذي قبل فمن الواضح أنه خابر أيام عصيبة انطبعت على قسمات وجهه التي أصبحت خشنة ولونه الذي دكن فأصبح مائل للسمرة وقد استطال شعره كثيرا وكذلك لحيته وتعمق تجويف عينيه التي كانت الشيء الوحيد الذي لم يتغير به فما زالت شمسها حارة متوهجة بلونها العسلي المدجج بخيوط حمراء توحي بمقدار غضبه الذي لون ملامحه وهو يراقبها جالسة بمكانها دون حراك وذلك القلم
الذي لا يزال بين إصبعيها. 

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات