الأربعاء 04 ديسمبر 2024

كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري ٢

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

والحمد لله أنه فعل. 
تدخلت جليلة تثني على حديث زينات قائلة بتشفي 
والله إنه رجل بحق.. لم يستطع أن يشارك في تلك الخېانة بحق صديقه الوحيد.
تعاظم حنقها من أولئك الأفاعي اللائي لن يتركن ما حدث يمر دون أن يبثوا سمومهم للنيل منها ولكنها لن تسمح بذلك لذا قالت بسخرية
والله لقد أفرحني اتحادكن بتلك الطريقة وأتمنى أن يدوم ذلك للأبد.
لم يجيبها أحد وغرق كل واحد منهم بأفكاره والتي كانت جميعها تصب في الأعلى تحديدا عند تلك الغرفة المغلقة التي من وجهة نظر الجميع ستشهد معركة دامية غير متكافئة بين ذلك الأسد الغاضب وبين تلك العصفورة الصغيرة التي بدأت تستعيد وعيها شيئا فشيئا بعد أن ظلت قرابة الساعة فاقدة للوعي لتبدأ بالعودة إلى الواقع المرير الذي تمثل في رجل لا يعرف الرحمة ولا تعرف أي السبل قد تسلك معه حتى تنجو من بين براثنه 
تململت في نومتها وهي ترفرف برموشها حتى استطاعت فتح عينيها لتجد الغرفة من حولها غارقة في الظلام الذي يخترقه شعاع خاڤت لضوء القمر المنعكس على جسد ضخم يقف أمام النافذة معطيا إياها ظهره فشعرت بقلبها يهوي بين قدميها وتزاحمت الأنفاس بصدرها فلم تعرف كيف تخرجها وتجاوز الألم حدود احتمالها فحاولت الاعتدال لتصبح نصف جالسة وقد علا صوت تنفسها ليصل إلى مسامعه فعرف أنها استفاقت.
سمعت نفسه القوي الذي خرج من جوفه قبل أن يخترق مسامعها صوته القاسې وهو يقول 
كيف أصبحت الآن
لم يكن حلما ولا كابوسا بل إنه واقع مرير وضعتها الأيام تحت رحمته وتركتها فريسة له ولذلك الضخم الذي تعلم أنه سينتهي بها الحال هالكة بين يديه. 
بخ . بخير
هذا كل ما استطاعت قوله لټضرب جسدها رجفة قوية حين وجدته يستدير بسائر جسده لينظر إليها نظرة شملتها كليا بل أحړقتها.. فقد شعرت بلهيب نظراته على الرغم من أن هناك عدة خطوات تفصله عنها ولكن كان هناك تيار كهربائي يغزو الهواء حولهما.
ألن تسلمي علي 
لم تكن ترى ملامحه بسبب الظلام ولكنها شعرت بخيط من السخرية يتخلل نبرته وقد ضاعف ذلك من خۏفها فقد كان يلاعبها كما يلاعب الأسد فريسته قبل التهامها وقد كانت حرب الأعصاب تلك أكبر من قدرتها على الاحتمال لذا قالت بنبرة مرتجفة 
حمد لله على سلامتك.
سمعت ضحكة خاڤت أفلتت من بين شفتيه والتي حتما لن تكون ضحكة مرح بالتأكيد أنه يسخر منها. 
اختنق الهواء حولها وأصبح محترقا وهي تراه يقترب منها ويجلس بثقله على السرير بجانبها وعينيه تحاصرها بنظرة قوية مشټعلة يشوبها خطوط حمراء قادمة من الچحيم الذي كان يستعر بداخله ولكنه تجاهل كل شيء وقال بصوت هامس محتقن 
حين كنت أصارع المۏت كاد أن يهزمني مرات ومرات وبكل مرة كانت صورتك تطفو

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات