الخميس 12 ديسمبر 2024

ندوب الهوى ندا حسن اخر عشر فصول

انت في الصفحة 12 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

وحقيقة لم يكن يتوقع منه تركها بل ومعاقبتها لقد تفاجأ من حديث والدته عن ما فعله
معها!..
خجل جاد بشدة من نفسه وهو يقلب حديث والده داخل رأسه إنها حقا لها كامل الحق في شعورها بالغيرة عليه مثلما يفعل هو تماما لما قد يسلب منها هذا الحق.. لما..
هو فقط ما ضايقه وقفتها أمام الجميع وصړاخها عليه ارتفاع صوتها وحركاتها الهوجاء الذي أظهرت كثير عنها أمام ابن عمه وهذا لا يجوز حديثها مع عبده دون خجل أو خوف منه..
إذا بحث عن أسباب تضايقه أكثر سيجد ولكن أيضا مهما حدث هي إمرأة وأنثى رقيقة ناعمة مهما أظهرت أنها شرسة وعڼيفة فهي ليست كذلك معه عليه أن يقوم باحتوائها والاعتذار منها عما بدر منه وأهم من كل هذا أن يجعلها تطمئن من كاميليا ويبعد ذلك التفكير السيء عن رأسها..
فتح باب الشقة بمفاتحه ثم دلف إلى الداخل وأغلقه خلفه رفع نظرة إلى الصالة بعد أن خلع حذائه ليجدها تنام في الصالة!.. تنام في الصالة بملابسها منذ أمس حتى أنها لم تبدلها لأخرى بيتيه فقط قامت بخلع الحجاب عن رأسها!..
تقدم إلى الداخل بهدوء وهو ينظر إلى الساعة التي أصبحت الحادية عشر صباحا ذهب بهدوء شديد حتى لا يزعجها ويتأمل مظهر طفلة صغيرة نائمة في بيته قليلا..
اتكأ على يده ثم جلس على الأرضية أمامها أمام وجهها مباشرة ينظر إليها بعمق وقد أنتج ذلك حزن كبير في قلبه بسببه هو فقط!..
نظر إلى وجهها بدقة ليرى عينيها منتفخة بقوة جعلته يلاحظها من نظرة واحدة ووجهها على غير العادة يبدو مرهق إلى حد كبير لم تصل إليه معه من قبل ربما كانت تبكي هنا منذ أن تركها ورحل!..
هو لم يقصد أن يفعل أي شيء يجعلها حزينة بل قام في الأمس بمحاولة الحديث معها ورحل دون صړاخ أو أي شيء وشعر أن أمر مصالحتها سيكون سهل!..
يتأملها ولا يدري ما الذي حدث بينهم! لقد كانوا من أسعد البشر زوجين ولا أروع منهم تعطيه ما يريد ويبادلها بذلك حتى إنه من قبل الإعتراف بالحب لبعضهم كانوا أفضل من هذه المرحلة بكثير كيف وصل معها إلى هذا الطريق المغلق الذي علقوا به كيف يخرج منه من الأساس بعلاقة سليمة ليس بها ندوب تقهر!..
تنهد بعمق نافضا كل ذلك عن رأسه وضع كف يده على وجنتها بحنان يمرره عليها بلطف وهدوء ثم بهدوء ورفق حاول أن يجعلها تستفيق عندما هتف باسمها بشغف وحب..
فتحت عينيها العسلية بهدوء ووجدت نهر من اللون الرمادي المختلط مع درجاته ينظر إليها بحنان وضعف يتخلله الشغف الكبير
صباح الخير.. كل ده نوم..
أبصرته بقوة وهي تفتح عينيها أكثر عليه ثم استوعبت أنه هنا يتحدث معها بأريحية!.. اعتدلت في جلستها وهي تمسح على وجهها بكف يدها ثم نظرت إليه مرة أخرى بهدوء دون حديث..
ابتسم بوجهها بحب خالص وكأنه يقول لها مهما حدث بينا هنا الحب قابع داخل قلوبنا ومهما مر عليه لن يزداد شيئا إلا حبا اعتدل في جلسته على الأرضية ورفع جسده ليجلس جوارها على الأريكة ثم تقدم ممسكا بكف يدها الأيمن يرفعه إلى فمه بحنان وود
أنا آسف.. أنا مكنش قصدي إن يحصل أي حاجه من اللي حصلت دي
وجدها تنظر إليه نظرة لم يفهم ماهيتها ولكنها تفهمها جيدا وضع يده خلف رأسها يجذبها إليه ليقوم بتقبيل أعلى جبينها أيضا
أنا آسف على كل حاجه عملتها وزعلتك.. حتى موضوع الصور أنت مالكيش ذنب فيه وأنا اخدتك أول المذنبين أنا آسف
مد يده إلى كفها الأيسر وجذبه ناحيته ثم قبل إصبعها الحامل لدبلة زواجهم وهتف بنبرة رجولية هادئة رخيمة
مهما حصل أنا عمري ما ابص لواحدة تانية غيرك وعمري ما انسى اللي بينا.. وحتى لو مليون واحدة وقفوا قدامي علشان أشوف حد فيهم مش هشوف غير مراتي حبيبتي وأم ولادي إن شاء الله
ابتسمت بهدوء وعذوبة وطار قلبها يرفرف من السعادة المفرطة التي ألقاها عليه في لمح البصر وعلى حين غرة في الحقيقة لم تكن تتوقع منه أن يفعل ذلك بل توقعت أن يستمر فيما يفعل ويكمل الجفا بينهم إلى أن ينتهي..
وهي أيضا أن تجعل الأمر يأخذ أكبر من حجمه بينهم فيكفي ما حدث إلى الآن ستحاول باللين أن تفعل كل ما تريد بعيدا عن الشجار
والبعد فبعده أكثر ألما من چرح عميق يحتاج عملية جراحية..
أقتربت منه تضع يدها حول خصره ومالت برأسها على صدره تحتضنه
بشدة وهي تتناسى كل ما مضى وتقوم بحذفه الآن من عقلها حتى تنعم بما أرادت مرة أخرى وهو عيش حياة طبيعية كما السابق مع زوجها ولكن!... لن تتخطى وجود كاميليا بهذه السهولة ولن تصمت إلا عندما تعرف ماذا تريد..
قابلها جاد بعناق كبير وكأنه يريد أن يبتلعها داخله ليشعر بتواجدها المستمر جواره وكم كانت هذه سعادة مطلقة عندما قام باحتضانها بعد طول غياب لم يكن يفعلها إلا وهو
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 72 صفحات