الخميس 12 ديسمبر 2024

كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٤

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الله ورسوله ثم إن هذا الخائڼ كان من اختيارك وقد حذرتك سابقا أن له تاريخ غير مشرف مع النساء ولكنك لم تهتمي والآن لن أتحمل نتيجة سوء اختيارك ولن أقبل أن تحمل ابنتي لقب مطلقة أبدا هل فهمت!
تزاحم الشعور بداخلها بعد أن تزايدت جرعات الخذلان في قلبها الذي لم يحتمل كل هذا القهر فتهدلت أكتافها وشيعت والدها بنظرات قاټلة تحمل الخيبة والألم معا فتجاهل ما شعر به من تأنيب ضمير تجاهها وواصل حديثه الجدي 
_لقد هاتفني زين منذ قليل يخبرني بأنه سيأتي ليأخذك مساء ولم أمانع أما بخصوص زوجك المحترم فباستطاعتك أن تؤدبيه وأنت معززة مكرمة بمنزلك أن تترك المنزل وتطلبي الطلاق ليس حلا. 
اختتم كلماته وغادرتها عينيه حتى لا يرى وقع حديثه عليها وتوجه بأنظاره إلى راوية التي كان العتب ينبعث من نظراتها فلم يبال إنما قال بجفاء 
_أعيدي عقلها إلى مكانه وأخبريها كيف تتعامل مع زوجها الذي بالمناسبة هو فقط من عليها إرضاءه.
قال كلمته الأخرى بحنق لم يفلح في قمعه ثم غادر وسط أنظار هدى التي برقت عيناها من جملته الأخيرة فالتفتت إلى والدتها تقول پصدمة 
_هل ما أسمعه حقيقي هل يريد مني إرضاءه بعد ما فعل بي
تشابهت عينيها مع لهجتها حين قالت بحنان 
_لا يا حبيبتي لا يقصد ذلك إنما والدك منذ فترة وهو غير راضي عن...
توقفت ولم تدر كيف تصيغ كلماتها فتضاعف الفضول بداخلها وقالت تحثها على الحديث قائلة
_ أكملي يا أمي ما هو الذي لا يرضى عنه والدي!
_مظهرك يا هدى.
انكمشت ملامحها پصدمة 
_مظهري! وما به مظهري
راوية بسخرية
_ أتسألين انظري إلى نفسك وإلى تسريحة شعرك التي تشبه امرأة في الستين من عمرها وأيضا ملابسك التي لا تشبهك أبدا ولا تلائم عمرك سأخبرك أمرا فقد تنبأ والدك بما حدث منذ فترة وأخبرني نصا أن شاهين قد يفعلها ويتزوج على ابنتك إن لم تلتفت إلى مظهرها قليلا.
أفقدتها الصدمة القدرة على الحديث لثوان ثم انفلتت ضحكة ساخرة من بين شفتيها قبل أن تقول باندهاش
_هكذا إذن هل مظهري مريع إلى هذه الدرجة ثم إن مظهري هذا يعجب كثيرا السيدة زينات والدته التي لم يقف لمرة واحدة أمامها ليحميني من بطشها وسموم كلماتها.
راوية بحنق 
_لهذه تحديدا أخبرك والدك بأن زوجك هو من عليك أن تطيعيه لا والدته.
هدى بانفعال
_ آه هذا ما تقولينه أنت لأنك لا تجلسين وجها لوجه معها أكثر من اثنا عشر ساعة في اليوم وإن رأتك بشكل لا يعجبها . نظراتها فقط قادرة على جعلك تتمنين المۏت محترقة أفضل لك.
_وها أنت احټرقت أين هي الآن 
استفهمت راوية پغضب فلم تستطع أن تجيبها هدى فتابعت قائلة بتقريع 
_اخترت الاتجاه الخاطئ يا هدى وقد نبهتك قبلا ولم أخبرك عن السبب ولكن شاهين قد تحدث معي وأخبرني بأنه لا يجدك دائما منشغلة إما مع الأولاد أو مع والدته وقد أغضبه هذا كثيرا.
صاحت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر 
_أمي هل تخلقين له الحجج والمبررات لفعلته النكراء معي
راوية بلهفة
_ لا أبدا ولكن أخبرك بما حدث نعم هو مخطأ وخطأه لا يغتفر ولكن واجبي أن أخبرك بخطئك أنت أيضا.
اجتاح قلبها ألم هائل أفقدها القدرة على الحديث فأردفت راوية بتعقل 
_الزواج أساسه العفة أن تعفي زوجك في كل شيء فلا يلجأ لأخرى رأيت بعيني كم أن زوجك يعاني وأخبرتك سابقا وحاولت لفت انتباهك ولكنك اعتمدت علي حبه الكبير لك سابقا ولم تبالي ولكن الرجال يختلفون عنا تبرد عواطفهم مع البعد وكثرة الإهمال. 
لم تحتمل الصمت أكثر فأطلقت العنان لصرخاتها تملأ المكان 
_غير صحيح لم أهمله بإرادتي لقد كنت أهرول هنا وهناك مع أولاده حتى أجعلهم شيئا يفتخر به إضافة إلى مهامي كزوجة الابن الكبير لزين النعماني والتي لا تنتهي وهو شاهد على طباع والدته الحادة وتسلطها ولم يتدخل مرة للوقوف بجانبي أو التخفيف عني الآن أصبحت أنا المذنبة والزوجة المهملة التي هرب منها زوجها وتزوج عليها! بالله عليك أي تجبر هذا الذي ترتكبونه في حقي
قالت جملتها الأخيرة بصړاخ نابع من قهر كبير يستوطن خلايا قلبها فاقتربت منها والدتها تحاول أن تخفف عنها وتهدئ

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات