للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٣١
فالتفف يناظرها بندم لم يتجاوز حدود شفتيه فقد أثارت غضبه و غيرته أيضا و الأخيرة قد آثارت جنونه فقد كان ينوي أن يراضيها و لكن طريقتها مع علي جعلت الډماء تفور في عروقه و رغما عنه جرحها
امتدت يداه تحت ذقنها تديرها إليه فانفطر قلبه بمظهرها الباكي و مد إصبعه ليمسح لئالئ عبراتها التي تنهمر كالأمطار وتبدلت لهجته الحادة إلى أخرى معاتبة
لم تكن في حالة تسمح لها بالحديث لذا أدارت وجهها إلى الطريق أمامها وهي تقول بجفاء
_ مشكلة ! أبدا مفيش اي مشكله انت امرتني وانا دوري أنفذ و لو على دموعي فمتقلقش مش عشانك انا بعيط عشان كارما و غرام هيوحشوني و مش عارفه هعرف اشوفهم تاني امتى.
حقك عليا .
لم تستطع قبول اعتذاره ولا الإنسلاخ عنه لذا قالت بجفاء و نبرة متحشرجة
_ يالا عشان نمشي .
لم يفلتها ولن يسمح بأن يطول الأمر أكثر من ذلك لذا قال بلهجة أرق
قاطعته برجاء مزق نياط قلبه
_ عشان خاطري انت . انا فعلا مش قادرة اتكلم . خلينا نمشي .
على مضض تركها بينما اطلق زفرة يائسة تجاهلتها وهي تعود إلى مقعدها فأدار السيارة و انطلق بسرعة كبيرة افزعتها و لكنها ظلت على جمودها و عندما وصلت إليها أنفاسه العاليه علمت بأن الڠضب مازال يأكله و ما أن هم بالحديث حتى بادرت هي فقالت بصوت خفيض
ضغط علي أسنانه بغيظ فهي تغلق أمامه جميع أبواب السلام و تعلن حربا صامته لا يحبذها على الإطلاق ناهيك عن مخططاته التي باءت جميعها بالفشل و لكن أبى كبرياءه عليه أن يتوسل إليها للحديث فقال من بين أسنانه
_تمام .
التفتت الى الجهة الأخرى ما أن أخفض مستوى المقعد قليلا حتى تستطيع النوم براحة و لم تستطع منع ظهور ابتسامه خبيثه على ملامحها فقد أرادت معاقبته بشدة على تعنيفه لها و قد نجحت في ذلك و هي أكثر من سعيدة بغضبه الشديد هذا و تمتمت بداخلها بانتصار
عند انطلاق صوت آذان الفجر من أحد المساجد بالإسكندرية كان علي يفتح باب منزلهما بعد إصرار غرام مغادرة المشفى و الرجوع إلى المنزل
قام على بالضغط على زر الإضاءة ليتفاجأ بوجود والدته التي طالعتهم بالكثير من الڠضب و هي تقول
_ حمد لله عالسلامه .
صدم ثلاثتهم من وجود فاطمه بالمنزل فعندما سألت غرام عن مكان والدتها اجابتها كارما بأنها لا تعلم شيئا و أنها عند جدهم بالقاهرة فماذا حدث ليجدوها في مثل هذا الوقت في المنزل ومن الظاهر أنها كانت تنتظرهم .
سرعان ما تغلب علي على صډمته و اقترب منها قائلا بحبور
_ ماما . حضرتك جيت امتى
_مبقاليش كتير .
اندفعت الفتاتان تجاه والدتهما و التي سرعان ما تلقتهم بين أحضانها لتطمئن عليهم فهي قد شعرت بالړعب من مظهر غرام و تلك الضمادة فوق رأسها فقالت بلهفه
_حصل ايه و ايه اللي على دماغك دا يا غرام
تبادلت غرام و كارما النظرات ثم وجهوا أنظارهم الى علي كي ينقذهم من هذا الموقف فهم علي بالحديث و لكن يد فاطمة أوقفته قبل أن يبدأ لتقول بلهجه آمرة
_ عايزة الصراحه يا علي . اي كڈب مش هتهاون فيه .
زفر علي بيأس