جوازة نت منى لطفي
فكلما أغلقت عينيها تتراءى لها صورة سيف وتستعيد ما حدث هذه الليلة وقد تحسست بأصابعها شفتيها أكثر من مرة متذكرة قبلاته اللاهبة وحرارة أنفاسه التي كادت تذهب بعقلها! لم تكن تتصور في أكثر خيالاتها جموحا أن مذاق قبلتهما الأولى سيكون كالعسل اللاذع! فهي حلوة كمذاق العسل ولكنها تترك أثرا حارقا فوق الشفاه كلذعة العسل الخام! ارتسمت ابتسامة على شفتيها الحمراوين عندما تذكرت تقاعس سيف على اللحاق بوالده وذلك عندما أبدى أهله استعدادهم للانصراف مما جعل والده يتندر قائلا بتساؤل مفتعل
اوعي تنامي هسهر معاكي لوش الصبح حقي بقه انا ماصدقت.....
انتبهت من شرودها على رنين جرس المحمول بجانبها مدت يدها ليطالعها اسمه اجابت مبتسمة بهمس
اعتدل سيف في رقدته فوق فراشه وقال بصوت داعب أذنيها
أنا قلت لك هكلمك يبقى هكلمك بس اعمل ايه في التحقيق اللي اتعمل لي من أخواتى قلتوا ايه عملتوا ايه عروستك زي القمر.. ما سابونيش الا لما قلت لهم ناموا علشان هتسافروا الصبح بدري اجوازهم دخلوا ناموا وسابوهم لي هما واولادهم كنت تشوفيهم تقولي سيرك قومي فتح جوة بيتي!!..
حرام عليك يا سيف دا جزاتهم انهم فرحانين بيك!..
تنهد سيف عميقا وقال وهو يمرر أصابعه القوية السمراء بين خصلات شعره فيشعثها بينما شعر بنغزات من الشوق اليها ما ان تناهى الى سمعه صوت ضحكاتها الخلابة وشرد فيما حدث بينهما عندما كادت أن تذوب بين يديه كقطعة السكر قال زافرا بعمق
قطبت منة واستفهمت بابتسامة حائرة
يعني ايه مش فاهمه!!..
اطلق ضحكة عميقة وأجاب
هفهمك يا منايا بس لما اشوفك... فيس تو فيس يعني أصل الموضوع دا بالذات ما ينفعش يتشرح شفوي لاااااازم تحريري!!..
استمرت المكالمة بينهما لما يقرب من ساعتين حتى طالعت منة ساعتها الموضوعه فوق الجارور بجوار فراشها فهتفت قائلة
انت بتصحي تصلي الفجر يا سيف طبعا مش كدا ولا من اللي بيروح عليه نومة ويقول هبقى أصليه صبح ويعمل نفسه مش سامع حاجة!..
أجاب بصوته الرخيم
لا طبعا يا قلب سيف بصليه وفي المسجد كمان بس انا بقه من انهرده هبطل أظبط المنبه عاوزك انت اللي تصحيني عاوز أصحى على صوتك!!
حاضر تصبح على خير..
هتف قبل ان تنهي المكالمة
استني استني مش هتقوليها بقه.
سألت بحيرة
هي ايه دي اللي اقولها..
أجاب بخبث
حبيبي.. نفسي أسمعها من بين شفايفك
اللي مش هيخلوني أعرف أنام دول!!
تصنعت الڠضب وهتفت بجدية مصطنعه
سيف اجابها هائما
نعم يا قلب سيف...
قالت بلهجة العالم ببواطن الامور
انت وقح! فتح سيف عينيه على وسعيهما وقد فارقته حالة الهيام التى أصابته وقبل ان يجيبها تابعت بجدية مزيفة
دي مش شتيمة حضرتك! لأ.... دا اكتشاف! وأدي أول اكتشاف اكتشفته ولسه مكملناش يوم مع بعض سيف.... نام يا سيف علشان شكلك هيست!!...
قضم سيف شفته وقال بصوت خاڤت
ما هو المشكلة في نام دي! انا لو نمت هحلم احلام هصحى منها تعبان انا عارف!!....
قطبت منة حائرة وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فهتفت بقوة هذه المرة قبل ان تغلق الهاتف في وجهه
قليل الأدب.... لتغلق الهاتف بقوة بينما رنت ضحكات سيف وقال وهو يطالع محموله
مچنونة... بس بمووت فيكي.....
وزفر بعمق قبل ان يضع هاتفه جانبا ويغلق جفونه ليستسلم للنوم محتضنا الوسادة بين يديه وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة من نال غايته بعد طول انتظار.....
الحلقة السابعة
وأنا آسفة يا سيف مش مقتنعه وبالتالي مش موافقة على بتقوله!....
زفر سيف في ضيق ورمى برأسه الى الوراء مغمضا عينيه ثم مسح على وجهه بيديه وانتظر هنيهة قبل ان يعتدل في وقفته ناظرا اليها بعمق وقد قرر ان يغير من طريقته فمنة كما يعلم لا تأتي بالعناد أو بالأمر أبدا...
اقترب منها بضعة خطوات ثم وقف على مقربة منها بينما تراقبه بعينين حذرتين أجابها محاولا الهدوء قدر المستطاع
ممكن أفهم ايه اللي مش عجبك في كلامي انى مش عاوزك تبعدي عني! ولا لأني عاوز أكون معاكي في أي مكان بتروحيه ثم تقدم خطوتين أخرتين فكان على بعد أنشات قليلة منها وهو يتابع بلهجة أشعرتها بأنها مذنبه في حقه
ولا مش هيكون مرحب بيا عند خالتك..
رفعت منة عينيها اليه وقالت نافية بقوة
لا طبعا! انت عارف ومتأكد أوي انك مرحب بيك عند أي حد من عيلتي كل الموضوع ان خالتو تعبانه شوية وماما مسافرة تشوفها وانا عاوزة أشوفها خالتو دي أنا متربية في حجرها زي ما بيقولوا تقريبا فطبيعي أنى لما أعرف انها وقعت ورجليها اتشرخت واتجبست كمان إني ما أهزش أكتافي واقول يا .... حرام وربنا يشفيها وخلصت!!...
مال سيف ناحيتها وقال بقوة
وأنا مش فاهم انت ليه رافضة اني اروح معاكي انت وطنط احنا هنروح سوا بعربيتي هنقضي اليوم مع خالتك ونرجع فين المشكلة مش فاهم أنا لغاية دلوقتي مش أحسن ما تسافروا في القطر لان باباكي عنده شغل وأحمد مش هيقدر يوديكوا علشان المشروع اللي لازم يسلمه للعميل اللي معاد تسليمه قرب ومش هيعرف يروح هنا ولا هنا لغاية ما يخلصه!..
زفرت منة بيأس لا تعلم كيف تقنعه دون أن تفصح له عن السبب الرئيسي الذي يجعلها ترفض وبإصرار مرافقته لها هي وأمها كما لا تريد أن يعلو صوتهما فيسمع والدها ووالدتها الجالسين في الصالة الخارجية بينما تجلس معه في غرفة الجلوس بمفردهما وقد تركاهما بعد أن جلسا قليلا الى سيف يتبادلان معه الاحاديث الخفيفة حتى ظهرت منة بطلتها الملائكية وفستانها الحريري الهفهاف الذي يتطاير حولها عند كل حركة منها وقد أسدلت شعرها بناءا على نصيحة أمها والتي نصحتها بها ثاني يوم عقد القرآن فهو قد غدا زوجها ولا بد أن تتزين له فتركت خصلاته تلاعب وجنتيها وتنسدل حتى نهاية خصرها واكتفت بوضع ملع شفاه كعادتها وأيضا كالعادة اعترضت والدتها على عدم وضعها للزينة لدى رؤيتها لزوجها ولكنها لم تأبه لاعتراضها وقالت بلامبالاة
يحمد ربنا انى بدخل بشعري وبعدين انا عاوزة اعرف ما انا بشوفه في المكتب عادي ليه بقه كل ما ييجي لازم الوصايا العشر دي اللي يسمعك يا أم منة يقول انى مش بشوفه غير جمعه في الشهر!!.. قرصت أمها أذنها وزجرتها قائلة وسط تأوهات منة ألما
انا عاوزة أعرف...إنت مش هتبطلي لماضة ابدا نهايته اتفضلي اخلصي جوزك مستني في الصالون وبابكي قاعد معاه احمد اخوكي مش موجود كالعادة شبه بيبات في الشغل علشان المشروع اللي في ايده ياللا خلصي عيب الراجل يقعد مستني أكتر من كدا..
وانصرفت تاركة منة وهى تتأفف من أوامر والدتها
وكأنه هو ابنها وهي زوجة ولدها!!....
انتبهت منة الى سيف الذي يقف في انتظار