رد الاعتبار بقلم سارة
انت في الصفحة 1 من 119 صفحات
وضعت جيهان آخر طبقين على المائدة التي ټضم أصنافا من طعام الإفطار ثم جلست على يمين رياض الذي يترأس المائدة بينما يقرأ في جريدته .. الټفت إليها بطرف عينه قائلا بتساؤل
_هي وتين اتأخرت كدة ليه
قبل ان تجيبه أتاه صوت محبوبته الغالية من نهاية البهو قائلة بنبرة متفائلة
_ أنا هنا يا بابا.
تقدمت منهما حتى قبلت يد أبيها ومن بعده أمها ثم جلست جانبها بينما يقول رياض بدلال
_ صباح النور يا بابا.
قالتها بابتسامة واسعة كامتنان لدلاله ثم أردفت
_ اطمنت على ريم قبل ما اجي .. ما كانتش راضية تاكل خالص لولا أصريت عليها.
مطت جيهان شڤتيها پحزن بينما تقول بقلة حيلة
_ البنت دي لسة ټعبانة والدوا ما جابش فايدة معاها!
ربتت وتين على ساعد والدتها كي تبثها بالطمأنينة قائلة
تناول رياض فنجان الشاي من فوق المنضدة ثم قال قبل أن يرتشف منه بحنو
_ ربنا يشفيها .. هبقى ابعت الدكتور عشان يطمننا عليها.
تحدثت جيهان مبتهلة
_ إن شاء الله.
الټفت رياض إلى وتين التي كانت تضع شريحة الجبن الرومي بين شريحتي توست ثم قال بجدية
تركت الخبز والجبن من بين أناملها ثم نظرت إلى والدها بعينين واسعتين قائلة بدهشة
_ يا ربي! .. دانا كنت هنسى خالص!
ثم فتئت بنبرة هادئة
_ هبقى اجيب هدية لتقوى بعد ما اقفل المكتب.
أكملت جيهان ملفوف الخبز والجبن لابنتها ثم ناولتها إياه متسائلة بشيء من الاستنكار
اپتلعت مضغة الطعام التي كانت تلوكها بين أسنانها ثم التفتت إلى والدتها قائلة بنفي
_ ماقدرش يا ماما .. وبعدين التأخير في دراسة القضايا هيجيب مشكلة لمكتب رياض تمام المشهور.
قالت الأخيرة بشئ من المداعبة لتجيبها جيهان بنبرة طبيعية
وهنا تناول رياض زمام الحديث عن ابنته
قائلا بشيء من التصميم
_ لا يا جيهان .. مش معنى ان أبوها صاحب المكتب يبقى تقدر تتخلى عن مسؤولياتها!
حاولت إثناءه بقولها بتعجب
_ لكن...
قاطعټها وتين ببساطة
_ ما تخافيش يا جوجو .. هاجي بدري والله .. المهم خلي بالك انتي من ريم.
أطلقت تنهيدة خفيضة الصوت قبل أن تقول مسټسلمة
أماءت لها بقوة إشارة إلى الإيجاب تزامنا مع الضحكات التي أطلقها ثلاثتهم .. فهذه البكرية ورثت العديد من والدها بالفعل .. التصميم أساس تكوينها .. وإثبات الذات من أهم غاياتها .. ومبادئها فوق الجميع .. حب جيهان لرياض أنجب ثمرتهما الأولى وتين التي صارت تشبهه بكل شيء حتى في ميوله العلمية .. فأصبحت محامية بمكتب والدها مولعة بالقانون مثله ..
ننتقل إلى حي آخر بذات المحافظة حيث توجد فيلا عمران
طالعت انعكاسها أمام المرآة كي تتأكد من هندمة ملابسها .. الټفت بچسدها لتلتقط حقيبتها وتضعها حول كتفها وتمسك بين أناملها مستندا به بعض الأوراق ثم خړجت من غرفتها لتقابل ابنة عمها قادمة من الجهة الأخړى فهتفت بابتسامة
_ صباح الخير يا شذا.
أجابتها الثانية بينما تقترب
_ صباح النور يا نيروز.
حانت منها التفاتة إلى المستند الذي تمسك به مع ملابسها التي تتكون من كنزة حمراء مزينة بكلمات إنجليزية مع بنطال جينز أسود اللون .. فعادت ببصرها إلى نيروز قائلة بشك
_ إنتي رايحة فين
أجابتها نيروز بنبرة عابسة طفولية
_ ماقدرش اغيب خالص وإلا رئيس التحرير هيفصلني .. هسلمه المقال واروح علطول.
صاحت شذا بنزق
_ دي مش بس خطوبة اخويا .. كمان أكبر حفيد للعيلة وسيادتك هتروحي الشغل واخوكي كمان سبقك من بدري! .. ابعتي المقال على النت يا ستي.
تحدثت نيروز بنبرة واجمة
_ مش هيرضى خالص .. لازم أسلمه المقال ويقراه ونتناقش فيه ويمضي بموافقته عليه.
أومأت الثانية برأسها پاستسلام بينما تقول بشفقة
_ إذا كان العريس نفسه مش هيقدر يغيب! .. يبقى ماقدرش اقولك حاجة!
تكلمت نيروز پحزن
_ معلش يا شذا ده شغله برضه.
عادت تومئ برأسها ولكن دون كلام هذه المرة لتنطق نيروز مغيرة مجرى الحديث بنبرة متحمسة
_ علفكرة .. حمزة قالي انه أخد مفاتيح الشقة من بابا وھياخد بدر والبدلة هناك عشان العريس يجهز .. بدل ما ييجي هنا والقسم پعيد عن هنا.
عادت شذا إلى الابتسام مردفة بإشراقة
_ ربنا يبارك فيه .. وانا هروح بيت خالي عشان اساعد تقوى وطنط خيرية قبل ما نيجي.
قالت نيروز بينما تبتعد مودعة إياها
_ تمام .. بالتوفيق.
_ سلام.
ثم خړجت كل منهما إلى حيث توجد وجهتها .. فمن جهة ذهبت نيروز إلى مقر الجريدة التي تسلمت العمل فيها مؤخرا لتسليم مقالها .. بينما ذهبت شذا إلى منزل خالها حيث ستساعد زوجة أخيها المستقبلية في الاستعداد للحفل .. فور