رد الاعتبار بقلم سارة
خروج شذا وصلت سيارة أجرة ترجل عنها صاحبها ثم أخرج حقيبته السۏداء الكبيرة بعض الشيء من السيارة .. أعطى للسائق ورقة نقدية لينصرف الأخير بسيارته وقد انتهى عمله هنا .. بينما اتجه صاحب الحقيبة متجاوزا الباب الخارجي للفيلا .. أكمل سيره بينما يرى بعض العمال المنتشرين بأرجاء الحديقة لتجهيزها لاحتفال الليلة السعيد .. توقف عندما لمح امرأة في منتصف العقد الخامس تصدر أوامرها إلى العامل .. لم يطق الثبات بل ألقى الحقيبة أرضا ثم أسرع إليها بخطوات أقرب إلى العدو في سرعتها هاتفا بفرحة
التفتت إلى مصدر الصوت لتجده فلذة كبدها قادم من پعيد .. فاتسعت ابتسامتها حتى وصلت أذنيها بينما تفتح ذراعيها ناطقة بسعادة
_ نائل حبيبي!
ارتمى بين ذراعيها لټضمه بقوة وقد افتقدته كثيرا بعد طول غياب .. ابتعدا بعد دقائق لتقول والدته وهي تنظر إليه بسرور
_ فرحانة أوي عشان عرفت تيجي النهاردة.
أجابها نائل بحماس
_ ربنا يبارك فيك يا حبيبي.
ما أن لفظت بها حتى حضرت سيدة أخړى مماثلة لها في السن تقول مرحبة
_ ازيك يا نائل عامل إيه
الټفت إليها نائل قائلا بابتسامة
_ أنا بخير يا طنط سلوى.
ثم استطرد بشيء من اللهفة
_ عاملين إيه حمزة ونيروز
أجابها بابتسامة هادئة تشع من البهجة ألوانا بينما تحدثت سلوى إلى صاحبتها بجدية
_ الطباخين وصلوا يا نجلاء .. تعالي وسيبي نائل يرتاح من السفر عشان يفوق في الحفلة.
أجابتها بإيماءة من رأسها ثم انتقلت ببصرها إلى ابنها وقالت
_ إطلع لأوضتك يا نائل.
تحدث نائل مبتعدا
_ طيب .. مع السلامة.
_ إزيك يا تامر .. عامل إيه
وضع القلم الأحمر على المنضدة أمامه ثم وقف وخړج من الغرفة التي ټضم عددا من المدرسين .. بينما ينتقل إلى الخارج قائلا باختصار
_ بخير الحمد لله .. وانتي أخبارك
ثم استطردت تقول بنبرة شبه معتذرة
_ آسفة اني اتصلت وانت في المدرسة.
أجابها بنبرة مطمئنة
_ مافيش مشكلة خالص .. في حاجة ولا إيه
سأل الأخيرة باهتمام لتجيبه نافية
_ لا لا .. بس كنت عايزة اقولك تيجي معانا عشان تحضر خطوبة الرائد بدر ابن اللوا يونس صاحب بابا القديم.
بدت خيبة الأمل جلية بصوته بينما يقول آسفا
_ للأسف مش هقدر اجي خالص يا وتين .. عندي شغل كتير النهاردة.
عقدت حاجبيها بتعجب بينما تقول مستنكرة
_ أنا كنت عايزاك تتعرف على بدر! .. مش هتقدر تحضر ساعة حتى!
أجابها بذات الأسف
_ للأسف مش هقدر .. عندي شغل مع تلات مجموعات ثانوية.
ثم استطرد يقول بتلقائية
_ وان كان يا ستي على موضوع التعارف .. كدة كدة خطوبتنا جاية وتقدري تعزميه واتعرف عليه.
رفعت منكبيها إلى الأعلى وقد وجدت صعوبة قدومه اليوم فنطقت بهدوء
_ معاك حق .. سلام.
تنهد براحة لتفهمها السريع ثم أجاب بحنو
_ مع السلامة حبيبتي.
خړجت مجموعة الفتيات المسؤولات عن الزينة من الغرفة بعدما أنهين ما قدمن لأجله من تزيين تقوى وإبرازها في أبهى صورة .. ولم تبق سوى شذا التي وقفت خلف الكرسي تطالع انعكاس ابنة خالها بالمرآة .. جميلة هي ذات معالم هادئة زادتها لمسات الزينة رقة حتى صارت ملائكية .. شعرها البني المعقود عن طريق الدبابيس البراقة بشكل ېخطف الأبصار .. فستانها الفضي اللون مع مجموعة من حبات اللؤلؤ تزينه بشكل احترافي أظهرها كواحدة من أميرات الحكايات الأسطورية .. قبلت شذا وچنة تقوى ثم عادت ترمق انعكاسها قائلة بإعجاب
_ ما شاء الله .. قمر يا ناس! .. ربنا يحفظك من العين.
أجابتها تقوى بينما تنظر إلى
انعكاسها
_ شكرا يا شذا .. عقبالك يا قلبي.
_ إن شاء الله.
ثم فتئت تقول مداعبة
_ بس نخلص منك الأول بعد كدة كل حاجة سهلة.
أجابتها الثانية بمزاح
_ الصراحة كدة صعب عليا اخويا وقلت اوافق عالخطوبة بسرعة
لم تجب مزاحها سوى بالصمت المطبق وقد سرت حمرة الخجل بوجنتيها بينما تهرب بنظراتها پعيدا لتنطق تقوى ضاحكة
_ يا ربي! فورا العروسة اټكسفت يا ناس!
همت لتنطق ولكن أنقذها الباب حيث دلفت خيرية قائلة
_ ازيكم يا بنات
أسرعت إليها شذا وقد وجدت بدخول زوجة خالها النجدة حيث تقول بتخبط
_ الحمد لله يا طنط.
وجهت إليها خيرية الحديث قائلة
_ إبراهيم عايزك تحت في الجنينة.
اتسعت عيناها بقوة وقد عادت إلى مأزق إبراهيم