الأحد 24 نوفمبر 2024

جوازة نت منى لطفي ج٢

انت في الصفحة 17 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


يستطع سيف تمالك نفسه إن لم ينسحب في هذه اللحظة لا يدري ما سيفعل بهذه العنيدة التي تقبع بجواره تأبى مجرد النظر اليه وكأن من يجاورها الى المائدة هواء أو خيال!! فأكثر ما اغاظه ابتسامتها وكلامها الرقيق الذي توجهه الى والده وتتحدث به عن ذاك ال نادر بينما تحرمه هو زوجها من مجرد نظرة واحده الى عينيها الفاتنتين ولكنه قد وعدها أنه لن يحاول الاعتذار ثانية وأنه لن يتقدم خطوة أخرى اليها بعد ذلك كفاه ما قام به من اعتذار بل وتوسل وهي متشبثة بموقفها الغبي ذلك!!..

شعر عبدالهادي بالتوتر الذي أصاب الجميع بعد قيام سيف بهذه الطريقة ليتبعه عمر بعد أن شكرهم على الطعام حاولت زينب اضفاء المرح على الامسية ولكن عبدالهادي قاطعها بنظرة صارة وأمرها بابلاغ سيف أنه في انتظاره لأمر ضروري بغرفته وطلب من منة اصطحابه الى هناك....
طرق على الباب قاطع حديث سيف وعمر سمح سيف للطارق بالدخول ليجد أنها مهجة تبلغه بطلب والده رؤيته على جناح السرعة في جناحه الخاص فصرفها قائلا أنه سيلحق بها ونظر الى عمر الذي حرك كتفيه علامة الجهل....
وافى سيف والده الى غرفته بعد أن طرق الباب طرقات هادئة أتاه صوت والده الرخيم يدعوه للدخول دخل فشاهد والده يجلس الى مقعد مريح في الزاوية وبجانبه تجلس منة على أريكة ضخمة في جلسة بزاوية الغرفة قال سيف
طلبتني يا حاج...
قال عبدالهادي بأمر
إجفل الباب وراك وتعالى أجعد أهنه....
فعل سيف مثلما طلب عبدالهادي وجلس حيث أشار له عبدالهادي بالجلوس بجوار زوجته ولكن على الطرف البعيد من الأريكة نظر اليه عبدالهادي بصرامة وقال فيما هو يدير رأس عصاه الأبنوسية والمطعمة بالأحجار الكريمة
مالك يا سيف فيه إيه يا ولدي...
رمى سيف منة بنظرة سريعة قبل ان يجيب وهو يهرب بعينيه من نظرات والده الثاقبة
ولا حاجه يا حاج خير مافيش حاجه...
عبدالهادي بجدية
لاه... فيه! وشي واعر جوي كمان ! انت ما كنتش داريان بروحك كنت عامل كيف! دلوك هتجولي يا سيف انت ليه بتعامل مرتك إكده..
ألقى سيف بنظرة لائمة الى منة التي شحب وجهها وأجاب ببرود
هي إشتاكتلك مني يا حاج..
سارعت منة بالنفي
ابدا.... ثم وجهت حديثها الى عبدالهادي قائلة في رجاء فهي لا تريد الدخول في نقاشات أمام الحاج وقد يفقد أحدهما أعصابه فيحدث ما لا يحمد عقباه وينكشف المستور أمامه وقلبه قد لا يحتمل الصمود هذه المرة
أنا إشتكيت لك يا عمي الحاج يا عمي كل الحكاية انه سيف بئالو مدة طويلة بعيد عن المكتب علشان كدا أكيد كان سرحان في الشغل ثم أشرق وجهها وكأنها وجدت الدليل لكلامها
وبعدين حضرتك شوفت بنفسك عمر جه انهرده علشان فيه شغل واقف على إمضة سيف وطبعا منها يزور حضرتك!!..
وجه عبدالهادي سؤاله الى سيف بصرامة
الكلام ديه صوح يا سيف...
زفر سيف بعمق بينما نظرت منة اليه حابسة أنفاسها منتظرة اجابته التي لم تتأخر وسمعته وهو يقول
تمام يا حاج انا بالي مشغول بصفقة كبيرة داخلينها علشان كدا تلاقيني ساكت معظم الوقت وعمر جه انهرده علشان نراجع بعض بنود في العقد.... فأخرجت منة أنفاسها المحپوسة في صدرها مغمضة عينيها براحه قبل أن تنتبه الى حديث عمها فالتفتت مصغية اليه......
عبدالهادي بحكمة
برضك يا ولدي لازمن تفصل بين شغلك ومرتك ذنبها إيه مرتك تنشغل عنها بالطريجة دي...
نظرت منة الى سيف باضطراب ملاحظة أنه يحاول التحكم في غضبه بصعوبة وقد خانته عضلة فكه المقابلة لها والتي كانت تهتز بشدة دليل على انفعاله الواضح! قالت منة بابتسامة متوترة بعض الشيء
يا عمي مافيش حاجه حصلت أنا.... قاطعها عبدالهادي بهدوء
إسكتي أنتي يا بتي أنت من أصل طيب وعمرك ما هتشتكي ولدي بس هو كمان لازمن يعرف انه لو كان حبيبك عسل ما تلهطوش كلاته!!...
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة وقال بهدوء
حاضريا حاج اللي تؤمر بيه...
الحاج بأسى
معلهش يا ولدي أني عارف اني السبب من ساعة اللي حوصلي وانت مهمل حالك ومالك وجاعد انت ومرتك وبناتك جاري إهنه انما أنا بجيت عال العال والحمدلله ماطعتلشي مصالحك أكتر من إكده لو عاوز تسافر مع نسايبك وهما
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 37 صفحات